تكبّد خسـارة قاسية في الانتخابات البلديـة

الفرنسيـون يعاقبــون الرئيـــس ماكـــرون

حمزة. م/ الوكالات

تلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صدمة سياسية مؤلمة في الانتخابات المحلية، حيث تجرع مرشحو حزبه «الجمهورية إلى الأمام» مرارة الهزيمة الساحقة في بلديات المدن الكبرى، أمام منافسيهم من الخضر (البيئيون) واشتراكيو اليسار.
واعتبرت الصحف الفرنسية الكبرى نتائج الدورة الثانية للمحليات التي جرت، الأحد، بأن حزب الرئيس ماكرون، تحول من «الجمهورية إلى الأمام»، إلى «الجمهورية على الهامش»، بسبب الهزيمة المخيبة والتي تأتي قبل عامين عن الانتخابات الرئاسية.
وأظهرت النتائج أن حزب الرئيس ماكرون الذي خرج من الانتخابات دون الفوز في انتخابات واحدة في مدينة كبيرة، بعد فوز حزب الخضر وحلفائهم اليساريين بالسيطرة على مدينتي ليون ومرسيليا، وتقدمهم في السباق للسيطرة على مجلس مدينة بوردو.
وفاز رئيس الوزراء إدوارد فيليب برئاسة بلدية مدينة لوهافر، بعدما ترشح بشكل مستقل، رغم انتمائه لحزب «الجمهورية إلى الأمام»، ما قد يؤدي إلى تعديل حكومي.
وفي باريس، التي توصف «بالجائزة الكبرى»، أظهرت نتائج الفرز احتفاظ رئيسة البلدية الاشتراكية آن إيدالجو بمنصبها، بعد حملة سادتها الفوضى من قبل معسكر ماكرون، وحلت مرشحة حزب الجمهورية إلى الأمام ووزيرة الصحة السابقة أنييس بوزان ثالثة بنسبة 13.56 بالمائة خلف هيدالغو بنسبة 50,2 بالمائة واليمينية رشيدة داتي بنسبة 32 بالمائة. وبات الرئيس الفرنسي في موقف لا يحسد عليه، فحزبه لم يسجّل أي انتصار يذكر في هذه الانتخابات، على الرغم من محاولته التسلّل من قوائم تحالف بها مع اليمين في بعض المناطق.
وقبل عام، كان ماكرون يأمل أن تساعد الانتخابات المحلية في تدعيم أركان حزبه الجديد في بلدات ومدن فرنسا، بما في ذلك العاصمة باريس، وذلك قبل سعيه للفوز بفترة ولاية ثانية في الانتخابات المقررة في 2022.
عقوبة متوقعة
الهزيمة النكراء التي تكبدها حزب الرئيس ماكرون الفتي، تأتي بعد 3 سنوات فقط، من تحقيقه الأغلبية في تشريعات 2017، ليتدحرج مجددا أمام الأحزاب التقليدية.
القراءة الاولية في هذه النتائج، تفيد بأن الفرنسيين، وجدوا في الانتخابات الوسيلة الوحيدة لمعاقبة الرئيس الفرنسي، بعد أشهر طويلة من غليان اجتماعي مس عديد القطاعات، حيث خرجت الطبقة الوسطى في مظاهرات السترات الصفراء منذ أزيد من سنة ونصف، ولازالت مصممة على استعادة زخمها بسبب عجز الحكومة عن تحقيق أدنى مطالبها.
وإلى جانب الاعتراضات الشعبية على السياسة الإصلاحية لماكرون، اتسمت الأشهر الأخيرة بفضائح كثيرة مست جهاز الشرطة، بسبب القمع المفرط للاحتجاجات وتعنيف المواطنين عند اعتقالهم ما تسبب في حالات وفاة.  وبخسارة الانتخابات البلدية، يكون ماكرون خسر سنده القوي في الحوار الوطني الشامل الذي أداره عبر رؤساء البلديات السنة الماضية، وطالما راهن عليهم في شرح سياساته وتهدئة الشارع. هذه النتيجة المخيبة تعطي إشارات كافية للاعتقاد بأن حظوظ الرئيس الفرنسي في الفوز بعهدة ثانية صارت شديدة التعقيد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024