الخبير في النّزاعات الدولية، بلة لحبيب أبريكة:

المغـرب يحاول التّأثير على القـرار المرتقـب لمجلــس الأمـن

جلال بوطي

 اعتبر الباحث في شؤون النزاعات الدولية بلة لحبيب أبريكة، أنّ المغرب يسعى من وراء تعليق الرحلات الجوية مع روسيا وبعض الدول إلى التأثير على القرار المرتقب لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء الغربية. وأكّد أنّ تقرير الأمين العام الأممي بعث إشارات قلق من تطور التوتر بين طرفي النزاع منذ عودة الحرب بعد 13 نوفمبر الماضي.
أكّد الخبير أبريكة، أنّ موقف روسيا الإيجابي من النزاع بين الطرفين جبهة البوليساريو والمغرب، جعل الأخير يسارع إلى محاولة التأثير على اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء الغربية الشهر الجاري، وبالتالي توقيفه المفاجئ للرحلات الجوية باتجاه إسرائيل وروسيا قد يأتي في إطار محاولة ممارسة ضغوطات على بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للتأثير على القرار الذي سيصدر من قبل مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء الغربية.
وتخشى الرباط حسب الباحث في النزاعات الدولية، ممّا قد يتمخّض عن اجتماع مجلس الأمن، في ظل حرب مندلعة في الصحراء الغربية منذ 13 نوفمبر من العام الماضي، وقرار المحكمة العامة الأوروبية القاضي بإلغاء اتفاقية الشراكة والصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وكذلك في ظل شعور المغرب بالوهن السياسي، بعد إخفاق حساباته ما بعد 13 نوفمبر.
وحسب مسودة التقرير المتداولة التي سيقدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أعضاء مجلس الأمن، أوضح الباحث عن إشارات أعرب عنها الأمين العام الأممي تؤكّد قلقه جراء الأوضاع المتدهورة في الصحراء الغربية منذ اندلاع الحرب بين جبهة البوليساريو والمغرب، وتأثير ذلك على إمكانية التوصل إلى حل سياسي بين الطرفين.
أما بخصوص توقيف الرحلات مع إسرائيل، فقد أشار الباحث بلة لحبيب أنّه قد يحمل رسالة من شقين: الأولى، قد تكون موجّهة لأمريكا بأنّ استمرار العلاقة مع تل أبيب وتطوّرها مرتبط بمدى دعمها لموقف المغرب، خاصة في مجلس الأمن، والثانية، موجّهة لإسرائيل، حتى تستخدم وزنها في دوائر واشنطن لخدمة مصالح المغرب.
وبالنسبة للرباط، قد لا يكون لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، وما تبعها من اتفاقيات وزيارات لمسؤولين إسرائيليّين للمغرب، معنى كبيرا من دون دعم سياسي لمواقفها في واشنطن، حسب الخبير، وهو الأمر الذي لا يختلف كثيرا مع روسيا، فالمغرب يهدف للضغط عليها هي الأخرى، حتى لا تتخذ مواقف متشدّدة ضده، مع أنّ إمكانية الرباط للضغط على موسكو محدودة جدا، فهي تدرك العلاقة الوثيقة والتاريخية التي تربطها بالجزائر.
ويأتي الحديث عن عزم الرباط السماح للمملكة المتحدة بإنشاء محطة هوائية وشمسية في الأراضي الصحراوية المحتلة لنقل الكهرباء إليها، كمحاولة لكسب ودها قبل اجتماع مجلس الأمن.
وحول ما هو مرتقب بخصوص جلسة مجلس الأمن أبرز الخبير سياق الحدث، فباستثناء الولايات المتحدة، وروسيا والمملكة المتحدة، بقيت دولتين من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن: فرنسا والصين. فرنسا، حليف المغرب سيحظى دائما بدعمها. والصين عادة ما تلتزم الصمت، إلا في قضايا تمس مصالحها بشكل مباشر. فمن الواضح أن المغرب في وضعية لا يحسد عليها، وحالة مزرية من الارتباك السياسي. ويبدو أنه لم يتبق له سوى اللجوء إلى هذا النوع من المناورات، التي قد لا تفيده، بل من شأنها أن تعود عليه بنتائج عكسية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024