مع دخول الحرب على غزة يومها الـ423، تواصل حكومة الاحتلال الصهيوني تعنتها بشأن التوصل إلى صفقة لإنهاء العدوان على غزة وتبادل الاسرى، في ظل استمرار جرائم الإبادة الجماعية ومنع وصول المساعدات.
تحدثت مصادر طبية عن ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة خلال الساعات الماضية إلى أزيد من مائة، مع إصابة كثيرين في الشمال بجروح خطيرة نتيجة استعمال الاحتلال أسلحة محرمة دولياً تؤدّي إلى تبخّر الأجساد.
وقد طالبت حركة حماس بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في استخدام جيش الاحتلال الصهيوني لأسلحة محرمة دولياً، وقالت في بيان إن “الشهادات المروّعة التي يدلي بها المواطنون والأطباء في شمال قطاع غزة بعد الغارات والمجازر التي تُنَفّذ ضد المدنيين الأبرياء، وتأكيد حالات استهداف بأسلحة وذخائر تؤدّي إلى تبخّر الأجساد؛ تؤشِّر بقوّة إلى استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرّمة دولياً خلال حملة الإبادة الوحشية والمستمرة منذ شهرين في شمال القطاع”.
هذا، وقد أفاد مراسلون بارتفاع عدد شهداء القصف الصهيوني على قطاع غزة المحاصر إلى أزيد من مائة شهيد على الأقل منذ السبت، في حين دخل حصار جيش الاحتلال لمحافظة شمال غزة شهره الثالث.
كما أفاد شهود بأن عشرات الشهداء لا زالوا تحت الأنقاض، وهو ما يعني أن قائمة ضحايا الإبادة كبيرة جدّا.
حصــــــار مشــــــدّد ولا مساعـــــــدات
وفي سياق متصل، يكثف جيش الاحتلال قصفه المنازلَ المأهولة شمال القطاع مع مواصلة حصار مدن وبلدات الشمال لليوم 59 على التوالي.
وكانت وكالة الأونروا حذرت من أن ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل لنحو 65 إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم ما زالوا في منطقة شمال غزة.
وقالت الأونروا في تغريدة على موقع إكس “من بين 91 محاولة قامت بها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى شمال غزة المحاصر في الفترة من 6 أكتوبر إلى 25 نوفمبر الماضيين، رفضت سلطات الاحتلال الموافقة على 82 محاولة وعرقلت 9 محاولات أخرى”. الأونروا توقف إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم
كما أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إيقاف إيصال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك بعد الاستيلاء على شاحنات أغذية حاولت الدخول عبر المعبر يوم السبت.
وشدد على أن العملية الإنسانية في غزة أصبحت مستحيلة بلا داع بسبب الحصار والعقبات الصهيونية والافتقار إلى الأمان.
هذا، و أعلنت “الأونروا”، أن هناك أكثر من 415,000 نازح في غزة، يحتمون الآن في مباني المدارس التابعة لها.
التهجـــــير بقـــــوّة النـــــار والحديـــــــد
ومع تصعيده الدموي، يتجلى بوضوح إصرار الكيان الصهيوني على تهجير الفلسطينيين بقوة النار والحديد، حيث قال وزير الأمن القومي الصهيوني، المتطرف “ إيتمار بن غفير”، أمس الأحد، إنه يعمل جاهداً مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تعزيز تشجيع هجرة الفلسطينيين من قطاع غزة، وإنه بدأ يكتشف “انفتاحاً معيناً” منه بهذا الصدد.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العنصري بن غفير، رئيس حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية)، لإذاعة الجيش الصهيوني.
وفي تهديد مبطن بالانسحاب من الحكومة، قال بن غفير: “الصفقة المطروحة حالياً لن تعيد جميع الأسرى، ورئيس الوزراء لا يريد أن يغادر حزب عوتسما يهوديت الحكومة”.
ومضى بن غفير يقول: “أفكار مثل الاستيطان في غزة هي موضع ترحيب، فالمرات الوحيدة التي هزمنا فيها أعداءنا كانت عندما انتزعنا أراضي منهم. لكن هذا لا يرضيني، فأنا أريد أيضاً تشجيع الهجرة (من غزة)”.