الفلسطينيون يموتون جوعا وسط حصار دخل شهره الثالث

تحذير أممي من استخدام المساعدات طُعما لنزوح الغزاويين

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أمس، أن “الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار صهيوني تام للشهر الثالث على التوالي”، في إطار الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وفي بيان نشره على حسابه بمنصة إكس، قال مكتب “أوتشا” إن 70 بالمائة من فلسطيني قطاع غزة داخل مناطق تتواجد فيها قوات صهيونية، أو تحت أوامر تهجير، أو كليهما.
وشددت على أن الأمم المتحدة وشركاءها مستعدون لتكثيف تقديم المساعدات لقطاع غزة فور رفع الحصار الصهيوني المستمر منذ 2 مارس الماضي. وفي معرض وصفها للوضع بقطاع غزة، قالت أوتشا: “الفلسطينيون يموتون وسط حصار تام للشهر الثالث على التوالي”.
والاثنين، سجلت وزارة الصحة بقطاع غزة استشهاد 57 طفلًا نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، في ظل النقص الحاد في الحليب العلاجي، وخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
الإمدادات “طُعم” للنزوح
 في الأثناء، حذّرت الأمم المتحدة من استخدام الاحتلال للمساعدات في غزة كـ«طعم” من أجل إجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم خاصة من شمال القطاع إلى جنوبه، مؤكدة عدم وجود “فشل” في توزيعها.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن مسؤولين أممين في بيان نشرته مساء الجمعة، تعقيبا على الخطة الصهيونية لتوزيع المساعدات بغزة.
وفي 5 ماي الجاري، صوت المجلس الوزاري الصهيوني المصغر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت” لصالح السماح بإدخال مساعدات محدودة إلى مواقع في رفح جنوبي القطاع، تحت حماية الجيش الصهيوني، في إطار عملية عسكرية تتضمن تهجير المواطنين من شمال ووسط غزة إلى الجنوب.
ووفقا لما نقلته مصادر، فإن الخطة تنص على تقديم المساعدات وفقا لتقديرات الوضع الميداني، وتوزيعها داخل “المجمّعات الإنسانية” التي يقيمها الاحتلال جنوب قطاع غزة، وهي آلية أثارت رفضا واسعا من الجانب الفلسطيني ومؤسسات دولية باعتبارها مخالفة للمبادئ الإنسانية. ونقل عن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، قوله: “ أن الخطة تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، بما في ذلك “استخدام تقنية التعرف على الوجه كشرط مسبق للحصول على المساعدات”.وأعرب عن قلقه من استخدام تلك التقنية، مؤكدا أن فحص المستفيدين ومراقبتهم “لأغراض استخباراتية وعسكرية يخالف جميع المبادئ الإنسانية”.
واستكمل قائلا: “استخدام المساعدات الإنسانية كطُعم لإجبار السكان على النزوح، وخاصة من الشمال إلى الجنوب، سيخلق خيارا مستحيلا بين النزوح والموت”.
ما يدخل إلى غزة .. القنابل..
وأوضح أن الخطة المقدمة أيضا تشمل إدخال 60 شاحنة فقط للقطاع بشكل يومي وهو ما يمثل عٌشر العدد الذي كان يصل خلال وقف إطلاق النار.
ووصف ما يحدث بغزة “انهيارا أخلاقيا عميقا”، حيث يتم حظر “كل ما يلزم لبقاء الطفل على قيد الحياة، بينما الشيء الوحيد الذي يدخل للقطاع الآن هو القنابل”.
بدورها، قالت جولييت توما مديرة الاعلام والتواصل في الأونروا، إن الوكالة أدارت المساعدات التي أدخلتها إلى قطاع غزة بنفسها. وتابعت وفق بيان: “لم تشهد المساعدات أي تحويل لها عن الغرض المحدد”. وأكدت أن الوكالة الأممية تمكنت من إدارة وإيصال المساعدات إلى سكان غزة “بنجاح”، مضيفة: “هناك نظام إنساني قائم، إذا كانت هناك إرادة سياسية لجعله يعمل مجددا”.
ولفتت إلى أن “أكثر من 10 آلاف موظف يعملون على إيصال ما تبقى من الإمدادات وإدارة ملاجئ العائلات النازحة”.
المساعدات لم تحوّل عن مسارها
بدورها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس: “النظام الصحي في غزة لم يشهد أي تحويل للمساعدات”. وتابعت: “إمدادات المنظمة تصل إلى المرافق الصحية التي كانت تهدف إلى خدمتها”.
وعن أزمة المساعدات بغزة، قالت هاريس إن الأمر لا يتعلق “بفشل إيصالها إنما بمنع إدخالها”. واستكملت: “الإمدادات الطبية والأدوية تنفد بسرعة شديدة مع تزايد الحاجة إليها بسبب الظروف المعيشية المزرية واستمرار القصف”.
وأشارت إلى أن أكثر من 10 آلاف و500 مريض في غزة بحاجة لإجلاء طبي عاجل، من بينهم 4 آلاف طفل ومع ذلك لم يتم إجلاء غير 122 مريضا منذ استئناف الإبادة في 18 مارس الماضي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19771

العدد 19771

الثلاثاء 13 ماي 2025
العدد 19770

العدد 19770

الإثنين 12 ماي 2025
العدد 19769

العدد 19769

الأحد 11 ماي 2025
العدد 19768

العدد 19768

السبت 10 ماي 2025