ردّ إيرانــي نوعـي يهـزّ أوصال المحتـل

الكيان الصهيوني فـي أتون النيران الإيرانية

طهران تتوعـّد بمواصلـة الهجوم والاحتــلال يتفقّـد قتـلاه وخسائره الفادحـة

شنّت إيران أمس الأحد، هجمات حاسمة على مناطق عدّة في الكيان الصهيوني المحتل، بينها معهد للعلوم في ردّ نوعي هزّ المحتل، وأسفرت الهجمات الصاروخية الإيرانية على الاحتلال عن مقتل 14 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 240 آخر، وتبادلت كل من إيران والكيان الصهيوني الضربات الصاروخية والمسيّرات، وسط تنامي المخاوف الدولية، والدعوات لضبط النفس والعودة إلى الحوار. ودخلت الحرب بين إيران والكيان الصهيوني مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، مع تبادل واسع النطاق للضربات العسكرية التي شملت منشآت إستراتيجية وأهدافاً حيوية على الجانبين.
أوضح الحرس الثوري أنه استخدم الصاروخ الباليستي الموجه التكتيكي ذا الوقود الصلب، في إحدى ضرباته أمس الأحد. وأضاف أن الصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت البنية التحتية للطاقة في الكيان الصهيوني المحتل، ومنشآت لإنتاج وقود الطائرات المقاتلة. وحذر الحرس الثوري من أن الهجمات ستكون “أشد وطأة” إذا واصل الكيان الصهيوني اعتداءاته. ونقلت مصادر إعلامية أن الدمار في الكيان الصهيوني المحتل كبير وصادم وسط انقطاع للكهرباء مع توقع أن تكون الأيام المقبلة صعبة.
وبدأت إيران منذ فجر أمس الأحد بإطلاق دفعات جديدة من الصواريخ باتجاه أهداف داخل الكيان الصهيوني المحتل تسببت في قتلى وعشرات المصابين، كما ألحقت دمارا كبيرا في المنازل والمباني المحاصرة بالنار. وفي المقابل، تعرضت طهران لهجمات صهيونية أغلبها مسّت المدنيين من النساء والأطفال سواء من القتلى أو الجرحى بحسب تصريح وزير الصحة الإيراني، وقالت إيران لمواطنيها أن بإمكانهم الاحتماء في المدارس والمساجد ومترو الأنفاق.

الهجمات الإيرانية مُستمرة

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الأحد، أن هجمات بلاده ستستمر على الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن هذا الكيان بدأ هجماته “من دون أي مقدمة أو تمهيد سابق، ويُعد ذلك عدواناً صارخاً على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
وأضاف عراقجي: “تصدينا لهذه الهجمات استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس، وهو مبدأ مقبول في العلاقات الدولية، وحق مشروع لكل دولة للدفاع عن نفسها في مواجهة العدوان”، مشيراً إلى أن “أهم هدف لهذه الهجمات كان المنشآت النووية في نطنز في أصفهان”. وشدد على أن “ردودنا ستستمر وهدفنا الدفاع عن النفس أمام العدوان الغاشم، واستهدفنا خلال الليلة الأولى المواقع العسكرية، لكن خلال الجولة الثانية، قمنا باستهداف مصفاة النفط في حيفا” رداً على استهداف منشآت اقتصادية إيرانية. وأعرب عراقجي عن أمله أن يبادر المجتمع الدولي بأسرع وقت ممكن لاتخاذ إجراءات توقف هذه الجرائم والاعتداءات.
وعقب التأكيد على استهداف الاحتلال الصهيوني، فجر أمس الأحد، لمقر وزارة الدفاع الإيرانية ومواقع مرتبطة بالبنية التحتية “لمشروع الأسلحة النووية” وأهدافا أخرى منها طاقوية. هاجمت طائرات الاحتلال في وقت مبكر من فجر أمس الأحد، مستودع الوقود الرئيسي في العاصمة الإيرانية طهران، ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة، وفق ما نقلت مصادر إعلامية عن مسؤول بوزارة النفط الإيرانية، إلى جانب مهاجمة كل من شيراز وأصفهان. وقالت وزارة النفط الإيرانية إن جميع الوحدات والمنشآت في مصفاة أصفهان بحالة مستقرة وعملية الإنتاج تتواصل دون توقف. وأصدر الاحتلال الصهيوني عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد تحذيرا للإيرانيين المقيمين قرب المفاعلات النووية في إيران من أجل إخلاء منازلهم. واعترف الاحتلال أن القصف الإيراني ألحق أضرارا بمصفاة البترول وتمديداتها بخليج حيفا وتفقد خسائره وقتلاه.
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن خزاناً للنفط في منطقة شهران شمال غربي طهران ومخزناً للوقود جنوبي العاصمة تعرّضا لهجمات صهيونية مباشرة، ما تسبب في اندلاع حرائق ضخمة وانقطاع واسع في التيار الكهربائي، تزامناً مع قصف منشآت أخرى غربي المدينة، بحسب مصادر إعلامية. وفي المقابل، أطلقت إيران عدة موجات صاروخية باتجاه العمق الصهيوني استهدفت خلالها مواقع مختلفة، وأعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان، أمس، أن منظومة الدفاع الجوي للحرس، تحت قيادة الشبكة الموحدة ومقر الدفاع الجوي المشترك، نجحت في رصد واعتراض وتدمير ثلاثة صواريخ كروز وعشر طائرات مسيّرة، بالإضافة إلى عشرات الطائرات الصغيرة “المتسللة” التابعة للجيش الصهيوني، في مناطق الاشتباك داخل إيران.

وثيقة تكشف أهداف الاحتلال

من جانب آخر، ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالهجوم على إيران، مضيفاً أنه “يمكن بسهولة إبرام صفقة بين إيران والكيان الصهيوني المحتل وإنهاء هذا الصراع الدموي”. ويتوقع مسؤولون أمريكيون أن هذه الحرب قد تمتد لـ«أسابيع وليس أياماً”، وفي غضون ذلك حثت الخارجية الأمريكية، المواطنين الأمريكيين على مغادرة إيران فورا.
فيما أفادت مصادر إعلامية أنه تم “الكشف عن وثيقة الأهداف للعملية ضد إيران وهي المس بمشروع إيران النووي وكذلك منظومة الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى خطة إبادة الكيان الصهيوني من خلال عمليات على الأرض”. ومن ضمن الأهداف الأخرى “خلق ظروف مناسبة لإنهاء المشروع النووي الإيراني بطرق دبلوماسية (مع الأمريكيين)”.
وإلى جانب ذلك، أعلن الجيش الإيراني أن قوات البحرية تصدّت لمدمّرة بريطانية في بحر عمان وأجبرتها على التراجع بعد رصد دام لـ24 ساعة. وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن “بريطانيا بصدد إرسال معدات إلى الشرق الأوسط في خضم التوترات بين إيران والكيان الصهيوني”. وقال إن بريطانيا تنقل أصولا عسكرية إضافية، منها طائرات مقاتلة، إلى الشرق الأوسط لتقديم الدعم الطارئ في أنحاء المنطقة.
وأعربت الصين، عن دعمها الصريح لإيران في مواجهة الهجمات الصهيونية، منددة بما وصفته بـ«الانتهاك الصارخ” للقانون الدولي. وأكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن بكين “تدعم طهران في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة، وضمان أمن وسلامة شعبها”، ومن جهتها قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أبلغتها بأنه لا يوجد تغيير في مستويات الإشعاع خارج منشأة أصفهان النووية. وأضافت الوكالة “مثلما هو الحال في طنز، ليس من المتوقع تسجيل زيادة في الإشعاع خارج المنشأة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025
العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025