كشف تحقيق أجراه موقع “ميدل إيست آي”، ومقره بريطانيا، عن حملة ترهيب ضد المدعي العام البريطاني في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، كريم خان، على خلفية تحقيقه في جرائم حرب ارتكبها الكيان الصهيوني
شملت الحملة تهديدات وتحذيرات موجهة إلى خان من شخصيات بارزة وزملاء مقربين وأفراد من عائلته أبلغوا ضده، وتهديدات بانتهاك سلامة المدعي العام من “الموساد”، وتسريبات إعلامية تتعلق بمزاعم اعتداء جنسي، وفق ما ورد في التحقيق.
وفي هذا السياق، “تلقّى خان تحذيراً في ماي الماضي من أنّه والمحكمة الجنائية الدولية يواجهان خطر الدمار في حال عدم إلغاء مذكرات التوقيف الصادرة العام الماضي بحق رئيس الحكومة الصهيونية ووزير دفاعه السابق”.
ووفقاً للموقع، فإنّ نيكولاس كوفمان، المحامي البريطاني الصهيوني في المحكمة، وجّه هذا التحذير شخصياً إلى خان خلال لقاء جمعه به وبزوجته شيامالا أليخاندرا، في أحد فنادق لاهاي.
كما كشف التحقيق أنّ وزير الخارجية البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، هدّد خان في أبريل 2024، بأنّ بريطانيا ستقطع التمويل عن المحكمة الجنائية الدولية، وستنسحب منها في حال إصدار مذكرات التوقيف بحق المسؤولين الصهاينة .
وفي اليوم التالي، وجّه 12 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأمريكي، من بينهم وزير الخارجية الحالي، ماركو روبيو، في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسالة إلى خان جاء فيها: “استهدف الكيان الصهيوني وسنستهدفك”.
كذلك، نقل الموقع عن السيناتور الجمهوري الأمريكي، ليندسي غراهام، قوله في ماي 2024، إنّ خان إذا مضى في إصدار مذكرات التوقيف، “فبإمكانه أيضاً أن يطلق النار على الأسرى بنفسه”، مضيفاً: “سنعاقبك”، ومشدّداً على أن المحكمة “أُنشئت من أجل أفريقيا وبوتين، لا لديمقراطيات مثل الكيان الصهيوني”، وفق تعبيره.
ووفقاً لما ورد في التحقيق، فإنّ خان تلقى، قبل توجيه اتهامات جنسية ضده، إحاطة أمنية تفيد بوجود نشاط لجهاز “الموساد” داخل لاهاي، ما يشكّل تهديداً مباشراً له.
ويصف المقال المشتكية التي اتهمت خان بسوء السلوك الجنسي بأنّها “مشتكية متسلسلة”، ويشير إلى محاولة استغلالها كورقة ضغط، بينما يقدّم شاهد رئيسي في القضية على أنه تعرّض هو الآخر لمضايقات في المحكمة بسبب دعمه لخان وتقديمه شهادة تنفي التهم المزعومة.