قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة إسماعيل الثوابتة، أمس السبت، إن الهجوم الصهيوني الدموي المتواصل منذ أسبوع على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزّة، أدى إلى تشريد مئات العائلات، فيما قال المرصد الأورو متوسطي أن هذا الهجوم أجبر أزيد من 90 ألف فلسطيني على النزوح.
أوضح الثوابتة أن “الهجوم الصهيوني الدموي على حي الزيتون شمل قصفا مكثفا وعشوائيا وتفجيرا منظما لعشرات المنازل والمنشآت السكنية، ما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى وتشريد مئات العائلات”.
وعانى الحي على مدى حرب الإبادة الصهيونية منذ 7 أكتوبر 2023، من قصف مكثف دمر مساحات واسعة، فيما احتل الجيش أجزاء كبيرة منه ضمن ما يسميه “المناطق العازلة” الممتدة لمئات الأمتار داخل القطاع.
وأضاف الثوابتة أن “ما يجري في حي الزيتون ليس حالة منفصلة، بل جزء من سياسة احتلالية ممنهجة تستهدف التدمير الشامل للبنية التحتية والأحياء السكنية، تمهيدا لإفراغ قطاع غزّة من الفلسطينيين وفرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة العسكرية”.
وتابع أن “حجم الدمار الذي لحق بحي الزيتون وبمختلف مناطق غزّة غير مسبوق في التاريخ الحديث، ويعكس سياسة انتقامية وعنصرية هدفها كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومحو هويته الوطنية”.
وأشار إلى أن “المعطيات الميدانية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما يرتكبه الاحتلال يرقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”.
وطالب الثوابتة بـ« تحرك عربي ودولي عاجل لوقف هذه الجرائم وفضح مرتكبيها، عبر تفعيل آليات المحاسبة الدولية، وإحالة الاحتلال إلى المحاكم المختصة، وفرض ضغوط سياسية وقانونية واقتصادية”.
وشدد على ضرورة أن يكون ذلك “بالتوازي مع تعزيز التغطية الإعلامية الميدانية ودعم جهود التوثيق الحقوقي، لضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب”.
وفي 8 أوت الجاري، أقر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر “الكابينت” خطة طرحها رئيس الحكومة لإعادة احتلال قطاع غزّة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزّة.
وفي 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ جيش الاحتلال الصهيوني هجوما واسعا على حي الزيتون تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، وفق شهود عيان.
تسريـع عمليـة الاحتــلال
في الأثناء، كثف جيش الاحتلال الصهيوني غاراته على غزّة، أمس السبت، بعد الإعلان عن استعداده لتسريع عملية احتلال المدينة، مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.
وأكدت مصادر الإسعاف في غزّة استشهاد 6 فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم 4 أطفال بقصف صهيوني على منزل في مخيم البريج وسط القطاع.
وأدى قصف آخر على مخيم البريج إلى استشهاد شاب وإصابة آخرين، بحسب مستشفى الأقصى.
بدورها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” باستشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين الليلة ما قبل الماضية في قصف لطيران الاحتلال على خيام نازحين في حي الرمال غرب مدينة غزّة.وذكرت وسائل إعلام محلية أن آليات الاحتلال أطلقت نيرانها تجاه المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوبي مدينة غزّة، كما قصفت المدفعية جنوبي حي الصبرة بالمدينة.
وأشارت إلى أن قصفا مدفعيا صهيونيا طال محيط المجمع الإسلامي جنوب شرقي مدينة غزّة، ونسف الاحتلال أيضا بالمتفجرات عددا من المنازل، في حي الزيتون.
وفي ظل تواصل استهداف المجوعين عند نقاط توزيع المساعدات لما تعرف باسم “مؤسسة غزّة الإنسانية”، أكدت وسائل إعلام محلية أن 6 فلسطينيين من منتظري المساعدات استشهدوا برصاص قوات الاحتلال في منطقة نتساريم شمال غربي قطاع غزّة.
وفي خان يونس جنوبي القطاع، أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها باتجاه شاطئ المدينة، وفق المصدر السابق.
وأكد الإسعاف والطوارئ في غزّة استشهاد صياد وإصابة آخر بنيران زوارق الاحتلال في بحر قطاع غزّة.
واستشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف صهيوني استهدف خيمة تؤوي نازحين في شارع الحية في مواصي بلدة القرارة شمال غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة.
من جهتها، قالت هيئة البث الصهيونية إن الجيش يستعد لتسريع العملية الهادفة لاحتلال مدينة غزّة، وفق توجيهات القيادة السياسية.
وأضافت أن قادة الجيش عقدوا، أمس، اجتماعا في قيادة المنطقة الجنوبية بشأن العمليات العسكرية في غزّة، مشيرة إلى أن رئيس الأركان سيصل اليوم الأحد لقيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على خطط احتلال مدينة غزّة.
والجمعة، أعلن جيش الاحتلال أن قواته تنفذ سلسلة عمليات على أطراف مدينة غزّة قبل هجوم كبير للسيطرة على المنطقة.