أدان مجلس الأمن الدولي -في جلسة طارئة عقدها، مساء الخميس، بشأن العدوان الصّهيوني على قطر- الهجمات التي وقعت في الدوحة. وأكّد أعضاؤه -في بيان لهم- أهمية وقف التصعيد، وشدّدوا على دعمهم لسيادة دولة قطر.
عقد مجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، جلسة طارئة لبحث العدوان الصّهيوني على العاصمة القطرية الدوحة، والذي أثار إدانات إقليمية ودولية واسعة ومطالبات بتحرّك عاجل لردع الكيان الصّهيوني.
الاجتماع جاء بطلب من الجزائر وبدعم الصومال وباكستان والمملكة المتحدة، وشارك فيه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
في افتتاح الجلسة، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، إنّ الضربة الصّهيونية على الدوحة “صدمت العالم وشكّلت تصعيدا خطيرا ومقلقا”.
مواقف مندّدة
من جهته، قال مندوب الجزائر عمار بن جامع، أنّ العدوان الصّهيوني على الدوحة، استهدف وسيطا مرموقا يعمل من أجل السلام، ما يثبت أنّ الاحتلال لا يسعى إلى السلام، بل يعمل على إدامة الحرب، وطالب المجتمع الدولي بردع الكيان الصّهيوني وكبح تصعيده. وحذّر من أنّ “صمت المجلس إزاء اعتداءات الكيان الصّهيوني يؤجّج الفوضى”. كما طالب بن جامع، المجلس بفرض تدابير لردعه ووقف إفلاته من العقاب.
واعتبر مندوب باكستان، الهجوم استهدافا للدبلوماسية، محذّرا من أنّ “تقويض دور قطر وسيطا موثوقا قد ينسف مسارا أساسيا نحو السلام الدائم بالمنطقة”.
أمّا الولايات المتحدة الداعم الأكبر للكيان الصّهيوني في حرب الإبادة على غزّة، فأكّدت على لسان مندوبتها بمجلس الأمن دوروثي شيا، أنّ “القصف على الدوحة التي تعمل إلى جانبنا للوصول إلى سلام لا يحقّق أهداف الكيان، ودونالد ترامب أكّد لأمير قطر أنّ الهجوم لن يتكرّر”.
قطــر تواصـل دورهـا الإنســاني والدبلوماسي
في السياق ذاته، شدّد مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، على أنه “لا شيء يبرّر الهجوم على قطر، التي تقوم بدور إيجابي لوقف الحرب في غزّة، وعملت بلا كلل خلال عامين لإطلاق سراح الأسرى الصّهاينة”.
كما وصفت مندوبة المملكة المتحدة باربرا وودورد، الضربة بأنها انتهاك سافر لسيادة قطر، وأكّدت تضامن بلادها معها. أما مندوب الصين فو تسونغ، فاتّهم الكيان الصّهيوني بأنه يسعى إلى تدمير المفاوضات بشأن غزّة.
كذلك، ألقى رئيس وزراء قطر وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن، كلمة أمام المجلس، وصف فيها “الهجوم الصّهيوني بأنه استهداف غادر وتهديد للسّلم والأمن الإقليميّين”. ووصف قادة الكيان “بأنهم مصابون بالغرور وسكرة القوة لأنهم ضمنوا الإفلات من العقاب”. وأكّد بن عبد الرحمان، أنّ بلاده ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي دون تردّد لكنها لن تتهاون إزاء المساس بسيادتها وتحتفظ بحقها المشروع في الرّد.
سبق الجلسة إعلان “بيان صحفي” صادر عن أعضاء المجلس 15، بمن فيهم الولايات المتحدة، أدانوا فيه الضربة الصّهيونية على الدوحة، دون ذكر الكيان الغاصب بالاسم.
وشدّد الأعضاء على “أهمية خفض التصعيد”، وأعربوا عن تضامنهم مع قطر، مؤكّدين دعمهم “لسيادتها وسلامة أراضيها”.