وسط تنكيل وحشي بالنازحين ومجاعة قاسية

العصابـات الصّهيونيـة تستعـد لبـدء الاجتيـاح البرّي لمديـــــنة غزّة

 أفادت هيئة البث الصّهيونية، أمس الجمعة، أن جيش الاحتلال يستعد لبدء الاجتياح البرّي لكامل مدينة غزة، وقات أنه سحب إحدى فرقه الرّئيسية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، استعدادًا لتوسيع عملياته العسكرية في مدينة غزة التي يستعد لاحتلالها بالكامل.بالتزامن حذّر الجيش الصّهيوني من أن بقاء سكان مدينة غزة في المنطقة “يعرضهم للخطر”، مجدّدا دعوات المغادرة، والتوجه نحو أماكن حدّدها في الجنوب.

منذ 3 أيام تشهد مدينة غزّة حركة نزوح كثيفة، وسط مخاوف وقلق المدنيّين، في ظل عدم وجود أماكن آمنة يلجؤون إليها.
بينما أكّدت “الأونروا” أنّ المدنيّين في غزّة عالقون بلا مكان آمن، مضيفة أنّ العائلات لا تزال تواجه ظروفا قاسية وانعداماً متصاعداً في الأمن الغذائي.

خطة تهجير سكان غزّة جاهزة

 من ناحية ثانية، كشف التلفزيون الصّهيوني، أمس، أنّ المؤسّسة العسكرية قدّمت خلال نقاش مع رئيس وزراء الاحتلال، خطةً تهجير تسمح لسكان غزّة بمغادرة القطاع ابتداءً من الشهر المقبل، جوًا وبحرًا.
أضاف المصدر أنّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي سيصل إلى الكيان الصّهيوني هذا الأسبوع، ستُناقش في اجتماعاته مع مسؤولي الاحتلال مسألة تهجير الفلسطينيّين وما يعترضها من عقبات، وعلى رأسها رفض الفلسطينيّين مغادرة أرضهم، وعدم الإستجابة الدولية لاستقبال الفلسطينيّين المبعدين قسرا من أرضهم.
تعمل سلطات الاحتلال على الترويج لمبادرة الرّئيس الأمريكي لتشجيع هجرة الفلسطينيّين، وقد تمّ مؤخّرا إنشاء مديرية في الكيان لهذه القضية، ومع ذلك، فإنّ حكومة الاحتلال من الناحية العملية متشكّكة للغاية في جدوى هذه الخطوة.

نيران القصف تبيد عائلات بكاملها

 ميدانيا، أفادت مصادر في مستشفيات غزّة، باستشهاد 42 شخصا بنيران الاحتلال، صباح أمس، بينهم 14 في مجزرة بمنزل مأهول شمال غرب مدينة غزّة، حيث يتركّز العدوان لدفع الفلسطينيّين إلى النزوح. في حين تتفاقم أزمة التجويع والتدمير في القطاع وخاصة في مدينة غزة.
ففي منقطة “التُوَام” شمال غرب مدينة غزّة، استشهد 14 فلسطينيا وأصيب عدد آخر، وما يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض، في مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الصّهيوني بقصف منزل مأهول لعائلة السلطان.
بالتزامن، نفذ الجيش الصّهيوني عمليات نسف وتفجير للمنازل والبنايات السكنية بواسطة روبوتات مفخّخة في محيط بركة الشيخ رضوان، وأطلق وابلاً من قذائف المدفعية والرّصاص من الآليات المتوغلة في المنطقة.
في وسط القطاع، أُصيب عدد من الفلسطينيّين جراء قصف نفذته مسيّرة للاحتلال استهدف خيمة نازحين، في محيط “مستشفى شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح.

مأســاة التجويـع

 هذا وما زالت مأساة التجويع تتفاقم في غزّة، حيث أعلنت وزارة الصّحة في القطاع تسجيل وفاة 7 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفل، خلال يوم واحد، ليرتفع إجمالي عدد المتوفّين بسوء التغذية إلى 411، بينهم 142 طفلا.
منذ أيام، شرعت القوات الصّهيونية في حملة تدمير تدريجية للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزّة، ما زاد أعداد العائلات المشرّدة ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية.

موجــة نزوح نحو الجنـوب

 وقد امتلأت الشوارع بجحافل النازحين من مدينة غزّة، بعد التهديدات الصّهيونية باجتياحها والسيطرة عليها، وسط مخاوف وقلق النازحين، في ظل عدم وجود أماكن آمنة تؤويهم، على الرغم من إعلان الاحتلال بوجود مخيمات انسانية آمنة في منطقة المواصي جنوب القطاع.
في السياق، قالت إحدى المسنّات النازحات مشياً على الأقدام، إنّ الوضع صعب جداً. وأضافت “لا يوجد أمان في أي مكان”.بينما ناشد نازح آخر، وأب لـ 8 أطفال وقف الحرب، قائلا: “لا ندري إلى أين نذهب والله لا ندري”. وأردف بحرقة متسائلا: “ما ذنبنا في هذه الحرب.. نريد أن نعيش.. ما ذنب الصغار”. وأكّد أنّ الناس لم يعد معها أي أموال من أجل الانتقال.فيما أوضح مراسلون أنّ ما يقارب المليون شخص ما زالوا في مدينة غزّة ولم يغادروا إلى الجنوب، على الرغم من المخاوف الأمنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025