بحث وفد ممثّل عن “تجمّع المدافعين الصحراوين عن حقوق الانسان في الصحراء الغربية” (كوديسا) بجنيف، مع مفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، حالة حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية.
قال التّجمّع الحقوقي - في بيان له - أنّ “الأمين العام للهيئة، ببيه جماعة، وعضو لجنتها الإدارية، براهيم موصايح، قدّما خلال اجتماع رسمي مع المفوضية الأممية عرضا مفصّلا عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة المتواصلة للحقوق المدنية والسياسية، وتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الأراضي المحتلة”.
كما سلّط الاجتماع الضوء على الوضع المقلق للسجناء السياسيين الصحراويين المحتجزين في السجون المغربية، في ظل التقارير المتكررة عن سوء المعاملة، وعدم توفّر شروط المحاكمة العادلة. ويعد هذا الاجتماع جزءا من الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئة لتوثيق الانتهاكات والدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي في جميع المؤسسات الدولية.
يشار إلى أنّ الدورة الـ 60 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في جنيف سجلت حضورا “مميزا” للقضية الصحراوية سواء في الشق الرسمي المتمثل في أنشطة مجموعة جنيف الداعمة للصحراء الغربية، أو الشق المتعلق بالمجتمع المدني.
على صعيد آخر، احتضنت مدينة فيتوريا، عاصمة إقليم الباسك شمال إسبانيا، مهرجانا ثقافيا صحراويا في منتزه “أرياغا”، بمبادرة من جمعية “ديزرت” التي تضم شبابا صحراويين، في خطوة تهدف إلى التعريف بالثقافة الصحراوية وإبراز تمسك الشعب الصحراوي بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
وحسب ما أوردته منصة “لا تنسوا الصحراء الغربية”، فقد تميز المهرجان بنصب ثلاث خيم صحراوية عكست صورة حية عن الحياة البدوية الصحراوية. وعرفت هذه الخيم معرضا فوتوغرافيا يوثق جوانب من التراث والنضال الصحراوي، إلى جانب ورشات أدبية وشعرية بمشاركة نخبة من الكتاب والشعراء الصحراويين في المنفى.
وعكست الخيم الثلاث التي نصّبت في قلب فيتوريا صورة عن التقاليد والهوية الصحراوية الأصيلة، موجهة رسالة إلى العالم تؤكد أن المجتمع الصحراوي متجذر في أرضه وثقافته وأن محاولات الاحتلال المغربي طمس هويته أو الاستيلاء على تراثه ستنهار أمام صموده.
وفي سياق فعاليات التضامن مع الشعب الصحراوي، تحتضن العاصمة الإيرلندية، اليوم الثلاثاء، معرضا فنيا دوليا بعنوان “فن صناع التغيير”الذي تنظمه مؤسسة “سماشنغ تايمز” بالشراكة مع “فرونت لاين ديفندرز” احتفاء بنضالات المدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم.
ويكرّم المعرض خمسة مدافعين بارزين عن حقوق الإنسان عبر العالم، من بينهم المدافع الصحراوي محمد حالي، الذي تحول إلى رمز لصمود الشعب الصحراوي في وجه آلة القمع المغربي. وحسب ما نشره الموقع، فإن تكريم حالي، عضو جمعية ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، يأتي تقديرا لجهوده في توثيق جرائم الاحتلال ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين، ومتابعة ملفاتهم رغم ما تعرض له شخصيا من مضايقات وتعذيب داخل السجون المغربية.