أكدت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، أمس الثلاثاء، ارتكاب الكيان الصهيوني إبادة جماعية في قطاع غزة، ودعت دول العالم إلى الوفاء بالتزاماتها للجمها.
في إطار الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أصدرت اللجنة تقريرها حول الوضع الراهن في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح التقرير، أن الكيان الصهيوني ارتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ودعا جميع الدول إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي لإنهاء هذه الإبادة الجماعية ومعاقبة المسؤولين عنها.
وخلص تقرير اللجنة إلى أن الاحتلال الصهيوني ارتكب في غزة 4 من أصل 5 أفعال إبادة جماعية محددة في “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.
وأوضح، أن الأفعال هي “القتل، وإلحاق أذى جسدي أو نفسي جسيم، ومفاقمة متعمدة للظروف المعيشية للفلسطينيين إلى حد تدميرهم كليا أو جزئيا، وتطبيق إجراءات تهدف إلى منع الإنجاب”.
وأكد أن تصريحات المسؤولين المدنيين والعسكريين الصهاينة، بالإضافة إلى ممارسات قوات الأمن الصهيونية، “تُثبت أن أعمال الإبادة الجماعية هذه ارتُكبت بقصد تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة كليا أو جزئيا”.
تحريـض على الإبـــادة
وأضاف التقرير: “خلصت اللجنة إلى أن الكيان الصهيوني مسؤول عن الفشل في منع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وعن ارتكابها وعن عدم معاقبة مرتكبيها”.
وأردف: “كما خلصت إلى أن الرئيس الصهيوني، ورئيس، ووزير الدفاع السابق حرضوا على الإبادة الجماعية، وأن السلطات الصهيونية لم تتخذ إجراءات لمعاقبة هذا التحريض”.ودعا التقرير الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى وقف نقل الأسلحة والمعدات الأخرى التي يمكن استخدامها لارتكاب أعمال إبادة جماعية، إلى الاحتلال الصهيوني.
وأوصى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات قانونية بشأن مساءلة الشركات والأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في الإبادة الجماعية.
وحثّ الكيان على إنهاء سياسة التجويع ورفع الحصار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق إلى قطاع غزة، مشيرا إلى ضرورة عدم منع وصول موظفي الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية الدولية.
كما دعا التقرير سلطات الاحتلال إلى الوقف الفوري لأنشطة ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” التي تدعمها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.
تدمـير الفلسطينيـــين
وقالت رئيسة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة نافي بيلاي، التي أفرد التقرير حيزا لآرائها، إن اللجنة خلصت إلى أن الاحتلال الصهيوني مسؤول عن الإبادة الجماعية في غزة.
وأضافت: “من الواضح أن الكيان ينوي تدمير الفلسطينيين في غزة من خلال أفعال تفي بالمعايير المنصوص عليها في اتفاقية الإبادة الجماعية”.
وأكدت بيلاي، أن “مسؤولية هذه الجرائم الفظيعة تقع على عاتق كبار المسؤولين الصهاينة، الذين دأبوا على تنظيم حملة إبادة جماعية لتدمير الفلسطينيين في غزة منذ ما يقرب من عامين”. وتابعت: “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يلتزم الصمت”.
في المقابل، قال الكيان الصهيوني، أمس الثلاثاء، إنه يرفض رفضا قاطعا تقرير لجنة التحقيق الأممية الذي وصفه بالمشوه والخاطئ ودعا إلى حلّ لجنة التحقيق هذه فورا.