القطـاع الفلسطينـي يحـترق وسكّانـه يبـادون

الصهاينـة يبدأون الاجتيـاح الـبري لغـزة وسـط مجــازر مروّعــة

ما إن غادر وزير الخارجية الأمريكي، حتى أعلن الكيان الصهيوني عن بدء الهجوم البري على غزة، وذلك بعد ليلة عصيبة شهدتها المدينة إثر تعرضها لأقوى موجة من الغارات التي حولت سماءها إلى كتلة من النار والدخان.
رغم أن هيئة البث الصهيونية نفت، أمس، دخول دبابات وناقلات جند إلى قلب مدينة غزة التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي مكثف، إلاّ أن مسؤولين صهاينة أعلنوا أن جيش الاحتلال بدأ بشكل فعلي توغله البري في مدينة غزة وذلك خلال ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء، تزامنا مع تجدد إنذارات الإخلاء الصهيونية للفلسطينيين وتوجيههم بالانتقال إلى جنوب قطاع غزة.
ونقلت شبكة “سي.إن.إن” عن مسؤولين صهاينة، أنّ التوغل انطلق من مشارف مدينة غزة، وسط تصعيد للغارات الجوية وتسارع في عمليات تدمير الأبراج الشاهقة على مدار الأسبوع الماضي.
وذكر أحد المسؤولين الصهاينة، أنّ التوغل البري سيكون “مرحليا وتدريجيا” في البداية، وبالتزامن مع ذلك كتب وزير جيش الاحتلال عبر منصة “إكس”: “غزة تحترق والجيش يضرب البنى التحتية ويعمل على تأمين الإفراج عن الأسرى وهزيمة حماس”.
وكان من المفترض أن يتم الاجتياح البري فقط بعد أن يجري جيش الاحتلال إخلاء المنطقة المكتظة بالسكان، ولكن لم يغادرها حتى الآن سوى جزء ضئيل من السكان.

محرقة مريعــة

وبدأ التوغل عبر موجة جديدة من الغارات الصهيونية، ما أدى إلى تدفق الضحايا، حيث أوردت الأرقام ارتقاء ما لا يقل عن 82 فلسطينيا صباح أمس، بينهم 43 في مدينة غزة، جراء استهداف أحياء سكنية مكتظة ومراكز إيواء للنازحين دون إنذار مسبق.
وأفادت مصادر في الدفاع المدني، بأن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة في منطقة الأمن العام شمال مدينة غزة، بعد قصف منزل يؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد 8 أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وأكدت فرق الإنقاذ انتشال جثامين 8 شهداء و10 مصابين، وإنقاذ 6 أشخاص من تحت أنقاض مربع سكني يضم 3 عائلات قرب مفترق الأمن العام في حي الشيخ رضوان، في حين لايزال عدد كبير من المدنيين تحت الركام في ظل صعوبة الوصول إليهم.
كما قصف الاحتلال محيط مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين بحي الشيخ رضوان، إضافة إلى محيط أبراج المخابرات شمال غربي غزة، في حين فجّر “روبوتات مفخخة” في المنطقة ذاتها وفق مصادر محلية.
وفي وسط القطاع، أعلن مستشفى العودة بمخيم النصيرات استقباله 7 شهداء و20 إصابة خلال 24 ساعة الأخيرة جراء قصف الاحتلال تجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات الإنسانية جنوب وادي غزة واستهدافات أخرى وسط القطاع.
وأعلن الجيش الصهيوني بدء عمليته العسكرية لاحتلال مدينة غزة بمشاركة فرقتين عسكريتين، والثالثة ستلتحق بهما قريبا.
وقال الجيش -في بيان له- أمس الثلاثاء، “بدأنا الليلة الماضية مرحلة أخرى من عملية مركبات جدعون في قلب مدينة غزة”. وأضاف، أن هدف العملية في مدينة غزة تدمير البنية التحتية لحماس حتى الوصول إلى هزيمتها.
ونقلت مصادر إعلامية عن نتنياهو قوله قبل دخوله جلسة محاكمته، أمس، “بدأنا عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة”.

النــزوح أو المـــوت

ويسعى الاحتلال لإرغام آلاف المواطنين في مدينة غزة على النزوح قسرا من منازلهم، لكن رغم القصف المكثف الذي يطال المساكن ومراكز الإيواء، فإن أغلب سكان المدينة يرفضون الإخلاء ويتمسكون بأرضهم.
وفي السياق، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة إن نحو مليون فلسطيني لايزالون صامدين في مدينة غزة.
بدورها، اعتبرت منظمة “أطباء بلا حدود” أن ما يحدث في القطاع “إبادة جماعية ممنهجة”. وأكدت أن أكثر من مليون شخص يواجهون رعبا متجددا بعد تلقيهم أوامر عاجلة بإخلاء مدينة غزة قبيل هجوم بري موسّع.
وأضافت المنظمة، أن “الهروب مستحيل بالنسبة لكبار السن والمرضى والجرحى والحوامل، في حين حُكم على من يبقون خلفهم بالإعدام”. وأشارت إلى أن النازحين يُدفعون إلى مناطق مكتظة في وسط وجنوب القطاع “حيث لا أمان ولا مقومات أساسية للبقاء”.
وقالت المنظمة، إن “ما يحدث في غزة ليس مجرد كارثة إنسانية، بل إبادة جماعية لشعب بأكمله تُرتكب بإفلات كامل من العقاب”.
وفي السياق، قالت وزارة الصحة في غزة، إن مستشفيات المدينة تشهد ازدحاما شديدا في أقسام الطوارئ، وإن طواقها لاتزال تعمل في ظل شح الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية المنقذة للحياة.

فلسطـــين تطالــب بوقـف العربـدة

 هذا، واعتبرت فلسطين، أمس، العدوان الصهيوني الواسع على مدينة غزة “تصعيدا خطيرا”، وطالبت الإدارة الأمريكية بتحمل مسؤولياتها تجاه وقفه.
جاء ذلك وفق بيان متحدث الرئاسة نبيل أبوردينة، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.
وقال أبوردينة، إن “شن قوات الاحتلال عدوانا واسعا على مدينة غزة يشكل تصعيدا خطيرا يهدد حياة الملايين من أبناء شعبنا الفلسطيني، وسيعمق حجم الكارثة الإنسانية”.
أبوردينة طالب الإدارة الأميركية “بتحمل مسؤولياتها وعدم تشجيع الاحتلال على التمادي في عدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني، وإجباره على الوقف الفوري لهذه الحرب الدموية”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19877

العدد 19877

الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025