النازحون الفلسطينيـون في مواجهة المجهـول

الاحتـلال الصهيوني يستعدّ لتوسيع عدوانه إلى رفح

للشهر الخامس على التوالي، يواصل الاحتلال الصهيوني شن غاراته على مناطق متفرقة من غزة، وسط تحذيرات من هجوم بري موسع على مدينة رفح جنوب القطاع، التي تكتظ بالسكان والنازحين. وخلال الساعات الماضية اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في محاور عدة بمدينتي خانيونس وغزة. وفي الأثناء، قال وزير دفاع الاحتلال إن الحرب البرية التي تخوضها قواته في القطاع هي الأعقد في تاريخ الحروب.

أكدت وزارة الصحة بقطاع غزة، أن الاحتلال ارتكب 13 مجزرة خلال الساعات 24 الأخيرة، راح ضحيتها 113 شهيدا، و205 جرحى. وذكرت أن أربعة فلسطينيين استشهدوا فيما أصيب آخرون بجروح جراء قصف استهدف منزلا في حي السلام شرق رفح، بعد أن كان طيران الاحتلال قد نفذ غارة على أرض زراعية في الحي نفسه.
وقام جيش الاحتلال أيضا بنسف مربع سكني في منطقة جورة العقاد، كما أنه دمر منزلا غربي مستشفى ناصر في خانيونس، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين.
 وفي خانيونس، جددت مدفعية الاحتلال قصفها على المناطق الشرقية والغربية للمدينة، كما أجبر الاحتلال 8 آلاف مواطن فلسطيني على إخلاء مبنى مستشفى الأمل ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
واستهدف الجيش الصهيوني منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين، وشنت مقاتلاته غارات عنيفة على المناطق الشرقية من مخيم النصيرات وسط القطاع.

رفــح.. الهـدف التالـي

تأتي هذه التطورات الميدانية، فيما يتوعد الاحتلال بتوسيع عملياته البرية إلى مدينة رفح جنوب غزة، التي تستضيف نصف سكان القطاع بعدما اضطروا إلى النزوح جراء الهجمات الصهيونية، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة. وحتى أمس، سجّلت الإحصائيات استشهاد 27585 فلسطيني وإصابة 66978 آخرين منذ بدء الإبادة.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.9 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء المفتقرة لأدنى مقومات الحياة.
والاثنين، قال وزير حرب الاحتلال، إن رفح في جنوب قطاع غزة هي الهدف التالي بعد خانيونس. وأضاف في مؤتمر صحفي: “بعد إكمال المهمة العسكرية في خانيونس، ستبدأ عملية في منطقة رفح للقضاء على مقاتلي حماس الذين يختبئون هناك، وفق تعبيره.

ترقـب مجــازر وحشيـة

 وقد حذر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أمس الثلاثاء، من خطورة التهديدات الصهيونية بمهاجمة مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، معتبرا أن أي عملية عسكرية هناك “ستؤدي إلى مجازر وحشية”.
وقال البرغوثي، إن “أي عمليات عسكرية في رفح ذات المساحة المحدودة والتي يحتشد فيها أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني معظمهم ممن شردهم جيش الاحتلال، ستؤدي إلى مجازر وحشية لم يشهدها التاريخ الحديث من قبل”.وأضاف، أن “الولايات المتحدة وكل الدول الغربية الداعمة للاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن انفلات عقال الفاشية الصهيونية التي أدى عدوانها إلى استشهاد وجرح مائة ألف فلسطيني حتى الآن”.
وشدد على “ضرورة تصعيد الهبة الشعبية العالمية ضد العدوان الصهيوني للجم مخططات الهجوم على رفح وضرورة أن تراجع محكمة العدل الدولية الوضع القائم وتنكر حكام الكيان الغاصب لقراراتها، مما يستلزم إصدار قرار صريح بوقف إطلاق النار”.

موجـــة عنف عاتية فــي الضفة

وفي السياق، قالت منظمة العفو الدولية إن دولة الاحتلال الصهيوني نفذت عمليات قتل غير مشروع مصحوبة بموجة عاتية من العنف بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وأوضحت أن 299 فلسطينيا استشهدوا في الضفة الغربية بين 7 أكتوبر و31 ديسمبر 2023، ما يمثل زيادة بنسبة 50٪ مقارنةً بالأشهر التسعة الأولى من العام. واستشهد ما لا يقل عن 61 فلسطينيا آخرين، من بينهم 13 طفلا، حتى الآن في 2024 بحلول 29 جانفي الماضي، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.وأشارت إلى أن أبحاث المنظمة “كشفت أن القوات الصهيونية عرقلت تقديم المساعدة الطبية للأشخاص الذين أُصيبوا بجروح هددت حياتهم، وهاجمت أولئك الذين حاولوا مساعدة الجرحى الفلسطينيين، بمن فيهم المسعفون”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024