رغم تخوّفهم من المصير الذي ينتظرهم

نازحون فلسطينيون: باقون في رفح ولن نرحل

 تسود مخاوف في أوساط النازحين الفلسطينيين من إقدام الجيش الصهيوني على شنّ عملية عسكرية في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ما قد يسفر عن ارتكاب مجازر وجرائم واسعة بحق المدنيين.
على الرغم من هذه المخاوف الواسعة، إلا أن الفلسطينيين يرفضون أي محاولات لتهجيرهم خارج قطاع غزة، ويؤكدون تمسكهم بأراضيهم، وتفضيل “الموت في غزة على الهجرة”.
وقال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إنه أمر القوات الصهيونية بتحضير عملية في رفح، فيما وقال وزير دفاعه أمس الاثنين: إن “رفح هي الهدف التالي للجيش بعد خانيونس”.
وحذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقاء جمعهما في المقاطعة برام الله، من “عواقب أي عملية عسكرية صهيونية في رفح للضغط على المواطنين لتهجيرهم”.
وجدد رفضه لـ«التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس”.

رفض التهجير
وبنبرة غاضبة ونظرة حادة، يقول المسن رائد الشرفا (62 عامًا): “أموت هنا في رفح ولا أغادر أرضي،  بالقوة وبالقصف لما خرجنا ونزحنا من دارنا، قصفوا مدرسة ابو بكر الصديق، وابني استشهد”.
ويضيف: “أنا نزحت من غزة إلى رفح رغم أنني كنت أرفض الخروج لكنني أجبرت من أجل أولاد ابني كانوا عندي وابني اعتقله الجيش الصهيوني”.
ويستكمل حديثه: “لو قتلوني هنا لن أخرج من رفح، مستحيل ومن سابع المستحيلات، وهذا حال الشعب كله وليس أنا فقط “، متسائلًا باستهجان: “كيف يريدوننا الرحيل وترك أرضنا!”.
وتتفق أزهار حمدي النازحة من غزة مع سابقها حول رفض فكرة التهجير، وتقول: “أموت على أرض قطاع غزة العزة ولا أفكّر في المغادرة”.
وتضيف: “ألا يكفي أنه تم تهجيرنا داخل أراضينا؟! لا ولن نقبل التهجير إلى خارج أرضنا هم يرتكبون جرائم بحقنا أينما كنا او ذهبنا ولا يهمهم شيء”.
وتستغرب إصرار الجيش الصهيوني على ارتكاب مجازر وجرائم ابادة في كل مكان داخل قطاع غزة دون انصياع لمحكمة العدل الدولية أو الاستجابة للضغوط الدولية.

مجازر وجرائم إبادة
ويقول الحاج المسن إبراهيم عواد (63 عامًا): “لو توغّل الجيش الصهيوني في رفح، سيرتكب مجازر وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الأبرياء”.
وبلهجة غاضبة، يضيف الحاج عواد: “والله نحن نسمع أن الجيش الصهيوني يتوعد ببدء عملية عسكرية في رفح بعدما نزحنا من الشمال”.
ويتسائل بقوله: “يعني أين نذهب لم يبق بالعمر حياة، والأفضل أن نموت هنا في بلادنا”، رافضًا فكرة تهجير الفلسطينيين.
وترفض الفلسطينية وفاء أحمد (58 عامًا)، فكرة التهجير إلى سيناء أو أي مكان آخر خارج الأراض الفلسطينية.
وتقول أحمد النازحة من مدينة غزة،: “إنّ الأوضاع في رفح أصبحت صعبة للغاية، بعد تكثيف الجيش الصهيوني غاراته وقصفه في الأيام الماضية”.
وتخشى من وقوع مجازر وجرائم إبادة بحق السكان والنازحين الذين تمتلئ بهم شوارع المدينة، مشيرةً إلى نزوحها في بداية الحرب باتجاه بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة قبل الانتقال إلى رفح.
ويتفق الشاب قصي عبد اللطيف (19 عاماً)، مع سابقيه من حيث خشيته من بدء أي عملية عسكرية صهيونية في رفح، في ظل حالة التكدس الكبير وغير المسبوق داخل المحافظة.
ويقول عبد اللطيف: “رفح تمتلئ عن بكرة أبيها بالنازحين وهناك تكدس في كل مكان، ولم تبق أي بقعة آمنة في قطاع غزة”.
ويشدّد على رفضه فكرة التهجير مستغربًا صمت العالم أجمع تجاه عمليات التهجير القسري الذي ترتكبه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وبينما تتساءل الفلسطينية انشراح حمد عن الكيفية التي سينفذ فيها الجيش الصهيوني عمليته العسكرية في رفح رغم التكدس البشري الكبير فيها، تؤكد رفضها فكرة التهجير خارج قطاع غزة.
وتؤكد النازحة من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أنه في حال أقدم الجيش على تنفيذ عمليته العسكرية سيرتكب مجازر فظيعة وسيسقط أعداد كبيرة من الشهداء، مستغربة رفض الاحتلال إعادة النازحين الى شمال قطاع غزة.
وتفضل حمد الموت في قطاع غزة على التهجير،  متسائلة: “ماذا نفعل في بلد ليس وطننا؟!”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024