جهود الوصول لهدنة فـي رمضـان تتكثّف

القوات الصهيونيــة تواصل جريمـة قصف تجمعات الجياع

في اليوم الـ159 للحرب على غزة، وبينما تتكثف جهود الوصول إلى هدنة في رمضان، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني غاراته على مناطق متفرقة من القطاع، موقعا شهداء وجرحى، كما سُجلت وفيات جديدة بسبب حملة التجويع الصهيونية خاصة في الشمال، وارتقى عدد من الجياع وهم ينتظرون المساعدات قرب دوار الكويت بغزة.
في آخر التطورات على الحدود اللبنانية الصهيونية، أفادت الأنباء بأن أكثر من 100 صاروخ أطلق من لبنان واستهدف هضبة الجولان وسهل الحولة في الجليل الأعلى.
ميدانيا، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تواصل خوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في كافة محاور القتال.
وعلى الصعيد السياسي، وبعد تعثر المحادثات الرامية إلى اتفاق يتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى هدنة بمناسبة شهر رمضان، في حين أبدت واشنطن مجددا معارضتها اجتياحا صهيونيا لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة بدون ضمان حماية المدنيين هناك.

مجزرة جديـدة

استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، في استهداف الجيش الصهيوني مجددا لمئات الأشخاص أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات قرب دوار الكويت جنوب مدينة غزة.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، إن عددا من الفلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون جراء استهداف صهيوني  لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية.
وأضاف أن الاستهداف كان للفلسطينيين قرب دوار الكويت على شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.
وليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الصهيوني  الفلسطينيين خلال انتظارهم المساعدات في مدينة غزة.
وأعنف حوادث الاستهداف كانت في 29  فيفريلماضي، عندما أطلقت قوات للاحتلال النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في شارع الرشيد (مجزرة الطحين)، ما خلَّف 118 شهيدا و760 جريحا، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

قصـف تجمعات الجيــاع

هذا وقد  ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، المجتمع الدولي إنقاذ سكان شمال القطاع من الجوع والموت ثمنا لوجبة طعام، قائلة إن “قصف تجمعات الجياع أصبح روتينا يوميا تمارسه القوات الصهيونية”.
وأكدت الوزارة في بيان، أمس الثلاثاء، أن “المساعدات البرية التي تصل شمال قطاع غزة قليلة جدا جدا ولا تكفي أحدا”، محذّرة من أن يشهد العالم “أكبر عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة”.
وقالت إن “الجوع سيفتك بكل سكان شمال قطاع غزة” بسبب قلة المساعدات.
وأضافت أن “قصف تجمعات الناس الجياع أصبح روتينا يوميا يمارسه الاحتلال ويراه المجتمع الدولي على الشاشات، وثمن وجبة من المساعدات القليلة قد يعني الموت المحقق”.
وأطلقت صحة غزة في بيانها نداء لإغاثة سكان الشمال “لا تتركوهم فريسة للجوع والقصف والمرض، الأطباء سيموتون، والتمريض هناك سيموت، وسيشهد العالم أكبر عدد من ضحايا الجوع خلال الأيام القادمة”.

سفينـة مساعدات مـن قــبرص

 في خضم جهود الإغاثة الدولية، أبحرت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص في وقت مبكر من يوم أمس في تجربة أولى لإطلاق طريق بحري جديد لإيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين أصبحوا على شفا المجاعة.
وتتولى منظمة وورلد سنترال كيتشن الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة، تنظيم المهمة التي تتحمل الإمارات الجزء الأكبر من تمويلها. في حين تقوم مؤسسة برواكتيفا أوبن آرمز الخيرية الإسبانية بمهام تزويد السفينة.
وقال خوسيه أندريس مؤسس المنظمة الأمريكية وإيرين جور الرئيسة التنفيذية للمنظمة في بيان “هدفنا هو إطلاق طريق بحري للقوارب والبوارج المحملة بملايين الوجبات لتواصل الإبحار نحو غزة”.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن بدأت في دراسة خيار إيصال المساعدات إلى غزة عن طريق البحر، لأن الخيارات الأخرى ليست كافية.
وقال متحدث الوزارة ماثيو ميلر، خلال مؤتمر صحفي مساء الاثنين، إن الولايات المتحدة نفذت عمليات إنزال مساعدات جوية خلال الأسبوع الماضي لتلبية الاحتياجات العاجلة في غزة.
وأوضح ميلر أن بلاده تدرس أيضًا خيار الطريق البحري لتقديم مساعدات إضافية.
وتابع: “ذكرنا من قبل أن الطريق البحري لن يكون بديلاً عن المساعدات البرية، بل سيساهم فيها. ولذلك، سنواصل ممارسة الضغط من أجل المساعدات البرية”.
والأحد، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، عبر منصة إكس، إرسال سفينة الدعم التابعة للبحرية الأمريكية الجنرال فرانك إس بيسون إلى سواحل غزة وعلى متنها المواد اللازمة لبناء ميناء مؤقت.
وفي خطاب “حالة الاتحاد” الجمعة أعلن الرئيس جو بايدن أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت قرب ساحل غزة، مبينًا أن المزيد من المساعدات الإنسانية ستدخل إلى غزة بحرًا عبر الميناء دون أن تطأ أقدام الجنود الأمريكيين أرض غزة.
وجراء الحرب وقيود الاحتلال، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شحّ شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي يحاصره الكيان الصهيوني منذ 17 عاما.

ضغـوط لمنـع هجـوم رفــح

أظهرت مسودة لنتائج القمة التي سيعقدها قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، أن القادة سيطالبون “بهدنة فورية لأسباب إنسانية تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار” في غزة، كما سيحثون الاحتلال على الإحجام عن شن عملية برية في رفح.ويتطلّب النص موافقة جميع القادة السبعة والعشرين ليتمّ اعتماده في القمة المقررة يومي 21 و22 مارس.
في الأثناء، قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، إن الرئيس جو بايدن يفكر في جعل المساعدات العسكرية لإدارة تل أبيب مشروطة إذا شنّت القوات الصهيونية هجوما بريا على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
يذكر أن بايدنأشار، إلى أن الهجوم البري الصهيوني على رفح بمثابة “خط أحمر” له، لكنه لن يتخلى أيضا عن الكيان.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024