خطاب عنيف يطبع المشهد السياسي التونسي

المواجهة مرشحة للتصعيد بين الحكومة و''أنصار الشريعة''

أمين بلعمي

يوحي الخطاب السياسي السائد في تونس والذي يتبناه ـ بالخصوص ـ التيار السلفي (أنصار الشريعة)، بأن المواجهة ستشتدّ أكثر بين الحكومة التونسية بقيادة «النهضة»، وهذا التيار المتنامي المستثمر في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، بحشد المزيد من الأتباع والأنصار من أجل فرض تصوراته ممارسة منه لسياسة الأمر الواقع.
الحكومة التونسية من جهتها وفي لهجة غير مسبوقة تجاه هذا التيار، وصفته على لسان رئيسها علي العريّض، بالإرهاب، في إشارة إلى حركة (أنصار الشريعة)، التي دخل أتباعها في مواجهات مع قوات الأمن التونسية على خلفية حظر عقد مؤتمرها السنوي بالقيروان، جنوب العاصمة، على خلفية عدم حصولها على تسريح من السلطات، ما يعني أنها مخالفة للقانون، ولشدّ الخناق أكثر على هذه الحركة، كان وزير الداخلية التونسي قد أصدر تعليمة إلى الشرطة التونسية بملاحقة كل من يحمل أعلاما أو رايات غير العلم الوطني التونسي، كما حذّر كل من ينصب الخيام في الأماكن العمومية بالملاحقة تحت طائلة القانون، الشيء الذي يعني أن الحكومة التونسية قد تبنّت وجهة جديدة في التعاطي مع التيار السلفي، التي استعملت معه في السابق لهجة مرنة في إطار لعبة التوازنات مع التيار العلماني المتجذّر في تونس والممثل في الحكومة في إطار التحالفات السلطوية في البلاد. في حين يبقى التيار السلفي يعتمد لغة راديكالية تقصي الآخر من اللعبة، إزدادت حدّتها الأيام الأخيرة وهي مرشحة للتصعيد أكثر، خاصة بعد تسجيل صوتي، أول أمس (الأحد) للمدعو (أبو عياض) سيف اللّه بن حسين على الطريقة التي تنتهجها القاعدة وقادتها، على غرار أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، علما أن المدعو (أبو عياض) هو من العائدين من أفغانستان متشبّع بالفكر الجهادي، حيث قاتل في صفوف القاعدة قبل أن يدبّر الإعتداء على السفارة الأمريكية في سبتمبر الماضي على خلفية عرض فيلم مسيء للرسول الكريم (صلّى اللّه عليه وسلّم)، ودخوله مرحلة السّرية، بعدما أصبح المطلوب رقم ١ للسلطات التونسية. ولم يظهر إلا أول أمس، في تسجيل صوتي أثنى فيه على أتباعه من أنصار الشريعة وتوعّد الحكومة التونسية بالمزيد من المواجهة.
إن هذا الخطاب الذي يطبع المشهد السياسي التونسي غير المسبوق يخفي بين طيّاته الكثير من علامات الإستفهام حول المستقبل السياسي والأمني للبلاد، التي تعاني بالإضافة إلى ذلك من أزمة إقتصادية حادّة جرّاء الأحداث الجارية واعتماد إقتصاد البلاد على السياحة للحصول على العملة الصعبة الشيء الذي جعله في وضعية هشّة للغاية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024