أعلنت قوات الأمن العراقية عن استعادة السيطرة على مدينة الموصل وتحريرها من عناصر التنظيم الإرهابي المسمى داعش، وأكدت انهيار دفاعات الإرهابيين بشكل متسارع، وسيكون التحدي المقبل، إعادة إعمار المدينة والتكفل بآلاف المدنيين.
قال مراسل لرويترز، إن الضربات الجوية وقذائف المدفعية استهدفت آخر معقل للإرهابيين في المدينة مع تصاعد الدخان الأسود فوق المنطقة.
احتفل جنود عراقيون ورقصوا بالبنادق والأسلحة الآلية ولوحوا بالأعلام العراقية لدى وصولهم لأهدافهم المحددة دون انتظار إعلان الانتصار رسميا. لكن الأجواء لم تكن بهذا القدر من البهجة بين نحو مليون من سكان الموصل شردهم القتال المستمر منذ شهور ويعيش الكثيرون منهم في مخيمات خارج المدينة.
قال التلفزيون نقلا عن مراسليه الذين يعملون وسط قوات الأمن التي تحارب التنظيم الإرهابي في المدينة القديمة بالموصل «هي معركة الأمتار الأخيرة.. ونعلن النصر النهائي. ما هي إلا ساعات».
نقل التلفزيون عن متحدث باسم الجيش قوله، إن دفاعات التنظيم تنهار. ويقول قادة عراقيون، إن الإرهابيين يقاتلون من أجل كل متر باستخدام القناصة والقنابل والمفجرين الانتحاريين مما يجبر قوات الأمن على القتال من منزل إلى منزل في متاهة من الأزقة الضيقة المكتظة بالسكان.
يقدم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الدعم الجوي والبري للهجوم المستمر منذ ثمانية أشهر لاستعادة الموصل التي كانت معقل تنظيم داعش الإرهابي في العراق. قال المكتب الإعلامي للجيش العراقي في بيان «المعركة مستمرة ووصلت إلى مرحلة المطاردة».
تقول منظمات الإغاثة إن الحرب تسببت في تشريد 900 ألف شخص، أي حوالي نصف سكان المدينة قبل بدء القتال، وأدت إلى مقتل الآلاف. أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نهاية «دويلة الباطل الداعشية»، قبل أسبوع بعد سيطرة قوات الأمن على جامع النوري الكبير الذي يعود للقرون الوسطى وإن كان ذلك تحقق بعد أن فجره المتشددون أثناء تقهقرهم.
تتوقع الأمم المتحدة أن يتكلف إصلاح البنية التحتية الأساسية في الموصل أكثر من مليار دولار في حين قال رئيس إقليم كردستان العراق في مقابلة مع رويترز إن حكومة بغداد لم تضع خطة سياسية وأمنية وإدارية للمدينة عقب المعركة.
أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية ونشرتها الأمم المتحدة، يوم الخميس، أن الهجوم ألحق أضرارا بآلاف المباني في المدينة القديمة ودمر قرابة 500 مبنى.
