رغم قلة المنافسة وتراجع الأداء

«الخضر» يواصلون مسيرتهم الإيجابية

محمد فوزي بقاص

ختم المنتخب الوطني سنة 2020 بتعادل خارج الديار، وتأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، ضمن بها المحاربون المشاركة التاسعة عشر في تاريخ الخضر بمنافسة «الكان»، والخامسة على التوالي لرفقاء المخضرم رايس الوهاب مبولحي، الذي سيخوض بالمناسبة بطولته الخامسة منذ تقمصه الألوان الوطنية.
خاض المنتخب الوطني 4 مباريات خلال سنة 2020، سنة سيطر عليها فيروس كورونا (كوفيد – 19) بالطول والعرض، وباء أوقف العالم وغير حياة البشرية جمعاء، وكان وراء تأجيل العديد من المنافسات الرياضية الدولية في مقدمتها أولمبياد طوكيو.
جائحة جمدت مختلف منافسات اللعبة الأكثر شعبية في العالم، التي عادت وسط إجراءات استثنائية، وبروتوكول صحي صارم، وسط غياب اللاعب رقم 12 فوق المدرجات، وذلك لتفادي انتشار العدوى، وهوما حرم عشاق الساحرة المستديرة عبر المعمورة من التمتع بالفرجة الكروية طيلة أشهر، وجعل أشبال بلماضي يخوضون 4 مباريات طيلة سنة كاملة للنسيان.
فيروس كورونا الذي غير كل المفاهيم والمعارف، وفجر طاقات فرق ومنتخبات مغمورة لغياب الضغط من قبل الجماهير، لم يستطع زعزعة استقرار أشبال الكوتش جمال بلماضي، الذين رفعوا شعار «على العهد باقون»، وواصلوا سلسلة المباريات دون هزيمة التي انطلقوا فيها شهر نوفمبر 2018 بملعب كيغي بالعاصمة التوغولية لومي، عن الجولة الأخيرة من التصفيات المؤهل لكأس أمم إفريقيا 2019، مباراة كانت الانطلاقة الفعلية للمنتخب الوطني في عهد بلماضي، الذي بلغ الاثنين رفقة أشباله مواجهته 22 دون هزيمة، ويقترب من تحطيم الرقم القياسي الإفريقي الذي يتواجد بحوزة الفيلة الإيفوارية ما بين (2008 و2010) بـ 26 لقاء دون هزيمة.
حصيلة الخضر، تتمثل في مواجهتين وديتين وأخريين بطابع رسمي في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2022، حيث تمكن الفريق الوطني من الفوز على المنتخب النيجيري بهدف دون رد بمدينة كلاغنفورت النمسوية من توقيع بن سبعيني، وتعادلوا 04 أيام بعد ذلك ضد المنتخب المكسيكي المصنف 11 عالميا بهدفين لمثلهما في تواريخ الفيفا لشهر أكتوبر، في حين تمكنوا من تحقيق الفوز على منتخب زيمبابوي بملعب 05 جويلية الأولمبي بواقع ثلاثة أهداف لواحد، وعادوا بتعادل بطعم الهزيمة من هراري ضد ذات المنتخب بهدفين لمثلهما الإثنين الفارط، رغم اقتطاع تأشيرة التعادل، أمام منتخب لم يهزم على أرضية ميدانه منذ سنة 2007.
ولعل ميزة رفقاء القائد رياض محرز في سنة 2020، كانت تراجع أدائهم ومستواهم في اللقاءات الأربعة التي خاضوها، خصوصا في الأشواط الثانية التي عرفوا فيها الكثير من المتاعب، وتلقت فيها شباك الخضر ثلاث أهداف كاملة، تراجع سببه نقص منافسة غالبية اللاعبين، يتقدمهم الحارس مبولحي الذي لعب الاثنين مباراته السابعة في الموسم، بالإضافة إلى بغداد بونجاح العائد من الإصابة، وسفيان فيغولي الذي يعاني أزمة حقيقية مع فريقه بسبب رفضه تخفيض راتبه الشهري، قرار أبعده عن الميادين لعدة أسابيع، يضاف إليه غياب صخرة الدفاع بن العمري عن مباريات شهر أكتوبر كونه التحق بفريق ليون متأخرا، وكان ولا يزال بعيدا عن المنافسة الرسمية.
في ذات السياق، أثر غياب يوسف بلايلي كثيرا على النهج التكتيكي للمنتخب الوطني، الذي يعتمد عليه المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية، من أجل ضرب استقرار دفاعات المنافسين، وتحرير أحيانا أخرى محرز من الجهة المقابلة، كما أن غياب مايسترو المنتخب أثر على أداء بن ناصر الذي لم يجد ضالته بعد بجنب كل من ياسين براهيمي وسعيد بن رحمة لغياب الانسجام بينهم، كلها عوامل ساهمت في ظهور محاربي الصحراء بوجهين في المباريات الأخيرة بسبب نقص المنافسة، الأمر الذي أغضب كثيرا مهندس التتويج القاري، الذي سيكون في ظروف أفضل شهر مارس المقبل بمناسبة خوض أشباله مباراة الجولة الخامسة والسادسة، من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022، ضد منتخبي زامبيا وبوتسوانا على التوالي.
يذكر، أن سنة 2020 عرفت تحطيم الرقم القياسي الجزائري في عدد المباريات دون هزيمة، الذي كان بحوزة جيل 1990 الذي توج بكأس أمم إفريقيا الأولى في تاريخ الجزائر بـ 19 مباراة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024