تشبيب المجموعة بطريقة تدريجية
وصف الدولي الجزائري السابق مزور عرفات في حوار خاص لـ «الشعب ويكاند»، العمل الذي يقوم به جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني بالرائع، لأنه يهدف إلى تشبيب التشكيلة بطريقة تدريجية حتى يزعزع إستقرار المجموعة في مختلف المباريات التي يلعبونها سواء كانت ودية أو رسمية، وثمّن خياراته فيما يتعلق بالمنافسين الذين انتقاهم في التربص الحالي بالنظر لتطابق طريقة لعبهم مع منافسينا في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022.
- الشعب ويكاند: كيف تقيم مستوى الفريق الوطني خلال اللقاءين الوديين ضد موريتانيا ومالي؟
اللاعب السّابق مزور عرفات: المنتخب الوطني واصل سلسلة النتائج الإيجابية من خلال الفوز أمام موريتانيا ضمن المعسكر التحضيري الذي برمجه بلماضي تزامنا والتواريخ الدولية، والتي اعتبرها منافس ضعيف بالمقارنة مع الإمكانيات الموجودة لدى فريقينا الوطني والدليل كان واضحا من خلال ما قدمه التعداد الجزائري فوق الميدان، لكنها تبقى خيارا تكتيكيا مهما لأن طريقة لعبهم تتشابه مع جيبوتيا الذي سنلتقي معه في أول جولة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بقطر 2022، أما بالنسبة لمواجهة مالي التي كانت صعبة نوعا ما، وتعتبر المنعرج لأن المدرب الوطني قام بتغيرات عديدة في التشكيلة، واعتمد على عناصر شابة لتحضيرها لقادم المواعيد، ورغم سيطرة الماليين على الكرة خاصة في وسط الميدان وفي الجانب التكتيكي. إلاّ أننا كنا أكثر فعالية من ناحية الهجوم وتعاملنا مع الوضعية بكل ذكاء بدليل أننا فزنا في النهاية. وهذا هو الأهم بالنسبة لنا حيث عادلنا الرقم الإفريقي في عدد اللقاءات التي لم ننهزم خلالها مع كوديفوار بـ 26 لقاء.
- ما هي قراءتك للمواجهة المقرّرة أمام تونس بملعب هذا الأخير؟
مثلما سبق لي القول الناخب الوطني له بُعد نظر، وكل خياراته لها أهداف مدروسة من كل النواحي، ولهذا فإن المواجهة التي ستجمعنا مع المنتخب التونسي لها عدة أبعاد، في مقدمتها العمل على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية مع التشكيلة بالرغم من أنها ستكون بطابع داربي مغاربي، وتُبنى على جزئيات صغيرة وهناك احتمال أن يشكل لنا التونسيون صعوبات فوق المستطيل الأخضر لأنهم فريق متكامل وفي إفريقيا لم يعد هناك قوي وضعيف، إلاّ أننا نحن أفضل بكثير من التونسيين من ناحية الإمكانات، وسندخل في ثوب المُنتصر ولا أستبعد الفوز في نهاية المواجهة لعدة عوامل من بينها تشابه المناخ، أرضية الملعب ملائمة من أجل تقديم لقاء في المستوى ويليق بكلا الطرفين، وستكون مفتوحة لأن الفريقين يعرفان بعضهما جيدا، ويلعبان كرة جميلة ما يعني أنها ستكون أقل صعوبة من لقاء مالي، وبإمكاننا تصدر جدول ترتيب الإفريقي بـ 27 مباراة من دون هزيمة لأننا بكل صراحة نملك المؤشرات التي تجعلنا نتزعم كرة القدم الإفريقية.
- ماذا عن التّغييرات التي قام بها بلماضي في هذا الوقت؟
المدرب الوطني قريب من التشكيلة، وهو على دراية بكل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق باللاعبين، وفي كل مرة يعتمد على خيارات تكتيكية تتماشى مع الإمكانات الفردية والجماعية لدى التشكيلة، ولهذا لا أستغرب التغييرات التي قام بها في اللقاءين الوديين الماضيين لأنها فرصة من أجل تجريب أكبر عدد من الأسماء الشابة التي يراها مستقبل المنتخب لأننا مقبلين على المشاركة في بطولة العالم 2022، ويجب أن يكون لديه خزان من اللاعبين لتفادي أي مشاكل في كل المناصب حتى يتوفر لديه البديل في حال تعرض أحد اللاعبين للإصابة، إضافة إلى أنه يعمل على تعويض بعض الكوادر، الذين تقدموا في السن بطريقة ذكية لكي لا يكون زعزعة في الإستقرار، وكذا سلسلة النتائج الإيجابية، ومن جهة أخرى حتى تحتك الأسماء الصاعدة مع الجيل الذي حقق اللقب القاري.
- ما هو تقييمك لمردود بعض العناصر؟
بكل صراحة الأداء الذي ظهر به بدران كان أكثر من إيجابي، واستغل الفرصة كما يجب، وسيكون له دور مهم في الدفاع مستقبلا، كما يوجد إسم آخر أتمنى أن توجه له الدعوة مع إحترامي لخيارات بلماضي، والأمر يتعلق بأمير سعيود الذي ظهر بمستوى رائع مع فريقه شباب بلوزداد، وكان هداف رابطة الأبطال في النسخة الحالية بـ 7 أهداف ويستحق مكانة مع المنتخب، كما لاحظنا بروز كل من زروقي، الذي أرى أنه شاب واعد ويتمتع بمهارات فردية عالية بدليل أنه لما تحرر في الشوط الثاني ضد مالي، قدم أداءً مقبولا واندمج بسرعة مع زملائه، وبهذا فإن الأمور تسير بطريقة جيدة مع منتخبنا بطل إفريقيا، وهو يسير بطريقة ذكية من خلال الحفاظ على سلسلة النتائج الإيجابية، ونحن دائما نبقى وراءه ونشجّعه من قريب وبعيد، لأنّ الناخب الوطني عرف كيف يتحاور مع لاعبيه، وله نظرة مستقبلية، ومن هنا نفهم أن الفريق كانت تنقصه الوصفة الفعالة فقط، والقادم سيكون أفضل بحول الله.
