حسم فريق مولودية الجزائر نقاط الداربي العاصمي الكبير ضد غريمه الأزلي اتحاد العاصمة، لحساب تسوية رزنامة الجولة 22 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، في اللقاء الذي احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي، وسط حضور جماهيري غفير، ليوسّع العميد الفارق عن وصيفه شبيبة القبائل إلى 6 نقاط.
عزّز فريق مولودية الجزائر صدارته لبطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم، بعدما رفع عدد نقاطه إلى 52 نقطة، موسّعا الفارق عن أول ملاحقيه شبيبة القبائل إلى 6 نقاط، إثر تحقيقه الفوز بنتيجة هدف دون رد، من توقيع متوسط الميدان أكرم بوراس في الدقيقة 32، ليضع أصحاب الزي الأحمر والأخضر في أفضل رواق للفوز بلقب البطولة للموسم الثاني على التوالي، والتاسع في خزائن الفريق.
حقّق رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي الفوز رقم 14 منذ انطلاق الموسم الكروي الجاري والثاني تواليا، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ شهر فبراير المنصرم، أين اقتصرت خرجات المولودية على تحقيق التعادلات أو الهزائم في مرحلة فراغ دامت طويلا، بعد التعادل أمام اتحاد خنشلة (2 - 2)، ثم الانهزام والتعادل أمام أورلاندو بايراتس الجنوب إفريقي (1 - 0) و(0 - 0)، لينهزم العميد في تنقله إلى بجاية لمواجهة أولمبيك أقبو بنتيجة (1 - 0)، قبل العودة إلى سكة الانتصارات ببسكرة أمام الاتحاد المحلي بنتيجة (1 - 0)، وبعدها تكبّد تعادلين متتالين أمام مولودية البيض وشباب بلوزداد (0 - 0) و(1 – 1). أجرى المدرب خالد بن يحيى تغييرا وحيدا على التشكيلة الأساسية، مقارنة بلقاء الإثنين المنصرم أمام فريق وفاق سطيف، بإقحام الشاب أسامة بن حوة أساسيا مكان المهاجم المخضرم زكريا نعيجي.
بالنسبة لاتحاد العاصمة، استعاد المدرب محمد لاسات 3 لاعبين أساسيين، غابوا عن اللقاء الأخير أمام نادي أتليتيك بارادو لأسباب مختلفة، يتعلق الأمر بالمدافع المحوري الكونغولي كيفين مونديكو، وقائد الفريق آدم عليلات العائدين من الإصابة، رفقة متوسط الميدان المحنك سليم بوخنشوش، الذي غاب عن لقاء نادي أتليتيك بارادو بسبب تعرضه للطرد بالبطاقة الحمراء أمام شباب قسنطينة.
شهدت المواجهة بين العميد وأبناء سوسطارة تنافسا تكتيكيا كبيرا بين الفريقين، جعل المواجهة قوية في وسط الميدان، حيث تغلّبت المولودية بالطول والعرض على كامل أطوار المواجهة، وحصّنت دفاعها جيدا بدليل أن الحارس عبد اللطيف رمضان لم يتلقّ أي لقطة خطيرة من المهاجم حسام الدين غشة ورفاقه، في حين أن المولودية صنعت فرصا دون تشكيل الكثير من الخطورة، سوى في لقطة الهدف الذي سجله أكرم بوراس، وكرة المهاجم الغيني محمد ساليو بانغورا التي ارتطمت في العارضة الأفقية.
بــن يحيـى: أشكـر اللاّعبـين علــى الأداء والفــوز
شكر المدرب التونسي خالد بن يحيى لاعبيه على الأداء المقدم، خلال المؤتمر الصحفي الذي نشطه عقب نهاية المواجهة، موضحا بأنه لم يفقد الأمل في لاعبيه، وقال: “أنا الوحيد بعد التعادل أمام مولودية البيض هنا بملعب 5 جويلية، الذي شكرت اللاعبين على المجهودات المقدمة”. وأضاف خالد بن يحيى: “عندما تشاهد الإحصائيات أمام مولودية البيض هي مبهرة، من حيث المجهود البدني وعدد الهجمات والفرص السانحة للتهديف، أمر لا يصدق ومن الواضح أن الفريق كان يمر بفترة فراغ لا غير”. وتابع مدرب العميد: “صحيح أنّ أنصارنا دخلهم بعض الشك، ومن حقهم ذلك لأنهم كانوا يشاهدون بأن اللقب يقترب من الذهاب، وبالرغم من ذلك وقفوا معنا ودعّمونا دائما”. واستطرد: “أدّينا مواجهة قوية أمام شباب بلوزداد، وأبقينا فارق النقاط عن الملاحق شبيبة القبائل، وبعدها حقّقنا فوزين متتالين لنوسّع الفارق إلى 6 نقاط، وهو ما سيجعلنا نسيّر المباريات المتبقية بأكثر راحة”.
أكّد بن يحيى بأنه كان يعي بأن مواجهة اتحاد العاصمة ستكون صعبة خصوصا في المرحلة الثانية وقال: “بين الشوطين قلت للاعبين بأن المرحلة الثانية ربما ستكون الأصعب منذ انطلاق الموسم”. وأفاد أيضا: “قلت لهم أنا أكبركم سنا وأعرف جيدا كيف ترفع الألقاب بحكم أنّي توّجت بالعديد منها، وطالبتهم بالإبقاء على التركيز إلى الدقيقة الأخيرة وعدم التراخي”.
وشدّد: “هناك بعض أوقات اللعب في الموسم الكروي ليس هناك معنى للأداء الجميل وكرة القدم الراقية، وبالرغم من ذلك ومن صعوبة اللقاء، إلا أن اللاعبين صمدوا جيدا وصنعوا العديد من الفرص، دون التفريط في الأدوار الدفاعية، الأمر الذي جعل حارسنا يكون في راحة تامة”.
وبـوراس سيبلـغ المنتخب الجزائـــري..قريبـا
كشف مدرب المولودية بأن المهاجم محمد ساليو بانغورا ما زال أمامه عمل كبير من أجل تطوير إمكانياته أكثر، خصوصا عند تلقيه كرات في الظهر، وصرّح: “تحدثت معه في الكثير من المناسبات، بانغورا ما زال لديه بعض الأمور الزائدة التي يجب أن يتخلى عنها ليصبح مهاجما متكاملا”. وتابع: “عندما يجد المساحات يبهرك بلعبه وقوته المورفولوجية، ويخترق الدفاعات ويصنع الفارق، لكن عندما تلعب ضد فريق متجمع جيدا في الخلف ويغلق جميع المنافذ، تصعب عليه الأمور ومع مرور المباريات وكسب أكثر خبرة، سيصبح مصدر قوة الفريق”.
وعرج للحديث عن متوسط ميدانه أكرم بوراس حين قال: “بوراس لاعب رائع بدنيا وتكتيكيا وحتى فنيا، عليه فقط تطوير إمكانياته في إنهاء المحاولات”، وشدّد: “هو وسط ميدان متكامل يحلم كل مدرب أن يكسب لاعبا مثله، بوراس لاعب موهوب وشاب، ولو يواصل العمل سيلعب بالمنتخب الجزائري الأول من دون شك”.
لاسات: هزيمتنا مستحقّة وسنعمل للتّتويج بكأس الجمهوريــة
من جانبه مدرّب اتحاد العاصمة، محمد لاسات، أقرّ بأحقية فوز فريق مولودية الجزائر، وقال: “أشكر اللاعبين على الإرادة التي أظهروها أمام فريق منظم، ولديه ديناميكية الفوز ويعيش فترة زاهية”. وشدد: “اليوم استعدنا بعض الكوادر لكن هناك 5 لاعبين آخرين لا يزالون يعانون من الإصابة، وحتى العائدين يعانون نقص المنافسة، لكن لست هنا للتحجج بالنتيجة النهائية، المولودية استحقت الفوز”.
وكشف محمد لاسات: “ليس لدينا أي خيار آخر سوى مواصلة العمل وتصحيح الأخطاء، والعمل على التحضير جيدا لنهائي كأس الجمهورية لمحاولة إنقاذ الموسم”.
وصرّح أيضا: “خلال المرحلة الأولى دافعنا كثيرا، وفي المرحلة الثانية ضغطنا على المنافس وفرضنا عليه لعب كرات طويلة، ولكن بالرغم من ذلك المولودية حافظت على توازنها ولم نتمكن من العودة في النتيجة”. واستطرد: “من الناحية التقنية لم نمثل جيدا فريق اتحاد العاصمة وتاريخه وكنا خارج الإطار، لكن اللاعبين قدموا مجهودات معتبرة فوق أرضية الميدان، والأسباب واضحة ويعلمها العام والخاص”.
ذهب مدرب اتحاد العاصمة إلى أبعد من ذلك، حين قال: “الفرق بيننا هو أن المولودية تلعب الأدوار الأولى وتبحث عن التتويج باللقب ولديها دكة احتياط واسعة، أمام نحن نبحث عن أنفسنا، واللاعبون يعيشون في الشك ولديهم الكثير من المصابين، هذا واقع مرير نعاني منه، وحتى قبل وصولي في كل مواجهة، اتحاد العاصمة لديه 3 إلى 4 لاعبين غائبين بسبب الإصابات”. وتابع: “سنعمل رفقة الجهاز الفني والطبي على استرجاع اللاعبين وإعادتهم إلى أجواء المنافسة، مع العمل على تحقيق نتائج إيجابية، والتحضير جيدا لدخول نهائي كأس الجمهورية بنوع من الثقة والعمل على التتويج باللقب”. وختم: “ومهما كانت وضعيتنا يوم النهائي سندخل اللقاء بـ 50 بالمائة من الحظوظ للتتويج باللقب”.