يختتم الموسم الكروي (2024 - 2025) سهرة السبت المقبل، بإجراء الجولة الثلاثين والأخيرة من عمر بطولة الرابطة المحترفة الأولى، والتي ستكون حاسمة لضبط هوّية بطل الموسم، والثنائي الذي سيمثل الجزائر في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وكذا ثاني المرافقين لفريق اتحاد بسكرة إلى القسم الثاني (هواة)، في موسم استثنائي مليء بالإثارة إلى غاية دقائقه الأخيرة في سابقة تاريخية.
تتجّه أنظار عشّاق كرة القدم الجزائرية السبت المقبل إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي، لمشاهدة مباراة رائد الترتيب مولودية الجزائر وضيفه نجم مقرة، صاحب المركز ما قبل الأخير والمهدّد الأول بمرافقة نادي اتحاد بسكرة إلى القسم السفلي، لحساب الجولة الثلاثين والأخيرة من عمر الموسم الكروي الجاري.
سيشّد لقاء مولودية الجزائر وضيفه نجم مقرة اهتمام عشّاق كرة القدم الجزائرية، كونه اللقاء الأكثر أهمية بالجولة، بما أنه سيتحدّد من خلاله مصير بطل الموسم والنازل إلى قسم الهواة، حيث أن العميد يحتاج إلى تعادل أو فوز بأي نتيجة، من أجل ضمان الفوز باللّقب للمرة الثانية على التوالي، والتاسعة في خزائن الفريق، وسيكون مطالبا بتفادي الانهزام أمام منافس يلعب مباراة الموسم، من أجل محاولة تحقيق الفوز الذي قد يسمح له بالبقاء في حظيرة الكبار، في حال انهزام فريق ترجي مستغانم في تنقله إلى العاصمة لمواجهة نادي أتليتيك بارادو.
سيكون أشبال المدرب التونسي خالد بن يحيى، ملزمين بتحقيق الفوز أمام جمهورهم الذي سيتنقل إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي، لدعم الفريق في آخر لقاء بالموسم الكروي، ويلزمهم تفادي تلقي الهزيمة التي قد تجعلهم يخيّبون آمال الأنصار، الذين ينتظرون هذا اللّقب على أحّر من الجمر.
يمكن لفريق مولودية الجزائر التتويج بلقب البطولة في حال الهزيمة، إذا عجز الوصيف شباب بلوزداد عن تحقيق الفوز في تنقله إلى بجاية لمواجهة أولمبيك أقبو، لكن في حالة العكس سيكون اللقب من نصيب أبناء لعقيبة، حيث سيعادل رفقاء القائد عبد الرؤوف بن غيث، عدد نقاط مولودية الجزائر بـ 57 نقطة، وسيتوجون باللّقب كونهم تفوقوا على مولودية الجزائر في لقاء الذهاب بنتيجة (3 - 1)، وتعادلوا في لقاء الإياب بهدف لمثله بملعب نيلسون مانديلا ببراقي.
التنافس في مقدمة الترتيب سيكون كبيرا بين المولودية والشباب، لتحديد هوية بطل الموسم الكروي، كما سيعرف منافسة شرسة أخرى بين شباب بلوزداد وشبيبة القبائل، على هوية ممثل الجزائر في منافسة رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم، حيث سيكون “الكناري” مطالبا بالفوز على ضيفه جمعية الشلف، الذي ضمن البقاء رسميا في بطولة الرابطة المحترفة، خلال الجولة 29 بملعبه أمام مولودية الجزائر، في اللقاء الذي انتهى بنتيجة التعادل السلبي، وانتظار تعادل أو انهزام شباب بلوزداد بملعب الوحدة المغاربية أمام أولمبيك أقبو، لإنهاء الموسم في مركز الوصافة المؤهل لأعرق منافسة كروية بالقارة السمراء.
شباب بلوزداد سيكون خلال لقاء الجولة الثلاثين ببجاية أمام أولمبيك أقبو أمام حتمية الفوز، حيث أن الأخير سيضمن له إما التتويج باللّقب، وضمان مشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم للموسم السادس على التوالي، أو ضمان التأهل لرابطة الأبطال في حال فوز مولودية الجزائر أمام نجم مقرة، في حين أن التعثر سيكون عنوانا لخسارة رابع أهدافه بالموسم الكروي (2024 - 2025)، بعد الإقصاء من دور المجموعات خلال النسخة الماضية من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، ويضاف إليها خسارة نهائي كأس السوبر ضدّ مولودية الجزائر، ولقب البطولة لذات المنافس، وكذا عدم المشاركة في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، ليلعب ورقة انقاذ موسمه أمام فريق اتحاد العاصمة في نهائي كأس الجمهورية 2025، لمحاولة إنهائه بلقب وحيد على الأقل، والعودة للمشاركة في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، التي غادرها منذ 7 مواسم من الدور الأوّل أمام نادي بيراميدز المصري.
هذه هي العوامل التي ساهمت بالتنافس على اللّقب إلى آخر جولة.
بقاء المنافسة على لقب البطولة وتحديد هوّية ممثلي الجزائر في منافسة رابطة أبطال إفريقيا إلى آخر جولة من الموسم الكروي، تؤكد ارتفاع مستوى بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم هذا الموسم، بعد قيام أندية مقدمة الترتيب بانتداب لاعبين مميزين، سمحت بتعزيز قوّتهم محليا وقاريا، فيما أن أندية وسط وذيل الترتيب، تمكنت من ضمان صفقات لاعبين مخضرمين أو شباب في الرابطة المحترفة، بإمكانيات كبيرة والذين تم تسريحهم من قبل فرق مقدمة الترتيب (مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، شبيبة القبائل، اتحاد العاصمة، مولودية وهران).
سمح تنقل اللاعبين من هنا وهناك، وانتداب لاعبين أفارقة وجزائريين مميزين على غرار، (بانغورا، كيبري، مسوسة، ديلور) بفريق مولودية الجزائر، (عزي، شتي، مونديكو، ليكونزا، لوصيف، غناوي، مرغم) بفريق اتحاد العاصمة، (زغبة، مايو، محيوص، سليماني) بفريق شباب بلوزداد، (سار، بودبوز، إيغناتيف) بنادي شبيبة القبائل، سمح بإعادة توازن البطولة وتحقيق مفاجآت مدوية بالموسم الكروي، أبرزها انهزام شباب بلوزداد أمام مولودية البيض ونجم مقرة، وانهزام مولودية الجزائر أمام أولمبيك أقبو خارج القواعد، وتعادله على ميدانه أمام (أولمبيك أقبو، اتحاد بسكرة، مولودية البيض، جمعية الشلف) دون أهداف، بالإضافة إلى انهزام شبيبة القبائل بملعبه أمام جمعية الشلف وشبيبة الساورة، وكذا خسارة اتحاد العاصمة أمام جمعية الشلف واتحاد خنشلة ومولودية البيض بملعب 5 جويلية.
كما أن المنشآت الكروية الجديدة التي تم تشييدها من قبل الدولة الجزائرية، أعطت بعدا جديدا لبطولة الرابطة المحترفة الأولى.
من بين الأمور التي جعلت الإثارة تبلغ ذروتها ببطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم، انتداب أندية النخبة لمدربين أجانب مميزين جلبوا الإضافة التكتيكية إلى بطولتنا، حيث سمح انتداب الثنائي الألماني جوزيف زينباور بفريق شبيبة القبائل، وراموفيتش بفريق شباب بلوزداد، من إعادتهما من بعيد بعد بداية موسم غير موفقّة، وهو ما جعلهما ينافسان على لقب البطولة إلى غاية نهاية الموسم، كما أن اختيار فريق مولودية الجزائر إكمال المغامرة مع المدرب التونسي المخضرم خالد بن يحيى إلى نهاية الموسم، بعد إقالة المدرب الفرنسي باتريس بوميل بسبب سوء النتائج الفنية، حافظ على قوّة مولودية الجزائر وتركها في مقدّمة ترتيب الرابطة المحترفة، ومكنّها من كسب نهائي كأس السوبر، ومغادرة منافسة رابطة أبطال إفريقيا من الدور ربع النهائي بأداء جدّ مشرف.
تجدر الإشارة أنه منذ موسم (2018 - 2019)، الذي توّج به فريق اتحاد العاصمة في الجولة الأخيرة من عمر الموسم، على حساب ملاحقه المباشر فريق شبيبة القبائل، بعد الفوز خارج الديار أمام شباب قسنطينة، لم يتم التنافس على لقب البطولة إلى آخر جولة.
