نجح إتحاد العاصمة في إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة، من خلال التتويج بكأس الجمهورية على حساب شباب بلوزداد، في مباراة لم يكن يستطيع أحد أن يتوقّع ظهور الإتحاد بهذا المستوى الفني الكبير، الذي يؤكّد أنّ الإمكانات البشرية متوفّرة من أجل العودة للواجهة، بداية من الموسم المقبل من خلال إستغلال هذا التتويج، بأفضل طريقة للبقاء في القمة، وهو الأمر الذي سيعمل عليه كثيرا المدير العام للفريق سعيد عليق.
أنهى الإتحاد الموسم بطريقة ممتازة، ورغم أنه خيّب الآمال على مستوى البطولة إلّا أنّ الأمور كانت مختلفة على مستوى كأس الجمهورية، التي نجح بالظفر بها وإضافتها إلى سجلّه الحافل بالإنجازات، رغم أن الترشيحات كانت تصبّ قبل المواجهة في مصلحة شباب بلوزداد، إلّا أنّ هذا الأخير ظهر بمستوى بعيد عن التطلّعات.
كان من الواضح أنّ الإتحاد حضّر بطريقة جيّدة للنهائي، رغم كل ما قيل عن حدوث بعض التشنّجات داخل المجموعة، إلّا أنّ مستوى الفريق وتركيز اللاعبين أكّد أنهم حضّروا جيّدا، وكل ما قيل قبل المباراة كان عبارة عن حرب نفسية، الهدف منها إرسال رسائل للمنافس من أنّ الأوضاع داخل الإتحاد، مرشّحة للتطور بطريقة لا تخدم الفريق في النهائي.
التتويج في الأخير جاء بفضل مستوى اللاعبين، الذين قدّموا مباراة بطولية وأكّدوا على قوّتهم الذهنية والفنية، خلال المواجهة التي سيطروا عليها من البداية إلى النهاية، ولم يتركوا الكثير من الفرص للمنافس من أجل العودة، خاصة خلال الفترة الحرجة التي مرّ بها الفريق بعد إنطلاق الشوط الثاني، حين ضغط الشباب على دفاع الإتحاد من أجل العودة في النتيجة، إلا أنه لم ينجح.
المدرّب لاسات هو الآخر نجح في كسب الرهان، رغم أنه لم يكن يحظى بالإجماع داخل الفريق وحتى الأنصار، الذين كانوا ضدّ فكرة منحه فرصة تدريب الفريق، إلّا أنه نجح في الرهان رغم النتائج المخيبة في البطولة، ولكن الأهم تحقّق وهو التتويج الذي عكس عملا كبيرا، تم القيام به من طرف المدرّب في التدريبات.
الرئيس التاريخي لإتحاد العاصمة سعيد عليق، وبعد عودته للفريق بفترة وجيزة نجح في الفوز بكأس الجمهورية، وهو الأمر الذي سيقلّل الكثير من الضغط عليه خلال عملية التحضير للموسم الجديد، بما أنّ الأفراح مازالت مستمرة لدى الأنصار، وهو ما سيجعل المسؤول الأول عن الفريق يعمل في ظروف ممتازة، من أجل ظهور الفريق بمستوى جيد خلال الموسم المقبل.
شيتة: تتويج رائع جاء بعد تعب وشقاء
وصف أسامة شيتة لاعب إتحاد العاصمة في تصريح لـ«الشّعب”، عقب مواجهة نهائي كأس الجمهورية الفوز على شباب بلوزداد بالصعب، ولكن الأهم تحقّق بالنسبة للفريق، بعد موسم صعب وشاق حيث قال في هذا الخصوص: “المباراة لم تكن سهلة لأنّ شباب بلوزداد فريق قوي، وكان يريد الفوز والتتويج من أجل تعويض فشله في الفوز بالبطولة، وكنا ندرك أنّ الضغط سيكون كبيرا عليهم، وهو الأمر الذي قمنا باستغلاله في بداية المباراة من خلال خطف هدفين، ساهما إلى حدّ كبير في زيادة النرفزة لدى لاعبي الشباب، وهو الأمر الذي خدمنا كثيرا من أجل تحقيق الهدف المنشود، وهو التتويج الذي جاء بعد موسم شاق ومتعب، خاصة من الناحية الذهنية بسبب المشاكل التي عانينا منها خلال مباريات البطولة”.
لم يفوّت شيتة الفرصة ليؤكّد، أنّ اللاعبين وضعوا اليد فاليد من أجل تحقيق هذا الإنجاز حيث قال: “هذا التتويج جاء بفضل التلاحم الموجود بين اللاعبين، وقبل المباراة تعاهدنا على تقديم كل ما لدينا من أجل الفوز والتتويج، وإهدائه لأنصار الفريق الذين خذلناهم في البطولة، خاصة خلال المباريات الأخيرة التي خسرنا الكثير منها، إلا أنهم جاؤوا بقوة إلى الملعب من أجل الوقوف إلى جانبنا خلال هذه المباراة الصعبة، والحمد لله نجحنا في تحقيق المراد وهو التتويج”.
عودة سعيد عليق إلى الفريق كان لها أثر إيجابي على اللاعبين حسب شيتة الذي قال: “الجميع يعلم أنّ سعيد عليق من المسيّرين النزهاء، وتربطه علاقة قوية بفريق إتحاد العاصمة، ونحن كلاعبين فرحنا كثيرا بقرار عودته للفريق من جديد، وأعتقد أنّ الإتحاد سيدخل مرحلة جديدة بداية من الموسم المقبل، ستكون فيها الكثير من التغييرات الإيجابية على الفريق”.
كودري: عوّضنا خيبة البطولة
عبّر حمزة كودري المنسّق العام لفريق إتحاد العاصمة في تصريح لجريدة “الشّعب”، عن سعادته بالإنجاز المحقّق وهو التتويج بكأس الجمهورية حيث قال: “إنه إنجاز حقيقي، ليس من السهل الوصول إلى هذه المكانة والمرحلة المهمة من منافسة كأس الجمهورية، التي كانت فيها المنافسة صعبة ونجحنا في بلوغ النهائي عن جدارة وإستحقاق، واليوم نؤكّد على قوتنا من خلال الفوز على شباب بلوزداد، الذي يبقى واحدا من أقوى الفرق في الجزائر وليس من السهل الفوز عليه، إلّا أنّ اللاعبين كانوا في الموعد ونجحوا في رفع التحدي رغم صعوبة المأمورية وحقّقوا الأهم وهو التتويج الذي نهديه لكل الأنصار الذين ساندونا، وحتى الذين غضبوا منا بسبب النتائج السلبية في البطولة وكان من حقّهم هذا، وفي الأخير عوّضنا خيبة البطولة، من خلال التتويج بكأس الجمهورية”.
تحدّث كودري عن دور الجهاز الفني في تحضير اللاعبين، خلال الفترة الماضية حيث قال في هذا الخصوص: “لقد عملنا كثيرا مع اللاعبين خاصة من الناحية الذهنية، بحكم أنّ المنافس كان يمتلك الأفضلية في هذا المجال، بما أنه كان ينافس على لقب البطولة والنتائج كانت حاضرة، رغم أنه فشل في الأخير وهو الأمر الذي جعلنا نؤكّد للاعبين، أنّ الشباب سيعمل كل ما في وسعه من أجل التتويج بكأس الجمهورية، لتعويض خيبة الفوز بالبطولة وهو ما زاد من حماس اللاعبين ورغبتهم في الفوز، حيث دخلنا المواجهة بقوة، ونجحنا في إستغلال الارتباك الموجود على مستوى دفاع المنافس، من أجل تسجيل هدفين مهمّين أعادا الثقة للاعبين، وهو الأمر الذي ساهم في الرفع من المستوى الفني للفريق، حيث سيّرنا المواجهة فيما بعد بنجاح إلى غاية النهاية التي كانت في صالحنا”.
حمدود: إرادة اللاعبين صنعت الفارق
أكّد محمد حمدود عضو الجهاز الفني لإتحاد العاصمة، في تصريح لـ “الشّعب” أنّ إرادة اللاعبين صنعت الفارق خلال مواجهة شباب بلوزداد، حيث قال في هذا الخصوص: “المباراة لم تكن سهلة وكنا ندرك هذا، حيث حضّرنا الخطة اللازمة التي سنقوم بانتهاجها قبل المباراة، من أجل تعزيز حظوظنا في الفوز لكن هذا الأمر لم يكن لينجح، لولا إرادة اللاعبين الذين آمنوا بقدراتهم على إمكانية تحقيق الإنتصار، وهو الأمر الذي حدث حيث قدّموا مباراة بطولية عكست رغبتهم وشغفهم بالفريق، وحسن نيّتهم تجاه الأنصار الذين فرحوا وهو الأهم، خاصة أنّ الفرحة جاءت بعد عناء وشقاء كبيرين خلال الموسم، الذي عرف العديد من التقلّبات، وفي الأخير كان ختامها مسك من خلال التتويج بكأس الجمهورية”.
التركيز هو الآخر كان من العوامل المهمة التي صنعت الفارق، حيث قال حمدود: “التركيز كان عاليا من طرف اللاعبين، وعلى مستوى كل الخطوط كان هناك تركيز عال، وهو الأمر الذي قلّل من الأخطاء ودرجة التركيز إرتفعت، بعد تراجع التخوّف الذي كان في البداية عقب تسجيل هدفين، حيث خفّف هذا الأمر الكثير على اللاعبين، وجعلهم يظهرون معدنهم الحقيقي في هذه المباراة”.
