التكفل الاجتماعي بمريض «الايدز»

التكفل الاجتماعي بمريض «الايدز»

فتيحة كلواز

«الايدز» عنوان كتاب حياة، لوّن المجتمع صفحاته بالسواد عنوة، وسرق دون سابق إنذار حق الشخص المصاب بهذا المرض في العضوية الاجتماعية مطلقا عليه وسم العار الذي أثبتت الدراسات والأبحاث الصحية كذبها، وبين أشلاء إنسان وبقاء روح داخل جسد يعيش مريض نقصان المناعة يعد أيامه الباقية،  وإن كانت سنوات يغلفه صمت مرعب خوفا معرفة مرضه.
حتى نتعرّف أكثر على واقع مريض الايدز، سألت «الشعب» عثمان بوروبة، رئيس جمعية «ايدز الجزائر»، الذي قال في تصريح لـ «الشعب»، أن التكفل الصحي بالأشخاص المتعايشين مع مرض الايدز في الجزائر تطوّر بشكل ملحوظ، خاصة فيما يتعلق بتوفير الدواء والمراقبة الصحية، ولكن من الناحية الاجتماعية ما زال الأمر يحتاج إلى كثير من العمل رغم التحسن الذي عرفته نظرة المجتمع إلى مريض «الايدز»، ويحتاج إلى تكفل اجتماعي أحسن من خلال تضافر الجهود سواء مجتمع مدني، وكل المعنيين بمعادلة إبعاد التهميش عن مريض «الايدز».
وأكّد أن أكبر مشكل يعانيه مريض «الايدز» ليس صحيا بل هو نفسي بسبب تهميش المجتمع له، ابتداءً من العائلة ووصولا إلى المحيط لذلك يفضّل مريض «الايدز» أو حامل فيروس البقاء في الظل، يعيش في صمت مطبّق خوفا من أن يعرف أحدهم ما يحمله جسده من مرض، وغالبا ما تكون هذه المعاملة الاجتماعية اتجاهه سببا في تدهور صحته خاصة إذا دخل في دوامة رفض تقبل مرضه.
في تحليلها لما يعانيه مريض «الايدز»، أكّدت النفسانية صونيا أن حالة المريض المصاب بالايدز تمر عادة بمراحل عديدة يختلف فيها نوع الشعور باختلاف كل واحدة منها، تبدأ بالإنكار ثم الغضب ليليها الحزن والتشاؤم، بعد كل هذا يأتي تقبل الوضع وتأمل استقرار الحالة ممّا يدفع الشخص إلى البدء في مشوار العلاج والتكفل بالمرض صحيا.
انطلاقا من هنا يدخل الشخص في نمط معيشي وروتين يختلف كثيرا عن نمطه الاعتيادي قبل المرض، أول تغير فيه هو نظرة الشخص لذاته حيث تتدهور بشكل فظيع ثقته بنفسه، ويتكون داخله إحساس مؤلم بالدونية والاختلاف عن باقي الناس ما يجعله يجد صعوبة في التعامل مع المواقف الاجتماعية سيدفعه هذا الحرج بالطبع إلى الحد من الاحتكاكات مع الآخرين. كما تلعب حالة المرض والتصورات المستقبلية الكارثية لتطوره دورا مهما في  توليد حالة من القلق والتوتر المستمر...هذا المزاج لن يسهل عليه التعاطي بأريحية مع مختلف علاقاته الاجتماعية، وقد يصل كل هذا الإجهاد والإعياء النفسي الذي يسببه المرض إلى الدخول في حالة من الاكتئاب ما يدفعه إلى الانطواء والانسحاب الاجتماعي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024