‘’ركن منزلي للصلاة’’

لمسة تُضفي أجواء روحانية على البيت

بات تخصيص ركن للصلاة في المنزل الذي يعدّ في الأصل «سُنة نبوية» أقرب ما يكون إلى عادة اجتماعية لدى العائلة الجزائرية، خصوصا خلال الشهر الكريم، حيث يسعى الأولياء عن طريقها لقضاء مزيد من الوقت مع أبنائهم في أجواء روحانية مميزة.

 «سُنّة نبوية» تتجدّد
تنامت العادة بعد غلق بيوت الله السنة الماضية ومرّ شهر رمضان دون إقامة صلاة التراويح، ما شجّع كثير من العائلات الجزائرية على استحداث ركن للصلاة في المنزل، كل بحسب قدرته وسعة بيته، بعد أن تعذّرت إقامتها في المساجد.
اجتهدت كثير من السيدات وربات البيوت في تزيين ذلك الركن من خلال البحث في صفحات التواصل الاجتماعي، فكان المسعى بغية « توفير كل أجواء الراحة والسكينة في أحد زوايا البيت لإقامة الصلاة فرادى و جماعة».
وقالت السيدة «أمينة»موظفة بسلك التعليم، أنها خصّصت ركنا للصلاة في منزلها، حيث قامت بذلك خلال فترة تفشي فيروس كورونا، لاسيما بعد غلق المساجد، حيث كان أبناؤها متعودّين على مرافقة والدهم إلى مسجد الحي من أجل أداء صلاة الجمعة، مضيفة أنها صادفت منشورا عبر الفيسبوك يتحدث عن ايجابيات هذه الفكرة فقررت تطبيقها، حتى لا تنقطع صلة أطفالها مع ‘’صلاة الجماعة».
قال بلال موظف متقاعد، أنه تمكن السنة الماضية وبعد تفشي جائحة كورونا من الصلاة مع أبنائه في المنزل، في زاوية اهتمت بتفاصيلها زوجته وبعد فتح بيوت الله أمام المصلين لأداء صلاة التراويح وقبلها للصلوات الخمس، بقي وفيا لذلك الركن الذي نسج بينه وبين أحفاده رابطا خاصا، يلقنهم فيه كل اليوم أركان الصلاة مع حرصه على أدائهم لها بالطريقة الصحيحة.
تروّج العديد من صفحات البيع والشراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإكسسوارات دينية بأشكال وألوان مختلفة تتماشى و فكرة «ركن الصلاة المنزلي»، ومع حلول شهر رمضان الكريم تنوّعت العروض التي تقدمها هذه الصفحات، «في تنافس محموم»، لعرض أفضل المنتجات التي تشمل عادة زرابي وفوانيس وأهلة بكل الأحجام، إلى جانب أطقم الصلاة للسيدات، تتناسق مع أطقم للبنات الصغار، كما تشمل العروض المقدمة حاملا للمصحف الشريف إلى جانب رفوف حائطية وأخرى على شكل مكتبات مصغرة، وتماشيا مع الشهر الفضيل تقترح تلك الصفحات أيضا هدايا الصائم الصغير تضم عادة كتيبات خاصة بأنشطة تعليمية ودينية وكذا ترفيهية.

 ليس بالفكرة الجديدة
أكد الدكتور محند ايدير مشنان،  عضو اللّجنة الوزارية للفتوى وإطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تصريح لـ «وأج» أن ركن الصلاة أو المصلى المنزلي ليس بالفكرة الجديدة، بل هو من السنن النبوية الشريفة. فقد علم عن الرسول الكريم أنه خصص زاوية من بيته للصلاة وحدد الدكتور مشنان بالقول أن الركن الذي اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان للصلاة النافلة وليس المكتوبة.
أوضح المتحدث أنه من المستحب إقامة ركن للصلاة في المنزل لما لذلك من أثر طيب في تربية الأبناء، لكن دون إسراف ومغالاة في المظهر، كما هو عليه حال بعض ممن أفرطوا وبالغوا في الاهتمام بزينة المصلى لحد أفقد المكان روحانيته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024