المدرسة القرآنية عائشة أم المؤمنين

الكتابة على الألواح لتطوير مهارة الحفظ عند الطفل

بشار: موسى دباب

700 طالب للعلم والدين يتدارسون فيها القرآن

 تتزيّن ولاية بشار بعدد كبير من المدارس القرآنية، فلا توجد عائلة بشارية إلاّ وأحد أفرادها متمدرس فيها، وتعد مدرسة عائشة أم المؤمنين أكبرها، فتحت أبوابها في 2016، يصل عدد طلابها إلى 700 طالب، أكّد الإمام والمشرف عليها الشيخ العربي تركي لـ «الشعب»، أنّ عدد خاتمي القرآن الكريم في أربع سنوات وصل إلى 35 حافظا.

تعتبر مدرسة عائشة أم المؤمنين امتدادا لمدرسة العالم الجليل سيدي محمد بن لكبير، على اعتبار أنّ أحد تلامذته واحد من شيوخها، واعتماد الطريقة والأسلوب الذي يدرس في زاوية الشيخ بن لكبير، يعكف مجموعة من المشايخ وعدد من المدرّسات على تحفيظ طلبة القرآن الكريم مجانا على مدار أيام الأسبوع.

أسرار الكتابة على الألواح 

لفت الشيخ العربي تركي إلى أنّ الطريقة التقليدية هي الأكثر ملاءمة لتحفيظ الأطفال، حيث قال «صحيح قمنا بإدخال بعض الإضافات البسيطة، لكن الشكل ما يزال كما هو حيث يكتب الطلبة على الألواح بأقلام مصنوعة من القصب، بعدما تغمس في «الدواية» المصنوعة من مادة «السمخ»، ليستخدم الصلصال عند الانتهاء كممحاة».
حققت هذه الطريقة نتائج إيجابية لعدة أسبابها، ذكر الشيخ بعضها حيث قال «القراءة من اللوحة بالرغم من صعوبتها تجعل السور والآيات ترسخ في الذهن، فيتذكّر الطالب كل ما كتبه لا ينسى شيئا، عكس الحفظ عن طريق المصحف بالرغم من سهولته فإنه لم يعط نفس الثمار، وقد يعود أيضا فضل القراءة من الألواح إلى قوله تعالى «بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ» وقوله «وألقى الألواح»، إشارة إلى توراة موسى.
وتعتمد طريقة التدريس بالألواح على قدرة الطالب على الحفظ، فلدينا قاعدة أصولية تقول «الأجر على قدر المشقة»، فإما أن يكتب الطالب المقرر عنده على نحو ثمن أو ربع أو نصف ثمن، ثم يأتي إلى الشيخ ليصحّح له الآيات على اللوح ويشكّلها، ثم يبدأ الطالب بالقراءة خلف الشيخ حتى لا يخطأ في ذلك».

تعاليم مقدّسة

يعتبر الهندام حسب الشيخ تركي من الأمور المقدّسة بالمدرسة، يتكون من قميص وعمامة بيضاء، «نحث الأولياء على أن يعوّدوا أبناءهم على ارتدائها عند قدومهم إلى المدرسة، بالإضافة إلى التكرار، فالطلبة مطالبون أسبوعيا بتكرار ما حفظوه خلال الأسبوع، وعندما ينهي أحدهم حفظه لإحدى السور، عليه أن يعرضها على الشيخ قبل أن ينتقل إلى السورة الموالية.
وعلى الطالب أيضا عرض حزب من حفظه القديم، نستمع إليه ونتابعه حتى ينهي قراءته، إلى جانب هذا لدينا دروس التجويد، اذ نخصص يوما للقراءة بالأحكام، كما نكتب لبعض الطلبة أسفل اللوحة متون علمية لابن عاشر، وتحفة الأطفال في التجويد والجزرية وهدية الألباب وعقيدة العوام و»الميئية» في السيرة النبوية فيحفظونها جميعا، ولدينا طالب يبلغ من العمر 12 سنة حفظ 2000 بيت من هذه المتون».
يتابع الشيخ تركي حديثه «لدينا أيضا طلبة ما قبل التمدرس، وتتراوح أعمارهم بين 4 إلى 5 سنوات، وعددهم 80 طفلا، يشرف على تعليمهم شيخان، بعضهم حفظوا 5 أحزاب، يكون تدريسهم في البداية بالتلقين فقط، عبر الكتابة على اللوح البلاستيكي لمدة ثلاثة شهور، إلى أن يتمكن الطفل من ضبط الحروف، ثم يمر إلى مرحلة الدخول في الجمل موازاة مع حفظه للقرآن الكريم».

«حقّقنا نجاحات ونسعى للمزيد»

أشار الشيخ العربي تركي إلى أنّ الله تعالى قد يسّر القرآن للحفظ في قوله «ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر»، وأنّ القرآن سهل جدا، على الإنسان فقط أن يتعهّده ويجعل له وقتا وتركيزا ـ يتابع كلامه ـ ومنذ بدأنا المشاركة في المسابقات وطلبتنا يحصدون النجاحات، يوجد من ضمنهم أصغر طالب ختم القرآن عمره عشرة سنوات، وفي برنامج المدرسة هذه السنة تكريم 10 طلبة من أصل عشرين ختموا القرآن، برحلات عمرة.
وعمّا إذا كانت هناك نقائص في المدرسة أو نشاطات أخرى يقول الشيخ تركي «وددت لو وجدنا مكانا خارج المسجد يتسع لعدد الطلبة الذي نسعى إلى رفعه إلى ألف طالب، أما عن النشاطات فقد تم خلال هذا الشهر الكريم مناصفة مع المسجد توزيع 800 قفة وهناك رحلات علمية إلى الزوايا من أجل تحصيل طلبتنا بعض الفوائد والمواعظ من طرف العلماء والمشايخ، إلى جانب رحلات ترويحية إلى المناطق السياحية القريبة مثل تاغيت وبوكايس، وأخرى رياضية كالسباحة وكرة القدم».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024