يستقطب محبي الخبز التقليدي بمعسكر

«المطلوع» المعيل الوحيد للعائلات الفقيرة بـ«شارب الريح»

معسكر: أم الخير- س

تعتبر التجارة المعيشية للمأكولات التقليدية والفواكه المجفّفة، الألبان وأنواع من الخبز التقليدي، مصدر رزق العشرات من عائلات مستقرة بجبال «بني شقران»، وغير بعيد عن أعلى قمة بهذه السلسلة الجبلية الشامخة، ينزل كل مساء شباب وكهول وأطفال إلى الطريق الوطني رقم 17 الرابط بين معسكر والمحمدية عند تقاطع الطريق البلدي أولاد بوهلال وشارب الريح، من أجل بيع ما جادت به أيادي نسوة ريف «بني شقران»، قادمين من مختلف القرى المجاورة.
هنا، خارج النسيج الحضري لبلدية المامونية، وعلى امتداد ريفها وطبيعتها الجبلية، يعتبر بيع الخبز التقليدى مصدر رزق للعائلات التي لا تملك أي دخل قار، يمارسها أطفال أغلبهم غادروا مقاعد الدراسة مبكرا، ليتكبّدوا شقاء مساعدة أهاليهم، يحملون السلال المحملة بالخبز التقليدي مسافات تقارب الكيلومترات، ليعودوا دقائق قبل الإفطار أدراجهم محملين بالرضى وبعض الدنانير.
يملك باعة الخبز التقليدي، بمنطقة شارب الريح، زبائنهم الأوفياء، الذين يرتفع عددهم يومياً مع تزايد الشره على المأكولات التقليدية في الشهر الكريم، يصطفون على حافتي الطريق مشكلين فسيفساء من المنتوجات والخيرات المعروضة ببساطة على الحجارة أو طاولات خشبية أمام مستعملي الطريق، حليب وألبان في قوارير بلاستيكية، خبز المطلوع والقمح، زبيب وفواكه أخرى مجففة.. غير أن الخبز التقليدي هو المنتوج الأبرز والأكثر استقطابا للزبائن.
أحد من التقيناهم عند المكان المسمى شارب الريح، طبيب في 54 من العمر، يقول د- صديق: «أنا من الزبائن الأوفياء لأحد باعة الخبز التقليدي، الذي أفضله عن باقي أنواع الخبز العصرية المشكلة من محسنات صناعية مضرة بالصحة، ولأن الخبز عنصر أساسي في مائدة الإفطار أفضل أن يكون طبيعياً ومصنوعا بجودة أهل الريف»، ويواصل محدثنا «لا أجد مشكلة في شراء الخبز التقليدي من هؤلاء الباعة البسطاء، فقد لاحظت اهتمامهم برضى الزبون حتى يشتري منهم مرة أخرى، بل يهتمون بأبسط التفاصيل والملاحظات التي قد يبديها الزبون بخصوص النظافة أو جودة الخبز».
أما بالنسبة لعلي صبي في الـ15 من عمره، فإن بيع الخبز التقليدي على حافة الطريق، أفضل من السرقة أو التسوّل، اختار علي كلماته هذه ليؤكد لنا قدرته على مقاومة الظروف المعيشية الصعبة مع والدته وأختيه الأصغر منه، معبرا في نفس الوقت عن رضاه بممارسة هذا النشاط، يقول علي: «أبيع الخبز التقليدي دائما في هذا المكان، لدينا زبائننا من الصائمين خلال شهر رمضان والمصطافين الذين يسلكون هذا الطريق نحو سواحل مستغانم أيام الصيف..»، مضيفا «والدتي تعد الخبز في فرن الطوب فجر كل يوم، تحضر نحو 40 خبزه من نوعين أبيعها كلها قبل الإفطار، لا استطيع أن أجازف برفع العدد، خاصة مع تواجد منافسين آخرين على الطريق».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024