بسبب الفاقة والغلاء

العظام بديل اللّحوم الحمـراء

معسكر: أم الخير س.

أصبح الحصول على البروتينات الحيوانية ذات المصادر المعروفة (خروف، بقر ودواجن) من أحلام اليقظة، للكثير من العائلات المعوزّة والمحدودة الدخل، والأسر المتعدّدة الأفراد ذات المستوى المعيشي المتوسط، التي أخرجت أطباق اللّحم من قائمة طعامها، لاسيما اللّحوم الحمراء. 
استبدلت العديد من الأسر المعسكرية اللّحوم الحمراء بلحوم الدواجن، خلال هذا الشهر الكريم، فيما استغنت أسر أخرى عن اللّحوم وعوّضتها ببدائل صناعية لا تسدّ الرمق ولا تعوّض مصدر البروتين، لأنها مجرد مضافات غذائية صناعية بنكهات متعدّدة.
 ولم يعد غريبا أن تلجأ ربات البيوت الى استعمال العظام في إعداد المرق لاسيما حساء الخضار، المعروف في الغرب الجزائري بالحريرة والشوربة، بسبب أسعار اللّحوم الملتهبة في السوق، فتتفق ربات البيوت بمعسكر حول طبق الحريرة كطبق أساسي يمكن اعداده كمرق خضار، تضاف إليه كمية قليلة من الخمائر والقمح المحضرة مسبقا، وكذا خليط من التوابل، ومن أجل مذاق لا يقاوم، يتم اعداد الطبخة بعظام المواشي أو البقر، أو حتى بقايا الهيكل العظمي للدواجن، في وقت تمتنع فيه الكثير من السيدات عن الاستعانة بمكعبات اللّحم الصناعية المنكهة في إعداد هذا الطبق.
وإذا كان الحصول على اللحوم الحمراء وحتى الدواجن يوميا أو أسبوعيا بأسعار مناسبة صار أمرا مستحيلا، يتطلب منك الحصول على العظام من ان تكون زبونا وفيا لدى جزار تعرفه، فغالبا ما تتخلص محلات الجزارة باكرا من العظام التي يكثر عليها الطلب.
أحد الجزارين بالسوق المغطاة بطريق السلاطنة، قال إنه لا يبيع العظام، إنما يعطيها لزبائنه بناء على طلبهم، سواء ظهر عليهم العوز من عدمه، مشيرا أن الإقبال على عظام الماشية والبقر لا يتعلق فقط بالوضع المادي للزبون، حيث تفضل الكثير من العوائل الطبخ بها نظرا للعناصر الغذائية التي تتوفر عليها زيادة على المذاق المتميز لحساء العظام.
فضلا عن ذلك، توجد فئتين من المستهلكين تقبلان كثيرا على اقتناء العظام للطبخ، واحدة هي الفئة المحرومة التي تبحث عن الذوق والفئة المرتاحة ماديا التي تبتغي التغذية السليمة، حيث يحتوي مرق العظام العديد من الفوائد الصّحية، المساعدة على تحسين صّحة الجهاز الهضمي والعظام والمفاصل والغضاريف بشكل عام.
 كما يحتوي مرق العظام على نسبة عالية من البروتينات والجيلاتين، الأمر الذي يجعله أحد أنواع الأطعمة التي قد تساعد على كبح الشهية والشعور بالشبع لفترات أطول بعد تناوله، وبالتالي خسارة الوزن الزائد بشكل تدريجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024