الكاتب والنّاشر بلال سرير الحِرتسي:

أقسّم وقتي بين الكتابة والمطالعة

حبيبة غريب

 «الشياطين والآلهة الخرقاء» انعكاس لمعاناة المجتمعات العربية

 يعتمد بلال سرير الحِرتسي كاتب وناشر جزائري، 25 سنة، مؤلف رواية «الآلهة الخرقاء» ورواية «الشّياطين» طقوسا مميزة خلال الشهر الفضيل، محاولا التقرب من الله وتقسيم وقته بين العمل والعبادة والعائلة وشغف المطالعة والكتابة.
 قال بلال سرير الحرتسي في هذا الصدد «نحن نحاول أن نتقرب من الله أكثر في هذا الشهر المبارك مع تدريب النفس على الصبر والتحمّل، وكما نعلم أنّ بعض المؤكولات التقليدية الجزائرية تكثر في رمضان، فإنّنا ننتظر الإفطار بشوق من أجل طبق «الشوربة» الطبق المسكين الذي يكون أوّل ضحايا المائدة، وبعد الصلاة تبدأ السهرة ببعض الأنشطة سواء تكون ضيافة الأقارب أو قراءة كتاب ما يأخذنا من الواقع لنكون ضيوف مكانٍ وزمان آخرين، وإنّ القراءة ليلا تجعلنا نبحر في النّصوص الجميلة والتي بدورها ترسلنا إلى الكتابة الأجمل لنصنع بداخلنا زخمًا ضخمًا يدفعنا للإبداع الأدبي والكتابة».
بدأ بلال سرير الحرتسي مشوراه مع الكتابة الأدبية في المدرسة، وجعل منها شغفا كان يلهيه حتى عن دراسته ممّا جلب له الكثير من المتاعب مع أساتذته. وكانت الانطلاقة مع قصائد الشعر وساعده حبه الكبير للقراءة والمطالعة في صقل حرفه، واستطاع أن يكسب التحدي الكبير أمام محيطه الذي لم يكن يشجع ولا يؤمن بالأدب والإبداع.
تأثر كثيرا بالفلسفة فانعكست جليا على أسلوبه وأفكاره، حيت انطلق في معترك الكتابة السردية والرواية عالميا، من خلال اهتمامه الكبير بالقصص الاجتماعية ومشاكل الهوية وآفاتها في محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه أو على الأقل تسليط الضوء على الجرح واقتراح بعض الحلول والنصائح خاصة للشباب.
«الآلهة الخرقاء»، هي أول رواية البسها بالرغم من عنوانها الذي يبعث على الغرابة، إحدى الظواهر الاجتماعية المأساوية التي تفشت في المجتمعات العربية مع صعود التيار الإرهابي، وهي إقدام الشباب على تفجير أنفسهم بحجة إصلاح المجتمع والولوج إلى عالم مصاف الشهداء والجنة وحور العين. الرواية صدرت سنة 2019 عن دار الموقف للنشر والتوزيع.
«الشياطين» كما يقدّمها بلال سرير رواية من الأدب الاجتماعي  ويقصد من خلالها «شياطين الإنس التي تستغل ضعف الذين يرجون الملائكية لأنفسهم، بحيث أن الإنسان في بعض المجتمعات العربية تدفعه الشياطين إلى السواد رغم انه يسعى لان يكون ملاكا».
ويرى الكاتب أن «إسقاط الجانب الاقتصادي في بعض الأوطان العربية على الفرد يجعل له زخما من المعاناة التي تجعله بدورها شيطانا بالرغم منه. كذلك هي الشياطين التي تحاول كسر مبادئ كل ذي مبدأ والهوية لكل من يكون له انتماء...لتجعل منه الإنسان المبرمج التائه بين الذات والهوية..».
وجاءت رواية «الشياطين» ضمن إصدارات دار النشر خاصة التي  أسسها سنة 2019، والتي اختار لها اسم «دار أنا موجود للنشر والتوزيع»، تيمّنا بمقولة الفيلسوف ديكارت القائلة: «أنا أفكر أنا موجود»، ومقولة الفيلسوف أرسطو «أنا أتمرّد أنا موجود».
وكانت لدار «أنا موجود» أول مشاركة في أول طبعة لصالون الجزائر الكتاب حياة، بأكثر من 60 كتابا من مختلف الأجناس الأدبية  كتب للشباب، روايات، دواوين، دراسات لبعض الأساتذة والدكاترة على غرار د - دليلة زروق وديوان شعري للشاعر الأستاذ الحاج حيدرة ‘’أزهار في أرض الرماد».
وفي انتظار تحقيق طموحه في خوض مغامرات الكتابة في المسرح والقصّة القصيرة الهادفة، يواصل الكاتب الواعد شق طريقه من خلال كتابة الرواية بأسلوب فلسفي اجتماعي، ونظرة شاب يحاول أن يحدث التغيير وكسب أكبر التحديات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024