الباعة الفوضويون على أطراف الطرقات

أسعار مرتفعة وعرقلة المرور مع تلويث للمحيط

فضيلة /ب

انتعشت خلال السنوات الأخيرة التجارة الفوضوية عبر الطرقات السريعة والتي صارت تستوقف الكثير من أصحاب السيارات لأنها تقلص وقت ومسافة دخول الأسواق وعناء التنقل وسط ازدحام المواطنين الذين عادة ما تكتظ بهم السوق، لكن بات تجار هذه الشاحنات يفرضون على المقبلين على العرض أسعارا مرتفعة للخضر والفواكه أحيانا تكون أعلى من تلك المعروضة في الأسواق ويسدد أصحابها رسوم التأجير والضرائب.

تزايد عدد أصحاب الشاحنات الذين يمارسون تجارة الخضر والفواكه عبر الطرقات وعلى مخارج ومداخل المدن والبلديات، وأحيانا تشمل عدة مواد غذائية وغير غذائية على غرار البيض والدجاج ومواد التنظيف وما إلى غير ذلك.
أسعار تجار الطرقات ترتفع مع ارتفاع أسعار السوق وأحيانا تتجاوزها، فيساهم هذا التاجر الصغير الذي يمارس نشاطه خارج القانون وبعيدا عن أعين الرقابة في استفحال المضاربة التي تحاصر المستهلك من كل جانب، عكس ما كان يشاع أن هؤلاء التجار يعرضون أسعارا مغرية تنافس أسعار السوق..هذا ما أكده لنا السيد إسماعيل في عقده السادس وأب لخمسة أطفال، حيث لم يخف أن الخضر الموسمية كان يقتنيها لدى باعة الطرقات كونهم لا يموّنون بها من سوق الجملة بل من الحقول مباشرة وهذا ما يجعل هامش ربحهم معتبرا، لكن اليوم انقلب كل شيء، وقال أن الكثير من الخضر والفواكه  تعرض بأسعار أعلى بنحو 10 أو 20 بالمائة لدى هؤلاء التجار لأنهم يعتبرون إقبال الزبون مضمونا والطلب متزايدا بشكل مستمر، ودعا إلى تشديد الرقابة على جشع التجار.
ومن جهتها سامية سيدة في عقدها الرابع ركنت سيارتها على طرف الطريق وتوجهت نحو باعة الثوم والبصل، ودخلت معهم في نقاش مطول، واشتكت لنا ارتفاع الأسعار رغم أن هؤلاء الباعة معفيون من رسوم الضرائب وتأجير المحل حسب تقديرها يحرمون الزبون من أسعار معقولة.
ويدرك عبد القادر جيدا أن باعة الطرقات يستنزفون كغيرهم من التجار جيوب المستهلك وأحيانا النوعية لا تكون جيدة ويحاول التاجر أن يستعرض في الواجهة السلع الطازجة وذات الشكل المغري بينما في الكيس لا تصدق أنها ذات الخضر أو الفواكه التي وقع عليها اختيارك، لكنه يرى أن فرصة توفير السلع على الطرقات مهمة تقلص عنه عناء دخول الأسواق والتنقل بين ازدحام الزبائن وتكسبه وقتا وجهدا.
ولباعة الطرقات رأي آخر فمثلا “يونس” ومساعده “جابر” الذين يتراوح سنهما ما بين 17 و20 سنة ورغم حداثة التحاقهم بالتجارة إلا أن إتقانهما للنشاط باد من حديثهما، فعندما أشرنا إلى ارتفاع سعر الثوم مقارنة بالأسواق، تحججا بنوعيته الجيدة كونه مجلوب من ولاية المدية، وذكرا أن جميع السلع التي يعرضونها طازجة ولا يحتفظون بها سوى أيام قليلة بالنظر إلى كثرة الزبائن على أطراف الطرقات، وفوق كل ذلك أخبرانا بالمغامرة التي يخوضانها لأنهما مهددين في أي وقت بحجز تلك السلع من طرف أعوان الأمن أو الرقابة..ويدركون أن وجودهما في ذلك المكان يعد مجازفة حقيقية.
وهناك من اشتكى من الآثار السلبية لتلك التجارة  مستنجدا بالسلطات المحلية والرقابية لتضع حد لكل نشاط خارج عن القانون على خلفية ما يسفر عليه اصطفاف العديد من التجار في أطراف طريق سريع أو مداخل ومخارج المدن، فبالإضافة إلى عرقلة السير العادي للمرور بفعل توقف العديد من السيارت في مكان ممنوع يشكل خطرا للمتوقف وكذا للسيارت التي تعبر الطريق، يترك أولئك الباعة الفوضويون مساحات من فضلات الخضر والفواكه، تسيء للوجه الجمالي للمكان وتشوه مداخل ومخارج المدن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024