“الشعـب” تقاسـم أطفال قدماء الكشافة مخيمهـم الصيفـي بجيجل:

تحمـل المسؤوليـة والتحلي بالانضبـاط أسـاس التربية الكشفية

المدية:أمين عباس

غادر أطفال  المحافظة الولائية  لقدماء الكشـافة الإسلامية الجزائرية بالمدية،  هذا الأربعاء  مدرسة محمد بو القدرة ، بحي الديار ببلدية الجمعة بن حبيبي بولاية جيجل  بعد انتهاء البرنامج  التربوي  والترفيهي  الهادف، بعد ما نصبت  منظمتهم التطوعية مخيمها الكشفي لقضاء عطلة الصيف  تحت شعار “ لا للعنف” ، وهذا  لفائدة منخرطيها في الفترة  الممتدة من 04 إلى  14 من الشهر الجاري .

وكانت  جريدة “ الشعب “ ضمن المدعوين  لمرافقة أبناء  الولاية في هذه الرحلة السياحية بمعية المسؤولين، والعمداء والقادة المتربصين البالغ عددهم نحو ثلاثين قائدا كشفيا  من بينهم 12 قائدا  من مدينة الشهبونية  تابعين لفوج الإستقلال .     
وفي هذا الصدد، ارتكزت مبادرة  هذه المحافظة في بداية الأمر على توزيع  الفرق والطلائع ثم تسميتها ، حسب  التأطير المسخر لهذه العملية مقترحة  في أول اجتماع القائد حمزة بن رقية “ المعاق “ كرجل لليوم الأول من عمر هذه الدورة، في إشارة منها إلى أن كل مواطن بإمكانه أن يتحدى  الصعاب  والعراقيل، والتأكيد بأن الإعاقة الجسدية لم ولن تكون  يوما حجر عثرة في مجال تحمل المسؤولية .
وكشف هذا الشاب بدوره في الاجتماع التقييمي الأول، بأنه قد لاحظ وجود ضعف في الإلتزام لدى بعض القادة في الدورة التكوينية، التي أشرف عليها المحافظ الولائي المكلف بالتدريب بن “ يوسف فليتي “  على  مدار يومين، وعدم  النهوض باكرا حتى يرفع العلم  في وقته المناسب، إلى جانب اقتراحه تدعيم المخيم بحنفيات  للدوش  فضلا عن تنبيهه لمشكلة الفوضى التي شهدها المطبخ منذ الوهلة الأولى، مطالبا بعدم ترك الأطفال يدخلون إليه دون مؤطريهم .
تناول المحافظ  المكلف بالتدريب بن يوسف فليتي بهذه المنظمة ، في دورته التدريبية  بنوع من الإسهاب  إشكالية  القيادة الناجحة  معرفا إياها  بتلك العملية التحريكية  لمجموعة من الناس باتجاه محدد، و مخطط و ذلك بغية تحفيزهم على العمل باختيارهم على اعتبار بأن لها دورا هاما  في التأثير في الآخر، مؤكدا بأن القيادي هو الشخص  الذي يحتل مرتبة معينة في المجموعة، و يتوقع منه تأدية عمله وفق تلك المرتبة في تناسق .
أشار هذا المحافظ في هذه الدورة التكوينية  لفائدة 30 قائدا متربصا مطلع هذه الرحلة الإستكشافية  أن القيادة الفعالة  تعد رؤية بعيدة تتحقق بصياغة الأهداف الاستراتيجية من خلال التعاون و استنهاض الهمم  للوصول إلى الأهداف التي تخدم جميع الأطراف ، معددا  أمام المشاركين فيها عناصرها والمتمثلة في التحكم في الوقت ، التركيز على الإنجازات ،  تنمية عوامل القوة عند الآخرين ، تحديد الألويات ، الثقة بالله تعالى ، مذكرا بمبادئها  الأساسية كالشورى ،  العدل ، حرية التفكير  على  أن أهم مبدأ في تصوره هو العدل  الذي هو أساس ديمومة الحياة البشرية ، متطرقا في هذه الفسحة الممنهجة إلى صفات القادة كالديمقراطي ،  المستبد ، و المستبد الطيب  ، معرجا أيضا على مهارات القيادة من بينها المهارات الفنية، تخصص و التقنيات المهارات الإنسانية كالاتصال الفعال و المهارات الإدارية من خلال تنظيم العمل “ التحقق من الأداء الجيد” وكذا  مهارات القـائـد المتمثلة أساسا في التبصر، الاجتهاد ، الاكتشاف، التعلم ، الانضباط ، و خلق التوازن بين الأنشطة ، مختتما محاضرته بذكر صفات القائد الناجح من حيث الهدوء و ضبط النفس ،الإلمـام الجيـد بالأنشطة، الإيمان بالمهمة، الشعور بالسلطة، التأني والمبادرة في أخذ القرار،  الانضباط،  الفعالية، التواضع، التحلي بالواقعية و العطف و طيبة القلب  وكذا  احترام الآخرين و    التواضع و الثقافة الواسعة.       
شخصية بإمكانها القيادة شريطة بذل مجهود إضافي   
استحسن  الشاب  محفوظ زيريق المدعو عبد الله القادم من حي مسجد القدس بالمدية  الذي أضفى نكهة خاصة على هذه الدورة الكشفية محتوى الدرس التكويني الذي  تفضل به المدرب “ فليتي”  معتبرا من جهة أخرى بأن هذا القائد “ حمزة” قام بدوره كما يجب ، فيما انتقد  التهاون الذي أظهره البعض في عملية تنظيف المسجد بالقرب من مقر المخيم الكشفي ، في الوقت  الذي  أشاد فيه إمام هذه المؤسسة الروحانية المسماة “ مسجد حيان” أمام  المصلين في يوم الجمعة  بنبل مبادرة  تنظيف مكان الوضوء التطوعية.
المزحة ، الإرتجالية ، النقد ، السمات الغالبة على  الأنشطة
أقر القائد المتربص  كريم موزاوي بأن هناك تحسنا كبيرا في مجال الخدمات  المقدمة ، مشيدا نيابة عن زملائه بقيمة المحاضرة التي قدمها  ذات المحافظ بمعاونة نائب المحافظ  “ محمد يحياوي” ، مستطردا في تدخله بأنه  “ كل يوم يتعلم  المتربصون أشياء جديدة على  أمل الإستفادة أكثر “ مقترحا  الوقوف  دقيقة  صمت على روح شهداء غزة الجريحة  ، في وقت أكد نظيره حسام الدين تشيكو في اليوم  الأول من هذه الدورة بأن هناك حاجات ايجابية وأخرى سلبية ، مستغربا كيف يلعب الديمنو في القيلولة ؟  و متسائلا كيف يرفض  بعض القادة حضور دعوة الأستاذ محمد بوعزيزي قائد التدريب لمحاضرته بعنوان “ التخطيط الإستراتيجي”؟.
تواضع يقابله حرص كبير
قدم القائد خالد عويسي رئيس فوج الإستقلال بالشهبونية اعتذاراته لما صدر منه وبعض رفاقه بخصوص تجاوزات حدثت في نفس اليوم بكل تواضع  واحترام  كبيرين  ، مبديا استعداده  لتحمل  مسؤولياته  ، مقترحا في ختام الجلسة التقييمية غرس أشجار بجوار المدرسة  كعربون صداقة  مع سكان الحي ، في حين كشف قائد رحلة  بحر بلعيدي واحد “ عبد القادر قارة حسن “   بأنه لا حظ عدم امتثال  للتعليمات في اليوم الأول.
تحدّ كبير لإنجاح المخيم رغم قلة الإمكانيات  
ذكر المحافظ  الولائي  للمخيم “ سليم  خنفري”  في عديد المناسبات  بأن المؤسسة الكشفية  هي مدرسة للتربية وميدان للتكوين والتطبيق و لا تقتصر على  النظري فقط ، كاشفا في هذا السياق أمام  الحضور بأن هناك حملة تنظيف  في اليوم الموالي لحط الرحال  يجب القيام بها أمام مقر البلدية ،داعيا القادة للقيام بها بمعية بعض المعاقبين ، مقترحا دعوة العرفاء للمشاركة في الجلسة التقييمية القادمة .
جهد  مضن للتواصل مع الأفواج  
لم يتأخر الاطار محمد بوعزيزي قائد التدريب  بهذه المحافظة في التعقيب على  سيرورة  البيت الجميل الذي يشرف عليه القائد  منذ الوهلة الأولى  على  أن فكرة هذا البيت يتحملها الجميع ، ضف إلى  ذلك فإنه  نشاط  بيداغوجي  في حذ ذاته ،  مطالبا بإعادة النظر في التعليمات الخاصة بالدخول والخروج من المطبخ ، مثمنا وجود قادة فطنين ، متسائلا بدوره  عمن هو المسؤول بهذا الفضاء الخدماتي؟ على  اعتبار أن هذه النقطة حسبه كسرت البرنامج مع بداية الدورة ، منتقدا عدم الإقبال على محاضرته  بتفضيل مواصلة لعب الديمنو ،مشيرا  بأنه لا يمكن مسك العصا من الوسط  لكون أن أبواب الجنة غالية ، منبها بأن هذه الدورة هي لتكوين الأبناء على أن نظراءه  هم من يتطوعون من قلوبهم بما يتطلب التحلي بالانضباط كما هو الحال في فوج الشهبونية ، متوجها إلى القائد خالد بأن يتحمل مسؤولياته كقائد محلي ، مناشدا من جهة أخرى  تنظيم العمل  وتنسيق الجهود بين القادة لإنجاح النشاطات على أساس أن العمل الحياتي يتطلب القابلية ولأن  الكشافة هي ذلك التحسن اليومي ، مشيدا  في شق آخر بقائد الرحلة  الذي قال بشأنه  “ لقد قام بملء الفراغ”.
المهمة التي أوكلت لي علمتني أهمية التنسيق الجماعي    
كشف حسام الدين تشيكو ليومية “ الشعب” التي رافقت إطارات هذا المخيم إلى هذه البلدية الفلاحية البعيدة عن الساحل الجيجلي بنحو 10 كم بأنه بصفته رجل اليوم فقد خاض تجربة بسيطة من باب تكليفه بهذه المهمة التي مكنته طيلة يوم كامل من مراقبة والوقوف على كل الجهات والتنسيق بين مختلف الأطراف ، معتبرا بأن ما قام به يعد بالتراجيديا في غياب أرمادة القادة الرسميين الذين كان بعضهم مرتبطا في حفل اختتام السنة الدراسية مع بلدية الجمعة  بن حبيبي ، مستطردا في هذا السياق “ بأن هذه التجربة أفادته كثيرا ، لكونها سمحت له بمعرفة القيمة الحقيقية للمسؤولية التي خاف منها الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كما أنه أدرك قيمة  العمل الجماعي و أهمية التواصل بين الأفراد مهما كان سنّهم و مركزهم على أساس أنه يسهل العمل ويفتح آفاقا واسعة للتعامل  بين الأجيال “ واصفا نشاطه هذا “ هذه حياتي الكشفية اليوم بين الربط بين العمل والانضباط والنظام “.
أداء مسرحي  جيد وتجاوب كبير مع فرقة التأطير
 تميزت أول سهرة سمر بحضور كل الإطارات و الكشافين وهذا بتقديم وحدة الكشاف لمسرحيتين وأنشودتين واستعراض للفنون القتالية ، فيما قدمت وحدة الأشبال أنشودة وطنية بعنوان “  من جبالنا” إلى جانب نشاط إضافي قدمه القادة المتربصين .
 تابع الحضور  موضوع إحدى المسرحيات  من طرف الوحدة الأولى المعالج لقضية “ المحسوبية  “،  في حين  أطربت الوحدة الثانية المدعووين بأنشودة  ترحيبية “ أهلا وسهلا” ، أتبعتا بعرض درامي بعنوان “ الأب الشرير” ثم أنشودة  وطنية  أدتها وحدة الأشبال وأخرى فردية بعنوان “ رمضان” ، لتختتم هذه السهرة بلفتة من قبل القادة بعمل في شكل عرض مسرحي تمحور حول إيجابيات وسلبيات المخيم الصيفي الكشفي في قالب هزلي مضحك من طرف القائد محفوظ زيرق وعلاء الدين وناسي ، ليقدم في سهرة اليوم  الثالث الكشاف عبد الرحيم بلخضر من فوج الإستقلال أنشودة  بعنوان “ آه والله ما نسينا .. فلسطين بلادنا جوى عينينا” متبوعة بمسرحية بعنوان “ الطبيب” من نفس الفوج ثم أنشودة ثانية بعنوان “ أبكيكي يا قدس” من قبل الكشاف “ نجيب حامدي “ من ذات الفوج ، ليستمتع الحضور في ختام هذه السهرة الثانية بعرض مسرحي مفتوح من طرف القائد محفوظ زيرق وعلاء الدين وناسي من فوج القدس بالمدية عالج يوميات  المخيم وهذا بعد ما استمتع الحضور والمشاركون في هذه السهرة السمرية بالأداء المميز  للأطفال واللعب السحري من طرف القائد المتربص “ بشير شنايفي “ .
قائد  التدريب “ بوجمة  مشطر”  من جيجل:
بادر قائد التدريب بوجمعة مشطر مسؤول فوج المشرق بدار الشباب بجيجل في اليوم الرابع بتنظيم زيارة تعارف إلى مخيم قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية بالمدية بهذه المدرسة بمعية قائد وحدة الأشبال محمد لمين رضا ، حيث قدم بعض التوجيهات إلى مستقبليه في إطار الحرص على التواصل الإيجابي ما بين الأفواج والهادف إلى التكوين المتواصل الأشبه بالعسكري ، متطرقا إلى كيفية تسمية الفرق والطلائع وأهمية استعمال العصا الكشفية كحامل للإسعاف ، كاشفا في شق آخر عن مضامين اللقاء الذي عرفته إحدى غابات هذه البلدية لتبادل الخبرات والدروس في الميدان ،و تخلل هذه الزيارة نقاش حول ما يحدث بداخل الأسرة  الكشفية بعد إحالة إطاراتها على التقاعد ، فضلا على إسدائه لبعض النصائح العملية للكشافين ، معتبرا بأن المخيم الصيفي ليس بالأمر السهل ؟ مؤكدا في هذا السياق  على أهمية  التوافق والتحاب بين الأفواج  الكشفية حيث قوبلت هذه اللفتة  بتحيات كشفية جماعية ترحيبية تخللتها أنشودة  “ لا إله إلا الله محمد رسول الله “من قبل فوج الكشاف بالشهبونية .

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024