التّجارة الفوضوية تستحوذ على طريق الشراقة - عين البنيان

استياء المـارة من تعطــّل المرور وخطـر الحـوادث

سعيد بن عياد

تحوّل الطريق الرابط بين مدينتي الشراقة وعين البنيان إلى سوق تنتشر على امتداده عشرات السيارات من مختلف الأحجام تعرض مختلف أنواع الخضر والفواكه، غير أنّها أصبحت تشكّل خطرا على السير ومرور العربات وتعيق حركة الراجلين، في غياب قرار إداري من الجهات المختصة من شأنه أن يضع حدا لحالة بدأت بسيارة في منطقة معينة لتتحول إلى سوق بلا ضوابط.
كل من يمرّ من هناك يلاحظ كيف تتعطّل حركة المرور، ويضطر السائق إلى توخّي الحذر واتّخاذ أقصى الحيطة لتفادي ارتكاب حادث، خاصة وأنّ الرصيف غير المهيأ يختفي، بل من الباعة من يركن عربته على الرصيف ويقف هو على الطريق المعبّد، غير آبه لانزعاج المارة واستهجانهم لتصرفات تعكس درجة الفوضى في تلك المنطقة، علما أن هناك إقبال على هذه الأماكن بسبب الوفرة والأسعار أحيانا، مقارنة بالأسواق الشرعية التي تكوي الجيوب.
 على مستوى هذا الطريق الملتوي وكثير الحركة، خاصة بعد إنجاز المشاريع السكنية وارتفاع الكثافة السكانية في مختلف جهات المنطقة، تجري منذ مدة أشغال تقوم بها مؤسسة لوضع الكوابل، مما يزيد من مخاطر الطريق العام، خاصة قبيل الدخول المدرسي، وعودة التلاميذ إلى مقاعدهم، علما أن هذا الطريق شهد في سنوات مضت عدة حوادث سير بفعل السرعة من جانب وغياب الرصيف من جانب آخر.
ولا يخفي السكان خاصة القاطنين بالأحواش المجاورة مخاوفهم من استمرار الوضعية على ما هي عليه، متطلعين إلى تدخل السلطات المعنية لإعادة تنظيم الطريق، خاصة وأنه منذ أسابيع قليلة فقط سجلت عدة عمليات في هذا الاتجاه مثل وضع الإشارات الفوقية على الطريق للفصل بين الاتجاهين، في انتظار إصلاح الأماكن المتضررة والمقاطع غير المطابقة للمعايير وتشكل مصدر خطر، يستدعي الإسراع بالمبادرة بعمليات وقائية وتنظيمية من اجل تجاوز حالة فوضى تعدت كل الحدود. ويقدم المشهد على مستوى موقع تواجد مدرسة العربي التبسي بحي ‘’بلاطو’’ بمفترق الطرق المؤدي إلى غابة باينام، صورة تعكس درجة ذلك، أمام تنامي ظاهرة الباعة الفوضويين وانتشار المحلات المنجزة على أراض كانت إلى وقت قريب زراعية بامتياز، قبل أن تتحول أجزاء معتبرة منها إلى عمران في شكل بناء يشوّه المنظر ويخنق الفضاء.
يعكس هذا الوضع حالة تكاد تكون عامة للتجارة الفوضوية التي لم يحسم في ضبطها نهائيا، بالرغم من الإجراءات التي سبق وأن اتخذت لتقديم البديل، بحيث يتم ضمان النشاط للتجار خاصة البطالين ويمكن حامية المستهلك خاصة والمواطن عامة من انعكاسات سلبية تتعدى مشكلة الغلاء والمضاربة لتشمل سلامة الأشخاص.
إلى متى يبقى الكل يتفرج أمام تنامي ظاهرة تهدد المدينة، التي يرتقب أن تواجه تحديات متداخلة بسبب انعدام تنظيم حركة التجار خاصة المتنقلين الذين يستحوذون على أماكن ومواقع للاستقرار بها مخالفة للتنظيمات والأحكام القانونية التي تنتظر من يفعلها في إطار الشفافية.
أكثر من هذا يمكن لمنظمات ونقابات التجار أن تلعب دورها التوعوي تجاه هذه الفئة من أجل إدماجها في المنظومة المهيكلة للتجارة الجوارية، ومن ثمة الفرز نهائيا بين التاجر المثبت بمحله والتاجر المتنقل الذي ينبغي أن يخضع لضوابط هذا النشاط من حيث الالتزام بالتنقل بين الأحياء في أوقات النهار، مع دفع إتاوة للمحيط العام والبيئة التي تتحمل أكثر من غيرها. وهنا يبرز دور الجماعات المحلية التي ينتظر أن تخرج إلى الميدان وترك المكاتب المكيفة.   

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024