يرى المختصون أن حماية التلاميذ من حوادث المرور وأخطار الطرقات مقتصرة على عينة من الأفراد والتنظيمات الجمعوية وأعوان الأمن وحضور الأولياء أو المتطوعين أو الفضوليين أو جهة دون الأخرى، بل صار التحدي حتمية على هذه المكوّنات في انسجام أدوارها وردود أفعالها وتفاعلها في كل موقف ولحظة عبر هذه الطرقات التي يعبرها فلذات أكبادنا وروح مستقبلنا وطموح بلدنا.
تشريح الظاهرة وإدراك كل فئة من هذه المكوّنات المجتمعية والنظامية وأصحاب المركبات بكل أنواعها وأصنافها لدورها كأفراد وجماعات وتنظيمات ومجال تدخلها في عملية حماية التلاميذ من إرهاب الطرقات ومسالك الأحياء والقرى والشوارع التي يعبرها هؤلاء يوميا انطلاقا من المنازل إلى المؤسسات التربوية التي يفضل مسؤولوها وطاقمها التعليمي والبيداغوجي أن يصل هؤلاء المتمدرسون في أحسن الأحوال الصحية والنفسية بحسب أقوالهم التي سجلناها مع المعنيين بالعملية التربوية انطلاقا من حاجب المؤسسة الذي يستقبلهم بابتسامة عريضة وعبارات الترحيب والتشجيع يقول أحمد، المعني بهذه الوظيفة النبيلة.
أخطار الظاهرة التي صارت تثير قلق الجميع رغم الإجراءات العملية والقانونية الصارمة من طرف المشرّع الجزائري الذي أوكل تطبيعها وتنفيذها ميدانيا من طرف المصالح الأمنية من أجهزة الشرطة وأعوان الدرك الوطني المخلصة في أداء مهامها بدون كلل أو ملل في كل الظروف والأحوال، إلا إن تسجيل الحوادث من حين إلى آخر في عدة مواقع يجعل مشاركة الجميع ضرورية كأفراد وجماعات وتنظيمات جمعوية وفضوليين ومرافقين من الأولياء لتفادي هذه الأخطار الوخيمة والمؤثرة على العملية التربوية التي وفرت لها الدولة كل الإمكانيات اللازمة يقول أحد المفتشين التربويين والمشرفين العامين والمساعدين البيداغوجيين. لذا بات من الضروري بحسب المختصة النفسانية فاطمة-ع. مشاركة كل مكوّنات المجتمع والأطر النظامية كل في مستواه وحدود عمله. فوجود الشرطي وعون الدرك الوطني بموقع عملهما وتواجدهما المنضبطين يوفر الأمن والسكينة والاطمئنان للتلاميذ، لكن عندما تكون الاعداد هائلة والمسافات متباعدة بين المتمدرسين أثناء تحركاتهم قد تحدث من حين إلى آخر حوادث تخرج عن مسؤولية ذات العون النظامي.
في هذه الحالات يتجلى دور التنظيمات المجتمعية كأفراد أو جمعيات من خلال المشاركة والتنظيم والتحسيس والمراقبة والمرافقة التي يحتاجها المتمدرسون في عدة مواقع أمام المؤسسات التربوية أثناء الدخول والخروج واجتياز الشوارع والطرقات وممرات الراجلين خاصة بالمجمعات العملية والأماكن الحضرية التي تعجّ بالحركة المرورية أو مقاطع الطرقات بالقرى والمداشر التي تكاد تنعدم بها الإشارات المرورية وممرات الراجلين التي من شأنها كبح جماح السرعة المفرطة للسائقين المتهورين الذين لم تردعهم الإجراءات العقابية الشديدة في المخالفات المرورية وحجز رخص السياقة والغرامات المالية التي يحدّدها قانون الحركة المرورية.
ناهيك عن العمليات التحسيسية التوعوية والأسابيع المرورية لهذه الأجهزة التي صارت بحاجة إلى جهود ومبادرات أطراف قصد تفادي تسجيل حوادث وأضرار جسيمة تستهدف هذه الفئة من المجتمع. فمشاركة الجمعيات والنوادي ولجان الأحياء وتدخّل الأولياء والمارة يجعل التلاميذ تحت عيون تحرس تحركاتهم وتراقب سيرهم واجتيازهم للممرّات والطرقات بكل أمان.
كما يكون للمعلمين والأساتذة والمتدخلين في العملية التربوية دور من خلال أسئلة شفوية ومراجعة خفيفة حول التعليمات الوقائية وقد تكون هذه العملية منقطة ضمن المراقبة المستمرة برأي سارة مستشارة التوجيه التربوي.