هروبـا مـن صخـب الشّواطــئ واكتظاظــــها

عائلات ببجاية تختار الحدائق وجهة للاصطياف

بجاية: بن النوي ــ ت

في الوقت الذي تشهد فيه شواطئ ولاية بجاية إقبالا منقطع النظير من عشاق البحر والاستجمام، الذين يتوافدون عليها من جميع ولايات الوطن بهدف قضاء عطلة صيف ممتعة، تفضّل العديد من العائلات التوجه إلى الحدائق العمومية والمنتزهات من أجل الترويح عن النفس والابتعاد عن زحمة الشواطئ وصخب المدن، فقد أصبحت الحدائق والمنتزهات العامة في المدينة المتنفسَ الوحيد لها، في ظل غياب مراكزِ الترفيهِ والتسلية التي يستطيع الأطفال الاستمتاع بها وقضاء أوقات شيّقة مع العائلة.

توافدُ العديد من الأسر إلى هذه المتنزهات العامة يعكس رغبتها في كسر الروتين اليومي، خاصة في هذه الأيام الأخيرة من العطلة الصيفية، أين يحاول بعض الآباء قضاء أكبر وقت ممكن مع أطفالهم قبل العودة إلى مقاعد الدراسة.
تجوّلت “الشعب” في بعض الحدائق العمومية والمتنزهات المتواجدة في مدينة بجاية، حيث لاحظنا الإقبال المتزايد للعائلات، التي فضلت اصطحاب أطفالها وللترفيه عن النفس في أحضان الطبيعة العذراء التي توفّرها الحديقة رغم الحرارة المرتفعة.
الهدوء والسّكينة يستقطب العائلات
 وجهتنا الأولى كانت حديقة التسلية بوسط المدينة التي وجدناها تعجّ بالعائلات والزوار من مختلف الأعمار، خاصة في الساعات الأخيرة من اليوم، فوجودها وسط المدينة جعلها الوجهة المفضلة للعائلات البجاوية، من أجل قضاء أوقات ممتعة خاصة بالنسبة للأطفال الذين يزدحم بهم المكان نظرا لوجود أقسام متخصصة للألعاب.
ويشير “محمد”، ربّ أسرة التقيناه رفقة زوجته وابنه الصغير، أن هذه الحديقة رغم أنها تحتوي على العديد من النقائص، إلاّ أنها توفر للزوار الهدوء والسكينة الذي اعتبره الغائب الأكبر في الشواطئ، ما يجعل الزائر يستشعر  جوا مفعما بالبهجة ومليئا بالفرح.
كما حدّثنا السيد “عمر ـ س”، متقاعد، عن الحديقة قائلا: “في السنوات السابقة كان جل المتردّدين على الحديقة شيوخ متقاعدين يأتون إليها من اجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية لأن السكان كانوا يفضلون  الشواطئ، أما اليوم فالملاحظ أن الأمر انقلب وأصبحت الكثير من العائلات تأتي إلى الحديقة عوض الذهاب إلى الشاطئ، والسبب أنّ هذه الأخيرة أصبحت تعجّ بالمصطافين ما خلق الضوضاء والفوضى، خاصة أن المكان أصبح أيضا وجهة الباعة المتجولين الذين زادوا الطينة بلة، كما تجد الاسر نفسها في الحديجة جالسة دون الشعور بالحرج ، لان الشواطئ اليوم مقارنة بالسنوات الماضية انتشر فيها العري كثيرا.”
“هنا أطفالنا يلعبون في أمان”
أما حديقة “الزياتين”، التي تقع في قلب الغابة المحاذية لشاطئ “الزقواط”، فقد كانت مكتظة بالأسر والزوار المتوافدين عليها من المدن المجاورة، أين يشدّه المتجول فيها صيحات الأطفال المبتهجين في كل مكان بسبب مختلف الألعاب المجانية التي  توفّرها الحديقة لهم، ما جعلهم يسعدون بالأيام القليلة المتبقية من العطلة الصيفية.
وتقول السيدة “زينب”، ربّة بيت، تسكن غير بعيد عن الحديقة، أنّها تفضّل المجيء كل نهاية أسبوع إلى هذا المتنزه رفقة عائلتها هربا من روتين المنزل، والابتعاد عن صخب وضجيج المدينة، للاستمتاع بالهدوء والسكينة اللّذان يوفّرهما هذا المكان، مضيفة أنّ هذه الحديقة تعدّ متنفّسا لها ولعائلتها الصغيرة لمواجهة حر الصيف الشديد، وفضاءً مناسبا لأطفالها الذين يقضون أمتع الأوقات في هذا المكان. كما سهّل قرب الحديقة من منزلها الذهاب إليها تقريبا مساء كل يوم لتغيير الأجواء، خاصة وأنها تعيش في شقة صغيرة ما يجعلها فرصة الوحيدة بالنسبة لها للترفيه
والاستمتاع بالوقت. كما أكّدت أنّ الحديقة توفّر لأطفالها مساحة لعب آمنة بعيدا عن الطرقات والشوارع التي تعجّ بحركة مرور كبيرة، لذلك تعد المساحة ـ حسب السيدة زينب ـ المكان الذي يفرغون فيه كل طاقتهم، “لذلك تراهم في الليل يغتسلون وينامون بسرعة”.
أمّا السيد “اسماعيل ـ س”، الذي كان جالسا في إحدى زوايا الحديقة يطالع إحدى الجرائد فقال: “منذ بداية العطلة الصيفية وبعد ظهر كل يوم جمعة، آتي إلى هذه الحديقة العامة رفقة أبنائي الثلاثة للاسترخاء وكسر روتين العمل. والجدير بالذكر أن أطفالي يستمتعون كثيرا   بالألعاب والمراجيح الموجودة هنا، كما أنّ هذا الفضاء هو المكان الوحيد الآمن على مستوى مدينة بجاية لأنه يقع وسط الغابة، وهو المناسب للركض واللعب وتحرير الطاقة الكامنة خاصة لدى الأطفال، لذلك أحرص دائما على إحضارهم إلى هذا المتنزه بصفة دائمة”.
“سئمت صخب الشّواطئ واكتظاظها”
غير بعيد عن حديقة “الزياتين”، تقع حديقة “كاب كاربون” التي تتميز بجمال خلاب يمزج بين الخضرة والهدوء، ما جعل السكان يتوافدون عليها من مختلف أرجاء الولاية. “نورة” هي واحدة ممّن يفضلون المجيء إليها، تقول عن “كاب كاربون”: “تعد الحديقة مقصدا لعشّاق السكينة والهدوء،  وكل باحث عن أوقات شيقة مع العائلة وسط الطبيعة الخضراء، فالكثير منّا سئم   الذهاب إلى البحر بسبب كثرة المصطافين فيه والصخب والضجيج، وكل الفوضى التي أصبحت عليه شواطئنا، لذلك قرّرت رفقة أسرتي المجيء إلى هذه الحديقة للترويح عن النفس والابتعاد عن الضوضاء، فنحن نعتبر المكان من أجمل الفضاءات الترفيهية المفتوحة بالمدينة، يستقبل العديد من الزوار رغم حرارة الجو المرتفعة هذه الأيام، فهو المفضّل للكثيرين سواء في الصيف أو في الشّتاء”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024