يستقبل سكان وعائلات عاصمة الأهقار، شهر رمضان المبارك على غرار باقي عائلات الوطن باستعداد خاص وتحضير استثنائي يليق بمكانة الشهر الفضيل، تحيا فيه عادات وتقاليد خاصة به، امتزجت معها في الآونة الأخيرة عادات حديثة، مميزة كميزة الشهر الفضيل عن باقي الأشهر الأخرى.
تقبل العائلات في هذا الشهر العظيم على تحضير وإعداد أنواع مختلفة من الأطباق التقليدية، وقبل ذلك حملة واسعة لتنظيف المطبخ ومستلزماته والوقوف على النقائص المسجلة به من أواني منزلية وغيرها، ليتم اقتناؤها وتحضير مائدة إفطار العائلة الهقارية على أكمل وجه، سواءً كانت تقليدية كالأواني الفخارية، أو عصرية حديثة لتتزين بمختلف الأطباق، خاصة منها التي يتميز بها الشهر العظيم في المنطقة، ترافقها بعض الأطباق العصرية المنتشرة حاليا في مختلف ربوع الوطن.
حساء يزيّن مائدة الإفطار
تحرص عائلات الأهقار خلال الشهر الفضيل على تحضير طبق خاص كخصوصية رمضان الكريم، حيث يجمع كل من تحدّثت معهم “الشعب” أن حساء ما يسمى بـ “زنبو” أو ما يقابله عند العديد من مناطق الوطن بـ “لفريك” هو أول طبق يتواجد في طاولة الإفطار، الأمر الذي يجعل تحضيره وكل ما يلزم من “ختيم” و«قديد” يسبق الشهر الفضيل بأيام، ليتم طهيه على أحسن وجه.
في نفس الصدد، تضيف “سعيدة - ب« ربّة بيت في حديثها لـ “الشعب” عن رمضان والتحضير الذي يسبقه، عائدة بذاكرتها إلى السنين الماضية، أنّ شهر الرحمة والغفران في عاصمة الأهقار وإلى حدّ الآن، ورغم التغيرات الحاصلة، لا يمكن أن يخلو من وجبة ما يعرف محليا بـ “الحساء” زعيم المائدة الرمضانية بالأهقار بلا منازع، رغم غزو الأكلات والعادات الغذائية الجديدة.
يتميز هذا الطبق - تضيف - بأهميته البالغة لدى سكان المحليين نظرا لتحضيره بمادة القمح المحلي الذي يطلق عليه “زنبو”، وهو نوعية من القمح المنتج محليا من سلالة صحراوية خالصة.
في نفس السياق، تؤكّد الباحثة في علم النباتات الصحراوية واستعمالاتها الإجتماعية والاقتصادية لـ “الشعب”، سحقي بوطمين ربيعة، أهمية هذا الطبق لدى سكان المحليين، والذي يتميز بتحضيره من مادة القمح الصلب المحلي الذي يحصي أزيد من 25 نوعت يطلق عليه “زنبو” المنتشر بكثرة في ولايات الجنوب الجزائري، اسمه العلمي TRITICUM DUREM يحصد ما بين شهري ماي وجوان.
تضيف السيدة “سعيدة - ب«، أنّ “زنبو” يتميز عن القمح بأنه يحصد وهو أخضر قبل موعده بشهر تقريبا، ليتم شوائه قليلا فوق النار، ثم يطحن ليصبح عبارة عن دقيق ليشكل ما يعرف بـ “الحساء”، يضاف إليه بعض التوابل كالقصبر والأعشاب كالوزوازة، وغيرها مما يجعله يتميز بذوق غاية في الروعة.
وللتطور الحاصل في كل جوانب الحياة، تقول المتحدثة فإن الشهر الفضيل ومائدته لم يسلم من بعض الأطباق والأكلات الجديدة على مائدة العائلات الهقارية، أين أصبحت تتزين المائدة بالبوراك وأطباق اللحم بأشكاله خاصة المطبوخ في أواني الطين، بالإضافة إلى المملحات التي اكتسحت موائد الإفطار، يزيدها تميزا تحضير كؤوس الشاي الثلاثة، المطهية فوق الجمر، تاركين وجبة العشاء والأطباق الأخرى من سلطة وفواكه ومقليات إلى ما بعد أداء صلاة التراويح.