مناسبة شهر رمضان الفضيل

التسوّق ظاهرة تسبق الشهر الفضيل وتتواصل معه

ز. كمال

 رمضان بومدراس.. فريضة دينية وعادات اجتماعية

بدأت العائلات البومرداسية كغيرها من العائلات الجزائرية عملية التحضير النفسي والمادي لاستقبال شهر رمضان الفضيل منذ أيام دون أهمال الجانب الروحي طبعا من خلال حرص البعض على الصيام التطوعي منذ دخول شهر شعبان، لكن تبقى الظاهرة الغالبة في السلوك العام هو التسوق الذي بدأ في السنوات الأخيرة يأخذ الكثير من الجهد والمال لتحقيق رغبات الأبناء باقتناء ثياب العيد وتجديد الأواني المنزلية التي بدأت تنحصر بسبب الأسعار وتدني القدرة الشرائية.

تعيش العائلات البومرداسية حركية متزايدة هذه الأيام التي تستقبل فيه شهر الصيام وهو ضيف غير عادي وشهر ليس كبقية الشهور من حيث المكانة الاجتماعية والدينية التي يمثلها في الفكر الجمعي وحجم الاهتمام من قبل مختلف الفئات والعائلات التي تتأهّب وتترقّب ليلة الشك ايذانا ببداية شهر العبادات، وهو شعور تختلط فيه الاحاسيس أحيانا بسبب الهواجس الاخرى التي تهيمن على تفكير أرباب الاسر المطالبين بتوفير حاجيات ومتطلبات مائدة رمضان التي تتطلب تنوّعا في المأكولات أمام ضغوطات السوق والاسعار وكثرة المصاريف.
وتمثل عادة التسوق واقتناء حاجيات المطبخ من مواد غذائية أساسية ومواد خاصة بشهر الصيام وتجديد أطقم الاواني المنزلية السمة الأبرز التي جمعت اهتمامات العائلات منذ عدة أيام، حيث عرفت المحلات التجارية والفضاءات الكبرى اقبالا لافتا للمواطنين والعائلات مثلما رصدته “الشعب” في عدة مدن معروفة بحركتها النشيطة خصوصا في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية الكبرى التي تستقطب الجميع بالأخص التجار الذين انطلقوا مبكرا في عرض مختلف السلع مع تقديم تخفيضات وعروض ترويجية لجلب الزبائن واستغلال الفرصة للربح السريع.
ويشهد السوق التضامني الجواري الذي تم افتتاحه قبل أيام بعاصمة الولاية من قبل مديرية التجارة بالتنسيق مع عدد من المتعاملين الاقتصاديين إقبالا ملحوظا أيضا للمواطنين الباحثين عن أسعار معقولة ومواد ذات نوعية خصوصا بالنسبة للمواد التي لها علاقة بمائدة رمضان كاللحوم الحمراء المستوردة التي تسوّق بأسعار معقولة، مشتقات الحليب، الفواكه المجففة، مواد صناعية الحلويات وغيرها من السلع التي يكثر عليها الطلب، حيث تحوّلت مثل هذه الفضاءات الرمضانية ملاذا آمنا للعائلات هروبا من جشع الباعة وأملا في تقليل تكاليف الشراء وهو ما استدعى برمجة فتح 9 أسواق مماثلة عبر كل دوائر الولاية وقوفا عند رغبة أرباب الأسر من أصحاب الدخل المتوسط والضعيف.
كما بدأت بعض العائلات تستغل الوقت والفرص المتاحة لاقتناء ملابس العيد للأطفال مبكرا وحتى قبل حلول شهر رمضان تجنبا لحالة الضغط الذي تعرفه الاسواق والمحلات التجارية المتخصصة عشية العيد مع الاستغلال الفاضح من قبل التجار الذين يستغلون المناسبة ورغبة الأطفال في مضاعفة الاسعار وأيضا منح فرصة أكبر من أجل الاختيار بفضل كثرة العروض التي قد تتضاءل لاحقا بحسب تصريحات عدد من المواطنين الذين صادفناهم في فضاءات التسوق، وهي العادة التي عرفت تصحيحا وتعديلا في سلوك الشراء بفضل التجارب السابقة ورغبة في جعل الشهر الفضيل شهرا للعبادة والصيام وليس للهث وراء السلع واروقة الاسواق وهي الملاحظات والارشادات التي تطرق إليها الكثير من المختصين وحتى الائمة بهدف الموازنة بين الجانب المادي والروحي الذي تستدعيه فريضة الصيام.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025