يحمل مسجد ابن سعدون اسم صاحبه التاجر ابن سعدون بن بابا علي الذي بناه في القرن 17، أو نهاية القرن 16 أو القرن 15 ميلادي (على اختلاف الروايات في ذلك)، حيث يتوسط مدينة البليدة إذ نجده وسط مباني سكنية وتجارية جعله غير مميز عن تلك المباني حتى يكاد لا يظهر بحسب موقع “الأوقاف الجزائرية”، لولا أبوابه الثلاثة التي تفتح على ممرات ضيقة بشارع بن كالي عمر في الناحية الشمالية وفي الناحية الغربية شارع 17 جوان، أمّا من الناحية الجنوبية فشارع الإخوة شويط، بينما من الجهة الشرقية فليس بها مدخل.
ويلي كلّ مدخل من مداخل مسجد ابن سعدون أربع أروقة، وكلّ رواق منها ينتهي بمدخل ينفتح على بيت الصلاة، ويرتفع أعلى هذه المداخل عقودا.
ويتصدر قاعة الصلاة جدار القبلة الذي يتوسطه محراب نصف دائري (عرضه 1.10 متر بينما عمقه يساوي 65 سم وارتفاعه 2.35 متر، تعلوه حنية وفي كلّ جانب من جانبيه عمودان بارتفاع 1.35 متر)
تتوزع في بيت الصلاة أربعة صفوف من الأعمدة نصف الدائرية بعدد خمس في كلّ صف وترتكز هذه الأعمدة مباشرة على أرضية قاعة الصلاة، وهي تحمل تيجانا بلفائف ركنية على جوانبها الأربع وتعلوها جدارات مصممة خمس تدريجات.
كما توجد بالمسجد قاعة علوية يصعد إليها بسلم في الرواق الشمالي عند المدخل الرئيسي، حيث حدثت توسعة للمسجد على حساب الميضئة والنافورة عند المدخل الشمالي بعد هدمهما وسقيف المكان، إذ بنيت على نفس نظام البيت الأصلي.
يبلغ ارتفاع مئذنة مسجد ابن سعدون 35 مترا مما لا يسهل رؤيتها من الشوارع المحاذية لها للمسجد، وهي على شكل مربع الذي يبلغ عرض كلّ ضلع من أضلاعه بـ 3 متر، وتحتوي المئذنة على أربعة طوابق بحيث كل طابق يحتوي على نوافذ صماء.