ستّ من شوال تعدل صوم الدهر

هـــــذه مــــظــــاهــــر صــــيــــام “الـــصـــابـــريـــن” بـــالـــشـــلـــف..

و.ي. أعرايبي

 

دخلت العائلات الشلفية في صيام 6 من شوال أو ما يعرف بأيام الصابرين في مشهد لا يقل أهمية وإيمانا عن شهر رمضان المعظم من حيث التسوق والإقبال على أداء الفرائض والذكر وقراءة القرآن.


إقبال العائلات على هذه النافلة التي تعد من السنة النبوية يقول إمام مسجد سلمان الفارسي عمار قادة بمنطقة 2 بالردار في بلدية الشلف، تأتي مباشرة بعد فريضة صوم رمضان الكريم وهي 6 أيام متفرقة أو متتالية بحسب الاستطاعة والاختيار، امتثالا للحديث النبوي الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان وأتبعه بـست من شوال كأنما صام الدهر كله”.
هذه الرغبة التي تقبل عليها العائلات الشلفية صارت من السلوكيات الدينية التي اتسع نطاقها بين الأسر خاصة بين كبار السن من العجائز والشيوخ، لكن ما لمسناه خلال احتكاكنا مع هذه الفئات هو اتساع رقعة صوم الست من شوال بين فئات الشباب من الجنسين وهذا بفضل انتشار الوعي الديني عبر وسائل الاتصال المتفرقة ودور المساجد وما يقدمه الأئمة والوعاظ من الدروس يقول بعض الصائمين لهذه النافلة الدينية التي أصبح الإقبال عليها على نطاق واسع.
فصيام الصابرين لم يغير في التسوق اليومي للسكان، حيث عرفت الأسعار في الفضاءات التجارية والأسواق الشعبية تراجعا محسوسا بالنظر إلى الأيام منصرمة من شهر رمضان المعظم، أين أكدت لنا بعض الصائمات لهذه الأيام عملية الاقتصاد التي تمارسها بعض النسوة في التعاطي مع زاد من مأكولات أطباق موائد رمضان، أين يلجأن إلى حفظها في المثلجات لتستعمل كأطبال على الموائد التي لا تكون بنفس الصورة والتنوّع تقول خالتي فاطمة رفقة زوجها علي صابر التي إعتبر ان المصروف اليومي في صوم 6 من شوال غير مكلف بالمقارنة مع أيام رمضان التي لها أجواؤها ونكهتها تقول محدثتنا أمام بائع التوابل التي تشير أن الإقبال عليها لم يكن بالكثافة التي عهدتها في رمضان.
  فإن إحياء هذه الشعيرة التي ينظر إليها من باب التعبد واستكمال الأجر والقبول الذي أكدت عليه السنة النبوية صار مظهرا من مظاهر العائلات الشلفية التي لم تعد تكلف نفسها الإنفاق اليومي، ناهيك على أن التهافت على الحلويات على غرار مادة الزلابية، يكاد يختفي عن الأنظار باستثناء بعض التجار الذين يمارسون هذه الحرفة على مدار السنة بحسب ما علمناه من أحد الحرفيين المعروفين بوسط المدينة.
وفي ذات السياق، فإن ضغط التسوق على العائلات وإعداد الأطباق تكاد تأخذ منحى اليوميات الروتينية العادية غير المكلفة لهذه الأسر الملتزمة بأداء صوم الصابرين بحسب تصريحاتهن وسط الفضاء التجاري بحي بن سونة بمركز بلدية الشلف أين رصدنا هذه المشاهد.
من جانب آخر لم يقتصر صيام شوال على تلك المظاهر بل يلجأ هؤلاء المقبلون على أداء هذه الشعيرة على قراءة القرآن والتدبر في معانيه مع محاولات حفظ بعض من آياته يقول أحد الصائمين العاكفين بذات المسجد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025
العدد 19758

العدد 19758

الأحد 27 أفريل 2025
العدد 19757

العدد 19757

السبت 26 أفريل 2025