يحتضن المعهد الوطني المتخصّص في الفندقة والسياحة بالكرمة ولاية بومرداس والى غاية 15 ماي الجاري دورة تكوينية لفائدة عدد من الحرفيين والحرفيات في مجال اكتساب تقنيات ومهارات العرض والترويج لمنتجات الصناعة التقليدية التي تزخر بها الولاية، وهذا تنفيذا لاتفاقية التعاون بين قطاعي السياحة والتكوين المهني للاهتمام أكثر بهذه الأنشطة الاقتصادية وتثمينها.
يؤدي مجال التكوين والتأهيل المتوّج بشهادات كفاءة في التخصصات المهنية الخاصة بأنشطة الصناعة التقليدية والحرف دورا مهما في رفع كفاءة واحترافية المهنيين الذين ينشطون في هذه الشعبة التي تحوّلت الى رافد اقتصادي ومرتكز أساسي لتطوير قطاع السياحة ببلادنا بالنظر الى حجم التكامل بينهما وعلاقة كل نشاط بالآخر مما زاد من حتمية الاندماج في اطار فتح الفضاءات الفندقية والمركبات السياحية أمام الحرفيين لعرض منتجاتهم التقليدية وفتح باب التسويق والترويج لهذه التحف الفنية الأصيلة التي تبقى تعاني من غياب أو ضعف تقنيات وأساليب الاشهار للتعريف بها أمام السائح الوطني والأجنبي.
وتجسيدا لهذه الاستراتيجية الوطنية التي كشفت عنها وزارة السياحة والصناعة التقليدية سابقا لتشجيع الانفتاح على الحرفيين وفتح أبواب القطاع أمامهم من أجل تسويق منتجاتهم والترويج لها وتطبيقا للبرنامج المشترك الموقّع مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين لفتح مراكز ومؤسسات التكوين أمام الحرفيين من أجل تثمين نشاطهم المهني وتأطيره نظريا والحصول على شهادات تأهيل في التخصّص، جاءت هذه الدورة التكوينية الأولى التي تحتضنها مؤسسة تكوينية متخصّصة في مهن السياحة والفندقة بمعهد الكرمة ببومرداس المتخصّص في مهن السياحة والرائد وطنيا في هذا المجال.
هذا وقد شمل برنامج الدورة التكوينية التي استفاد منها عدد من الحرفيين من حصص وبرامج تكوينية متخصّصة تركز أكثر على تقنيات وأساليب التسويق والترويج لمنتجات الصناعة التقليدية بإشراف أساتذة متخصّصين في الميدان تضم عددا من المحاور الاساسية منها تقنيات البيع والتواصل الفعّال، التخطيط لزيادة المبيعات، التغليف والتعبئة الاحترافية للمنتجات التقليدية اضافة الى عدد من المقاييس العلمية الأخرى في مجال اللّغات كالإنجليزية التقنية لتسهيل التواصل مع الزبائن والمؤسسات داخل وخارج الوطن، مع تنظيم معرض للتحف الفنية وورشات تطبيقية مفتوحة وتسليم شهادات للمتكوّنين عند نهاية التربص.
للإشارة، فإن هذه الدورة التكوينية التي أطلقتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية بالتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين والمعاهد الوطنية المتخصّصة عبر الولايات في الفترة من 4 الى 15 ماي تعتبر الأولى من نوعها، وهذا في اطار مجهودات ترقية وعصرنة القطاع لجعله أكثر احترافية وتنافسية على الصعيد الدولي، حيث تضم الدفعة 200 حرفي من 20 ولاية أي بمعدل 10 حرفيين عن كل ولاية سيستفيدون من برنامج تكويني بيداغوجي متخصّص يسعى الى تجسيد الأهداف الكبرى المسطّرة من قبل القائمين على القطاع.