احتضن مركز زراعة الأعضاء والأنسجة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بالبليدة، الطبعة الثانية للأيام الدولية للطب الفيزيائي بمشاركة مختصين وباحثين من تونس وفرنسا لتبادل خبراتهم في ذات المجال، وشكلت التظاهرة على مدار يومين فرصة لتطوير المهارات والمعارف.
سعى المشاركون للخروج بتوصيات من شأنها أن تقلل التأثيرات التي تنجم عن الإعاقة أو القصور إلى الحد الأدنى، سواء أكانت هذه التأثيرات وظيفية أو جسدية أو نفسية واجتماعية واقتصادية بحسب ما أكده البروفيسور زهير بوقارة رئيس قسم الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل الحركي بالمستشفى الجامعي بالبليدة الذي يرأس الجمعية العملية للطب الفيزيائي.
وسمحت الأيام العلمية التي نظمت تحت شعار «الطب الفيزيائي والعجز.. نهج متعدد التّخصّصات»، بتبادل الخبرات مع باحثين بارزين حضروا لمناقشة التطورات فيما يخص استخدام تقنية الواقع الافتراضي والروبوتات في مجال الطب وكذا مواضيع أخرى مثل علم النفس والطب الفيزيائي وعلاج النطق.
وقال بوقارة بأنّ الهدف من تنظيم الأيام الدولية هو توحيد جهود الشركاء في مجال الطب الفيزيائي خاصة الإعاقة الجسدية: «إنها تؤثر على علم الأعصاب، وإعادة التأهيل العصبي، والمثانة والتشنج، وكذلك الابتكار، لأننا في عصر الذكاء الاصطناعي والروبوتات والصحة الإلكترونية».
شهدت الأيام عرض مداخلات علمية في غاية الأهمية، حيث تطرّق الدكتور كاديم الممارس بمستشفى البليدة إلى موضوع «تأثير إعادة تأهيل الوجه والفكين على اضطرابات المفصل الصدغي الفكي»، وفي هذا الإطار فقد أكّدت التجارب بأن العلاج الطبيعي للوجه والفم أثبت فعاليته كعلاج أساسي في رعاية المرضى، وبحسب ما أبرزه المتدخل فإن إعادة التأهيل الوظيفي يسمح بإنشاء توازن، ووضعه في مكانه الصحيح، وإلغاء العادات المضرة التي هي أصل الألم، وتسهيل عمل طبيب الأسنان التي ينجزه على الكرسي.
أما الدكتور بشير الممارس بقسم الطب الفيزيائي بمستشفى «نادر محمد» الجامعي بتيزي وزو، فعرض بحثا حول «متلازمة الثلاثية أ» المرتبطة بالمظاهر العصبية المتعددة الأشكال، وهي مرض وراثي معقد ونادر جدًا، اضطراب خلقي وراثي متنحي نادر، ومن خلال عرضه العلمي كشف هذا الباحث بأن المصابين بهذا المرض يعانون من نقص التروية الدموية عند الولادة، وهذا يعني وجود خلل في إنتاج الدموع.
كما ناقش هذا الدكتور «متلازمة الكومبوت» المفصلية وهي مرض وراثي يٌصيب الأطفال بتشوهات مفصلية، حيث توصّل إلى أن التأخر في التشخيص قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وفي بعض الحالات يتعرض المريض إلى خلل في وظائف القلب والأوعية الدموية.
بدوره تحدّث الدكتور «تيار» من مركز الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل بمستشفى «سيباستوبول» بمدينة ريمس بفرنسا عن ابتكار الرعاية الطبية القائمة على البيانات، وتأثير الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، وأكّد بأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر سيسمح في الغالب بأن يكون التدخل العلاجي قليلا وأكثر فعالية من حيث التكلفة.
وأكّد المختص الفرنسي بأن خطط العلاج المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تكمل الأساليب التقليدية من خلال توفير رعاية أكثر استهدافًا وفعالية، وتحسين نتائج المرضى مع المساعدة في تقليل التكاليف المالية على أنظمة الرعاية الصحية.
وعرفت الطبعة الثانية للأيام الدولية للطب الفيزيائي بالبليدة مداخلات شفوية لأكثر من 100 مختص وباحث، فضلا عن تنظيم 13 ورشة علمية كانت مثمرة بالنسبة للمشاركين.