على مدار أيام، تحوّل فندق ماريوت بقسنطينة إلى وجهة للأحلام، حيث تنقل الزوار بين الأجنحة المزينة بالألوان، العطور، وخيوط الفخامة التقليدية والعصرية، في صالون “بريستيج للزواج” الذي اختتمت فعالياته وسط حضور كثيف واهتمام واسع من المقبلين على الزواج.
غصّت الصالة الكبرى بالزوار، أغلبهم من العرسان المستقبليين، شباب وفتيات، يرافقهم الأهل والأصدقاء، يجولون بين أروقة صممت لتقدم كل ما يمكن أن يحتاجه العروسان ليوم “ليلة العمر”، من الديكور إلى الأزياء، ومن الحلويات إلى التصوير، مرورا بالمكياج، عروض السفر، وحتى تجهيز المنزل، اجتمع أكثر من 80 عارضاً من مختلف ولايات الوطن، ليعرضوا كل جديد في عالم الأعراس، مؤكدين أن الزواج ليس فقط عقدًا اجتماعيًا، بل تجربة جمالية متكاملة.
أزياء تحاكي الأصالة وتغازل الحداثة
يقول لقمان تقي الدين، منظم الصالون، إن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو تسهيل رحلة التحضير للزفاف على الأزواج الجدد، عبر جمع كل المتدخلين في المجال في مكان واحد، وتوفير عروض مدروسة بأسعار تنافسية وجودة عالية “نريد أن يتحوّل التخطيط للزفاف من عبء مرهق إلى تجربة ممتعة ومبتكرة”، يضيف لقمان.
في أحد الأجنحة المزدحمة، تبرز تصاميم السيدة ابتسام، التي تشارك لأول مرة أن القفطان المطرز يدوياً، فساتين الحناء والتصديرة، كلها معروضة بإتقان ولمسات فنية جعلت الكثير من الفتيات يتوقفن طويلاً، يلمسن الأقمشة، يلتقطن الصور ويطلبن مقاسات خاصة “أصمم لكل عروس فستانها بطريقتي الخاصة، كل قطعة هنا تحمل بصمتي”، تقول بابتسامة.
وبالقرب منها، تعرض خبيرة التجميل أسماء مجموعة فساتين الزفاف المستوردة من تركيا، إلى جانب خدمات التجميل والتصفيف. وتضيف “نحرص على تقديم إطلالة كاملة، تجمع بين الفستان المثالي، والمكياج الذي يعزز جمال العروس الطبيعي”.
حلويـــات وديكــور.. حلـــم أم واقــع؟!
جناح الحلويات لم يكن أقل ازدحاماً، حيث قدم بن حمادي رضا باقة من الحلويات التقليدية والعصرية التي جمعت بين النكهة والابتكار والبقلاوة، المقرود، طحينة اللوز، وحتى وصفات حديثة بنكهات خاصة، كانت محط إعجاب المقبلين على الزواج “العروس تريد شيئًا يعبّر عن ذوقها، حتى في تفاصيل الطاولة”، يقول رضا وهو يقدم عينة من المحلبي بالفستق.
وفي الجهة المقابلة، كان هناك جناح متخصص فقط في كعك الزفاف والخطبة، حيث أكدت إحدى العارضات أن العمل يتم حسب الطلب، من الشكل إلى النكهة، لتكون الكعكة تحفة فنية تليق بالمناسبة.
وفي جناح “إيلا إيفنتس”، تبدو ملامح الاحتراف واضحة من أول نظرة.. الطاولات، الكراسي، الأواني، وحتى الأزهار الاصطناعية، كلها مصممة بحسب طلب الزبون، بأسلوب يدمج بين الرقي والتفاصيل الشخصية. “نرافق العروس من لحظة الخطوبة، مرورًا بليلة الحنة، إلى غاية حفل الزفاف الكبير”، يوضح أحد أعضاء الفريق.
بيـت الزوجيـة.. بدايـة أنيقـة
ولأن الزواج لا ينتهي بحفل الزفاف، فقد قدمت وكالة “زينو للأسفار” عروضا مغرية للأزواج الجدد، تشمل تخفيضات بـ 20 بالمائة، وإمكانية قضاء شهر العسل في أجمل الوجهات السياحية داخل وخارج الوطن “نوفر برامج شاملة مع الإقامة والتنقل، بأسعار تشجع الأزواج على عيش تجربة استثنائية”، يؤكد ممثل الوكالة.
وفي جناح الأثاث، تحدث محمد، صاحب محل أثاث، عن اهتمام خاص بفئة الشباب، حيث يتم عرض غرف نوم، صالونات، ودواليب، ضمن باقات متكاملة “نفكر في الميزانية المحدودة ونقدم جودة عالية بأسعار معقولة”، يوضح محمد وهو يشير إلى نموذج لغرفة عرض تُناسب الأذواق الحديثة.
الرجــال حاضـرون أيضــاً
لم تُغفل التظاهرة جانب العريس، إذ عُرضت تشكيلات متنوعة من الأزياء الرجالية، من القندورة والبرنوس، إلى البدلات الكلاسيكية. ويقول أحد العارضين “هناك اهتمام متزايد من الرجال بالتفاصيل، ونسعى لمواكبة هذا الذوق الجديد”.
ومع إسدال الستار على فعاليات صالون “بريستيج للزواج”، أجمع العارضون والزوار على نجاح هذه الطبعة في خلق فضاء شامل ومتكامل للتحضير لحفلات الزفاف، يجمع بين الجودة، التنوع، واللمسة الفنية، وبين من أبرم صفقته، ومن استلهم أفكاراً، ومن خطط ليومه المنتظر، غادر الزوار المعرض محملين بمزيج من الحلم والإلهام، على أمل أن تعود التظاهرة في طبعة جديدة، أكثر إشراقاً وابتكاراً.
