شهدت الإقامة الجامعية للبنات “رحاحلية” بواد عيسى في تيزي وزو، انطلاق فعاليات الأيام التحسيسية حول مكافحة آفة المخدرات والادمان داخل الاحياء الجامعية ومراكز التكوين، والتي نظّمها المجلس الأعلى للشباب بمشاركة السلطات الولائية ومختلف الفاعلين والناشطين.
هذه التظاهرة التي انطلقت الأحد الماضي وتستمر الى غاية 15 من ماي الجاري، الهدف منها توعية وتحسيس الطلبة بمخاطر هذه الآفة التي استهدفت مختلف فئات المجتمع، ومن بينهم الطلبة الذين يجدون أنفسهم ضحايا لأول جرعة، وهو ما أكّدته المشرفة على هذا النشاط عقيلة حماس وعضوة المجلس الأعلى للشباب بتيزي وزو، والتي أضافت أن آفة المخدرات هدمت كيان المجتمع وعموده المتمثل أساسا في فئة الشباب، الذين يجدون أنفسهم ضحايا دون وعي منهم بخطورة النفق الذي ادخلوا أنفسهم فيه، ولهذا تم تنظيم هذه الحملة داخل الاقامات الجامعية من اجل توعية هذه الفئة الأكثر استهدافا.
وتمّ برمجة عدة نشاطات في مختلف الاقامات الجامعية وحتى في الفترات المسائية، وهذا لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة الجامعيين ومتدربي مراكز التكوين، حيث سيتم بث عدة فيديوهات حول مخاطر هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا، متبوعة بنقاش مع مختلف الفاعلين الاجتماعيين، عمل ورشات على مستوى مركز الترفيه العلمي بعنوان مقاومة الضغط النفسي والإدمان، وذلك من أجل الخروج بتوصيات ومقترحات من طرف مختلف المشاركين “الطلبة، السلطات الأمنية، المتدربين والمختصين النفسانيين”، وذلك للحد والتقليل من خطورة هذه الآفة التي تنهش مجتمعنا.
استراتيجيـة جديـدة
دعا الدكتور عدان أخصائي نفساني على مستوى مستشفى الأمراض العقلية فرنان حنفي بواد عيسي في تيزي وزو، خلال فعاليات الأيام التحسيسية حول مكافحة آفة المخدرات، الى ضرورة إيجاد استراتيجية جديدة للحفاظ على الأجيال المقبلة من مخاطر آفة المخدرات التي تنهش مجتمعنا، مشيرا إلى أن مشكلة المخدرات اليوم أخذت أبعادا مخيفة وخطيرة، كونها تستهدف مختلف فئات المجتمع وحتى المثقفين.
الدكتور عدان صرح أن تنظيم مثل هذه الحملات التحسيسية حول مخاطر آفة المخدرات داخل الاقامات الجامعية، تهدف إلى التحسيس والمرافقة واتخاذ طرق جديدة لإيجاد الحلول، ووضع حد لهذه الآفة التي تنخر المجتمع في صمت، مشيرا في ذات السياق إلى أنه في السنوات الماضية لم تكن هذه المسألة تطرح إشكالية في مجتمعنا، ولكن الآن مع العصرنة انتشار التكنولوجيا والتحرر وظهور الانترنيت، اصبحت تشكل خطورة كبيرة على مجتمعنا، حيث تدخل الى بلادنا عبر الحدود وتستهدف فئة الشباب والمراهقين، لهذا وجب إيجاد استراتيجية جديدة للمحافظة على الأجيال المقبلة.
وأضاف أن بلادنا تتعرض إلى العديد من التهديدات التي تستهدفها لهذا وجب تظافر جهود جميع القطاعات من أجل وضع حد لهذه الآفة وإيجاد الحلول والاجابات على جملة التساؤلات حول هذه الظاهرة الخطيرة الدخيلة على مجتمعنا.
قانون جديد لمكافحة آفة المخدرات
صرّح إبراهيم أفطوش عضو اللجنة القانونية لإعداد المشروع الجديد لمكافحة آفة المخدرات خلال فعاليات الأيام التحسيسية لمكافحة آفة المخدرات بالإقامات الجامعية، بضرورة إيجاد نظرة جديدة حول خطورة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا والعائلة الجزائرية، خاصة وأنها تتفاقم مع مرور الأيام، ما دفع المشرع الجزائري إلى التفكير في قانون جديد ونظرة جديدة مبينة على ثلاثة مراحل والمتمثل أساسا في الوقاية من خلال اقتراح إدخال التحاليل السلبية لعدم تعاطي المخدرات في مسابقة الإدارات، التشخيص الدوري على مستوى المؤسسات التربوية وذلك بموافقة الأولياء، والعلاج مراكز مختصة ومتابعة دائمة، ناهيك عن الجانب القمعي من خلال تشديد العقوبات في عديد القضايا، خاصة ما تعلق بالمخدرات الصلبة التي اضرت كثيرا بالأشخاص والمجتمع. مشيرا في سياق حديثه إلى أن الجزائر كانت في السنوات الماضية مركزا للعبور ولكن اليوم أصبحت للأسف بلد مستهلك وفق الاحصائيات المقدمة من طرف مختلف المصالح، وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على بلادنا.
