أحيت عائلات عاصمة الأهقار عيد الأضحى المبارك في أجواء تملؤها البهجة والسرور، تتجدد فيها تقاليد وعادات تتجذر بعودة العيد كل سنة. مع حلول صباح عيد الأضحى المبارك، وكغيرهم من المسلمين توجه السكان إلى تأدية صلاة العيد، بمصلى العيدين المفتوح على الهواء الطلق بواد سرسوف بعاصمة الولاية، في جو مهيب وصورة تبهر للمنظر الجميل، الذي ضم آلاف المصليين وهم في وضع موحد منصتين لخطبتي الإمام، ليخلص الحاضرون وفي جو يملؤه التسامح والتواصل والتآخي بتهنئة بعضهم البعض والعودة إلى بيوتهم.
بعد عودة المصلين من المصلى، يذهب كل واحد إلى منزله للشروع في إحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل، بذبح كل واحد لأضحيته بحضور أفراد عائلته، في جو تملؤه الفرحة والسرور، قبل أن يشرع السكان في تبادل الزيارة بين بعضهم البعض، في جو من الألفة والتآخي.
في هذا السياق، أكد “محمد - س« في حديثه عن أجواء وعادات اليوم الأول لـ “الشعب”، أن أول أيام عيد الأضحى، وبعد ذبح الأضحية مباشرة، يقوم كل فرد بطهي وتحضير ما يعرف لدى سكان المنطقة بـ “الملفوف” (كبدة الكبش ملفوفة بالشحم الرقيق)، ليتم تقديمه لزوار الأهل، دون الاستغناء عن كؤوس الشاي الثلاثة مرافقة الجلسات وسيدها، لتتنوع بعده الطبخات - يضيف المتحدث - وتجتمع في كونها إحدى الأكلات الشعبية الخاصة بالمنطقة وسكانها، على غرار “التقلة” أو”الفتات” “الخبز الرقيق” وغيرها.
أما في اليوم الثاني، يقول المتحدث وبعد ترك لحم الأضاحي تجف و«تنشف” جيدا، يشرع معظم السكان مع بداية الصباح بعملية تقطيع لحم الأضحية، والتصدق منها على الفقراء والمساكين، ليقوم بعدها كل واحد بإعداد الأكلة التي يشتهيها، والتي تنحصر عادة في المشوي على الجمر بمختلف أنواعه، وإعداد اللحم المطهي تحت التراب أو ما يعرف بـ “المردوم”، وهذا بعد لفه في قطعة من الورق ودفنه في مكان تم إشعال النار فيه خصيصا لذلك، ليطهى اللحم بفعل حرارة المكان، ما يجعل تحضيره يستغرق وقتا طويلا، وتتواصل الزيارات والتهاني بين السكان، واستقبال كل زائر لأخيه بطبق من اللحم المطهي بطريقة تقليدية.
هذا وشهدت أيام التشريق حركية كبيرة للسكان في زيارة بعضهم وتقديم التهاني، خاصة بين الأهل والأقارب في القرى والمناطق المجاورة لعاصمة الأهقار، لتقوية أواصر المحبة بين أفراد المجتمع، وإحياء صلة الرحم فيما بينهم.