أطلقت مديرية البيئة لولاية بومرداس بالتنسيق مع عدة قطاعات وجمعيات محلية ناشطة في الميدان حملة تحسيسية إعلامية على مستوى الشواطئ لتوعية المصطافين بمخاطر الطحالب البنية، التي بدأت تغزو الساحل الجزائري بداية من العاصمة، وهذا بهدف التعرف على مكونات ومخاطر هذه الكائنات البحرية التي قد تشكّل خطرا مزدوجا إيكولوجيا، وعلى صحة الانسان كالحساسية المفرطة وأمراض جلدية.
تطبيقا لتعليمات وزارة البيئة وجودة الحياة التي أطلقت حملة وطنية تحسيسية حول مخاطر الطحالب البنية، عبر 14 ولاية ساحلية إلى غاية 16 أوت القادم، انطلقت بولاية بومرداس حملة إعلامية مماثلة لتمس أغلب الشواطئ الكبرى المسموحة للسباحة، حيث كانت البداية على مستوى شاطئ الدلفين بتنظيم عمل تحسيسي جواري لفائدة المصطافين والعائلات بمشاركة ناشطين ومختصين في مجال البيئة وعدد من القطاعات الادارية ذات الصلة كمديرية البيئة، الصحة، الحماية المدنية، المحافظة الوطنية للساحل، المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وغيرها من الفعاليات الأخرى المهتمة بهذا المجال الحيوي، الذي يعتبر امتدادا للمحيط المعيشي والسكني للمواطن وعلى علاقة مباشرة بالصحة العامة.
وقد رفعت الحملة التحسيسية مجموعة من الأهداف والمحاور الأساسية، بناء على توجيهات القائمين على المبادرة الوطنية التي أعلنت عنها وزارة البيئة وجودة الحياة المتزامنة مع موسم الاصطياف، وما يقابله من اجراءات وتدابير وقائية وصحية لضمان سلامة المصطافين والعائلات التي تتدفق بقوة هذه الأيام على الشواطئ للاستجمام والترفيه تزامنا مع العطلة الصيفية، وأيضا التصدي لكل الآفات البيئة السلبية التي تهدد الشريط الساحلي خصوصا منها انتشار النفايات وأزمة المياه المستعملة التي تصب مباشرة في مياه البحر الى جانب ظاهرة انتشار الطحالب البنية البحرية التي بدأت تطفوا في عدة نقاط عبر الشريط الساحلي بداية من العاصمة.
وقد أكّد عدد من المختصين في مجال حماية البيئة المشاركين في الحملة، أنّ ظاهرة انتشار الطحالب البنية البحرية المتزامنة مع بداية موسم الاصطياف قد يشكّل خطرا على صحة المصطافين نتيجة الاحتكاك مع هذه الكائنات أثناء عملية السباحة، وهذا بسبب تكدسها على طول بعض الشواطئ، ناهيك عن أخطارها الصحية الأخرى كالحساسية والأمراض الجلدية، إلى جانب روائحها الكريهة التي تؤثر على راحة ونفسية المصطاف نتيجة التعفن وانبعاث غاز هيدروجين الكبريت وتلويت مياه البحر وتغيير لونه، مع انعكاسها المباشر أيضا على الحياة البحرية والأنظمة الايكولوجية.
علميا وحسب خبراء ومختصّي وزارة البيئة، فإنّ الطحالب البحرية عبارة عن كائنات حية مائية متعددة الأنواع والأشكال وحتى الألوان، تعيش في البحار والمحيطات والمياه العذبة، تقوم بعدة أدوار ايكولوجية كامتصاص ضوء الشمس وتحويله الى طاقة بفضل صبغات الكلوروفيل، وتنتشر بعدة ألوان منها الطحالب الخضراء كنبات الخس البحري، الطحالب الحمراء المنتشرة في عدة بيئات كطحالب النوري ودلسي، وأخيرا الطحالب البنية وهي أكبر مجموعة وتنتشر في المياه المعتدلة كالبحر المتوسط، وهو النوع الذي ظهر في عدد من الشواطئ الوطنية، حيث تم الابلاغ عنه لأول مرة سنة 2024 بالعاصمة وله تاثيرات مزدوجة على المصطافين وصحة الانسان وتعيق الحياة البحرية الطبيعية لباقي الكائنات بسبب انبعاث كبريت الهيدروجين، وهو غاز سام عند استنشاقه اضافة الى رائحته الكريهة.