منها التعارف وخلق جسور اجتماعية

بعيدا عن العنف.. هـذه هي فوائد الـرّياضة الحقيقية

 شكّلت ظاهرة العنف الرياضي، خاصة في السنوات الأخيرة، مشكلة مست المجتمع الجزائري على نطاق واسع، فهي بذلك تعبر عن خلل في البناء الاجتماعي، ازداد حدة مع التغير الاقتصادي، والاجتماعي والثقافي الذي فرضته التغيرات العالمية المتسارعة.
أسباب العنف الرياضي عديدة ومتشابكة، ساهمت بشكل كبير في استفحال هذه الظاهرة، لذلك فالعامل التربوي يعد أساسيا في إعادة إصلاح السلوكيات العدوانية بمختلف أنواعها، وذلك عن طريق إرساء تنشئة اجتماعية سليمة تسمح بتنظيم العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة وأفراد المجتمع الواحد في مختلف المجالات، بما فيها المجال الرياضي حتى تتحدد الأدوار التكاملية فيما بينهم وتتحدد قواعد الضبط الاجتماعي لغرض التفعيل الإيجابي لعمليات التفاعل.
دون أن نغفل الدور بالغ الأهمية لوسائل الإعلام في معالجة قضايا العنف والحرص في التعامل مع الأحداث المختلفة بشكل لا يثير النعرات والاستفزازات ولغة التحدي بين الأنصار، وذلك عبر التحلي بروح الموضوعية في نقل الأخبار وتحليل المباريات والابتعاد عما يمكن ان يفسر تحيزا أو تفضيلا لجهة على حساب جهة، وكذا معاملة الكيل بمكايلين وتصفية الحسابات الشخصية باستغلال المنابر الإعلامية المختلفة، ومحاولة الترويج، مع مؤسسات المجتمع المدني الأخرى سيما ممثلي المناصرين وجمعياتهم، لزرع ثقافة رياضية حقيقية مبنية على معايير أخلاقية تتقبل الأخر وتتقبل قانون الرياضة الذي يحوي الربح والخسارة.
فالربح الحقيقي للرياضة هو في التعارف وخلق جسور اجتماعية بين مختلف الفئات الشبانية وإشاعة أفكار التنافس الشريف والتربية والأخلاق الحسنة التي تسوق لاحقا للمجتمع من خلال المناصرين أنفسهم والممارسين للرياضة، في شكل سلوك حضاري يميز هذه الفئة، ولتمحي الصورة السوداوية التي علقت بجماهير المناصرين والتي ما تفتئ تؤكد انحرافها عن السلوك الحضاري الذي ينبغي أن تكون عليه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024