“الشعب” تقترب من يوميات الأديب علي بختاوي بالبرازيل:

رمضان في الغربة لا طعم له وقلبي معلق بالأهل

نورالدين لعراجي

تقربت “الشعب” من جاليتنا في المهجر للتعرف عن يومياتهم في الشهر الفضيل وكيف يقضون رمضان بعيدا عن الأهل ودفء العائلة، في قارات تبعد آلاف الكيلومترات، فكان حديثنا مع المبدع والفنان علي بختاوي  صاحب المجموعة القصصية “العشاء الأخير” والمجموعة الشعرية “أنا والرصيف” إلى جانب العديد من الأعمال الأدبية التي يقول بشأنها، بأنه يحاول التأسيس لنوع من الكتابة الخاصة به، دون غيره حيث يقول في هذا الصدد:« أريد مدرسة لوحدي فقط”.
إلى جانب ذلك أبرق لـ “الشعب”، بأنه يشتغل على نص روائي يقول عنه بأنه جريئ، فهو قارئ نهم يقرأ كل ما يصادف طريقه، خاصة اللغة الإسبانية التي يجيدها قراءة ونطقا إضافة إلى اللغة البرتغالية أيضا مما مكنه من نشر بعض الأسطر منها على صفحته الاجتماعية.
سألته “الشعب” عن الكيفية التي يقضي فيها رمضان بعيدا عن أسرته وأهله وهل هناك تقاليد وعادات جزائرية حاضرة في بلاد السامبا، أجابنا بأنه يقضيها في القراءة والكتابة بعد الإفطار وبما أنه فصل الشتاء عندهم يقضي نهاره القصير في الركض بعد الإفطار. ليضيف وأحيانا أقضي وقتي في الصيد بالبحر.
يقول بختاوي أنه اشترى مجموعة من الكتب باللغة البرتغالية خصيصا لكي يطلع عليها في رمضان والبعض منها حسب ما أورده لنا يتعلق بعناوين امتدت إليها يد السرقة من بعض الكتاب الجزائريين الذين، حسب قوله سوف يكشفهم، أما في ما يخص الكتاب الذين مستهم عمليات السطو فهم “تكسيرا اوساراس، كاري سليسبكتور، جولي كوتا زار “.
علي بختاوي الذي يشتغل في أعمال، حيث يدير أستوديو للتصوير، يسمح له بالتنقل والحركة كيف يشاء، وهي الحكمة التي أراد من وراءها البحث عن سر التشابه بين الفقراء من قارة إلى أخرى.
أما عن وجبة الفطور، فيقول هي قطعة حوت مع شربة،وأحيانا قطعة يبتزا، إضافة إلى السلطة التي يحضرها بنفسه، مع مشروب “قورانا “ الذي لا يتواجد في أي بقعة من العالم سوى في بلاد السامبا، فهو حسب قوله يقوي البدن، ناهيك عن الفواكه والمونغا والبطيخ الذي يميل إليها كثيرا.
 أما فاكهة العنب فيقول عنها بأنها غالية، أما في ما يخص اللحم فيجيب بأن البرازيل لا يعتمدون الذبح الإسلامي، بل يقطعون رأس المذبوحة مباشرة معلقا في هذا السياق “هناك ديانات عديدة وأجناس عديدة  وفوضى حياتية لا قبل لنا بها” في المقابل تتواجد الطريقة الإسلامية بمدينة ساوباولو.
صاحب المجموعة “أنا والرصيف” وفي حديثه يقول أنه أحيانا ما يتصادف بأسئلة تستفسر حول صيامه، فسرعان ما يجيب سائليه بأنه يصوم ليشعر مثلما يشعر به الفقير عندما لا يجد وجبة واحدة في اليوم، إضافة للفوائد العديدة منها علاج لبعض الأمراض المزمنة، يقول أنه برحمة الله تعالى هناك من دخل في الإسلام بفضل هذا الجهد النفسي.
وحول من يجتمع معه على مائدة الإفطار، ذكر بأنه يفطر لوحده، بسبب تواجد عائلته الصغيرة وأبنائه في ارض الوطن، ويقول أنه صعب جدا أن يكون قلبك معلقا هناك، ونصفي الأخر مرتبط بعملي ومصدر رزقي بالبرازيل، حيث كانت أخر مرة يجلس معهم قد مضى عليها خمس سنوات، ماعدا عن طريق التواصل الاجتماعي
والسكايب، مبررا ذلك بتوفير وضمان عيشهم فرغم البعد والغربة يحاول ان يقاوم الوحشة والحنين بحمل الناي والعزف عبر بحوره، إلى أن يصل إلى منتهى النفس لحظة اصطدامها مع الواقع، حيث يقول بأن ذلك صعب جدا على شخص مرهف الحس ويحمل مشروع كاتب بين أحضانه.
وعن السر الذي يجمعه مع الناي في كل خرجاته ولحظات الخلوة وفي العمل والشارع، أردف لنا الأديب علي بختاوي، بأنه القطعة الموسيقية الوحيدة التي ينفخ فيها الإنسان من نفسه، لترد عليه نفس التقاسيم التي نفخها بشكل موسيقي رائع لا مثيل له، حسب قوله فهي عملية تبادلية جميلة وحساسة.
أما في رده عن الجالية الجزائرية المقيمة هناك أو العربية منها، هل هناك مواعيد معينة تجمعهم مع بعض في إطار الزيارات أو المناسبات أو غيرها، ذكر بأنه يتواجد في مدينة مكايي وهي قريبة من العاصمة ريودي جانيرو لا تتواجد بها الجاليات العربية أو المسلمة، بالتالي وجد نفسه لوحده وهنا يروي قصة طريفة حدثت له عندما التقى فتاة ليبية بمكايي ولكنه شتمها عندما حاولت سب الجزائر بلد المليون ونصف مليون من الشهداء.
قال بختاوي بأن الجالية العربية تتواجد بكثرة في مدينة  ساوباولو، هذه الأخيرة تعتبر دولة نظرا لمساحتها وكثرة العمران بها وسكانها يدينون بديانة “الماكي”، بحكم انها تبتعد عن مقر إقامته بـ160 كلم فهو يزورها باستمرار، لان المدن البرازيلية مغرية جميعها، مثل “ كوريتيبا، باهيا، فيكتوريا، أسبريتو، سانتوس”، يضيف إن ما يشدك إلى هذه المدن هو الطبيعة الخلابة والجميلة إلى حد الذهول، رغم تفاوت الفصول بين القارتين، ففي الوقت الذي ننعم نحن في شمال إفريقيا بفصل الصيف، عندهم قساوة فصل الشتاء، فعبر كل 15 يوما مثلا تمطر السماء .
عرج بختاوي أثناء حديثه عن مدينة ساو بالوا معتبرا أن نسبة الجريمة بها مرتفعة بقوة حيث أفادنا أنهم يمثلون ما يقارب 56 بالمائة ممن يقتلون في امريكا اللاتينية في السنة، فان البرازيل تتقدمهم بسبب الفقر والمخدرات، وهي نسبة يعلق عليها أكبر بكثير من العمليات الإرهابية  التي تقع في البلدان العربية، معربا ان هذا الرقم لم ينتبه اليه أي أحد ليتساءل في الأخير، حول سكوت وسائل الأعلام وامتعاضها في الحديث عن هذه الأرقام من القتلى في القارة الأمريكية، ويحلو لهم الحديث عن البلدان العربية.
هذا الموقف في الدفاع عن الأمة العربية والدين الإسلامي يقول بختاوي تحتم عليه غلق كنيسة مقابلة للمستشفى، لأن وسائل الإعلام لا تجرأ ان تدخل الأحياء القصديرية أو كما تسمى بالبرتغالية  “الفافيلا “، فهم يكتفون بنقل  الأنباء عن بعد فقط، لهذه الأسباب تنام المدينة باكرا في العاشرة ليلا.
أمل حول مشاريعه المستقبلية في الادب والترجمة، وزيارته للجزائر، قال بختاوي بأنه سيكون حاضر خلال معرض الكتاب الدولي في الجزائر، لكي يقوم بالترويج لرواياته ومجموعاته الشعرية والقصصية، إلى جانب الترجمة من العربية إلى البرتغالية، من بينها مجموعة الشاعر عمار مرياش “اكتشاف العادي” ومجموعة شعرية للشاعرة سناء من لبنان ومقيمة بالمغرب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024