إعتماد .. سبيل الحوار

المدية: علي ملياني

 أظهرت مواقف عرفتها بعض مناطق ولاية المدية، تلك العلاقة المضطربة بين المواطن والإدارة بالولاية، بسبب غياب لغة الحوار والتراكمات المتوارثة على الصعيد العلائقي بين الطرفين، أو على مستوى التركيبة البشرية للمرفق الواحد.

عملت هذه المواقف التي تابعت بعضها يومية «الشعب» على خلق العديد من حالات التجاذبات و الملاسنات والانسدادات وحد الغلق للمرفق العام إلى جانب توقيف الخدمة العمومية إلى أيام ببعض البلديات بداخل مجالسها الشعبية، مثلما عاشته بلديات قصر البخاري، الزوبيرية و شلالة العذاورة، خلال هذا العام، إلى حد تقديم رئيس البلدية الأولى لاستقالته للجماعات المحلية بصفة رسمية، واعادة انتخاب رئيس البلدية الثانية من بين الكتلة وتعيين مكلف بالتسيير بالبلدية الثالثة، بعد تراجيديا كبيرة تكبدها المواطن لعدة أسابيع،  أو وسط المرفق العام الاقتصادي نظير عدم مواكبته للحاجيات المشروعة للفرد، كما هو الحال بالنسبة لعدة مؤسسات كمصنع بوفال المتخصص في انتاج المضخات بالبرواقية.
 ووجد بعض رؤساء البلديات الفقيرة والغنية، على حد سواء، ذريعة حالات القلق التي يعبر  عنها المواطن بشكل يومي للهروب والتنصل من واجباتهم ومسؤولياتهم رغم الحاح السلطات المحلية على هؤلاء على فتح أبواب الحوار الصادق والجدي في إطار ما يسمى بالديمقراطية التشاركية،  بغية إعادة بناء تلك العلاقة المتصدعة بين الإدارة و المواطن، بما يسمح لهذا الأخير من أداء مهامه الاجتماعية والمشاركة في الجانب الإنمائي رفقة الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية.
 اعتبر الموظف الشاب « ر.ب»  اطار ببلدية العوينات جنوب الولاية، بأنه في الوقت الذي تعد البلدية، بحسبه، هي تلك المؤسسة الكبرى التي تحتل مكانة أساسية في حياة المواطن، و لا يمكن الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال، غير أن  ذلك لم يمنع من تسجيل عدة مواقف كان ضحيتها المواطن البسيط والمسؤول على حد سواء،  بسبب الإقدام  على غلق البلديات أو الدوائر أو قطع الطرقات  نظير حالة غضب جراء المحاباة  في  توزيع السكن أو القطع  الأرضية أو ندرة الماء  والغاز والنقل المدرسي أو غياب الطرقات، من منطلق أن ذلك بات مرتبطا بإختلال الثقة بين المصالح الشخصية لبعض الأفراد المكونين للمجلس الشعبي البلدية والفرد، حيث تسبب ذلك في تحطم الثقة بين البلدية ومحيطها الخارجي، وقد تعممت هذه السلوكية على جميع العمال في البلدية، مشيرا محدثنا بأن قدرة أي منتخب على إقناع المواطن هي الأساس في كسب ثقة هذا الأخير، كما أن اتباع أسلوب الخداع والكذب والمراوغة هو الشيء الذي كان  ولايزال وراء  احتدام الوضع  وزاد الهوة اتساعا بين الطرفين، بالإضافة إلى أخطاء المجالس السابقة التي رهنت  هذه المجالس البلدية الحالية إلى حد ما ، فضلا على  غياب التكوين القاعدي لدى غالبية المنتخبين جراء سوء الإختيار.
 اقترح ذات المتدخل اعتماد المرفق العام لسبيل الحوار من خلال تفعيل عمل الجمعيات ولجان الأحياء ، بإعتبار أن هذه الأخيرة مطلعة على المطالب الأساسية للساكنة بحكم قربها واحتكاكها المباشر بالمواطن، إلى جانب تكريس حق المواطن في حقه بالإعلام الجواري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024