سيدي عايد حي وسط بساتين متيجة

صرخة سكان أنهكهم انعدام المرافق الخدماتية

البليدة: لينة ياسمين

يطالب سكان الحي العتيق، سيدي عايد، ببوفاريك، أن يستفيدوا من مشاريع عاجلة وبالخصوص النقل المدرسي، ومؤسسات تربوية، تبعد عنهم عناء قطع الطريق لمسافة طويلة، وسط خوف الحيوانات المتشرّدة والمنحرفين، وفضاءات رياضية وثقافية.
يتموقع حي سيدي عايد الآهل بما لا يقل عن 4 آلاف نسمة بين بساتين سهل المتيجة، والزائر يجوب الحي المترامي الأطراف بحضن السهل الخصب، عليه أن يسير بملكية ترابية أو معبدة نسبيا، لأن الحفر والأوحال والغبار، أصبحت صفة واقع يلازمهم، مثل ما هو عليه الحال بحي التجزئة لـ 400 مسكن، أما حال الأرصفة فهي كارثية، عثرات خلال المسير، واضطرار المرور عبر الطريق، لتفادي السقوط والقمامة المترامية في غالبية الزوايا، بل وحتى أمام مدرسة الابتدائية الوحيدة، والويل لمن خرج في الظلام، فعليه أن يتدبر أمره مع إنارة الطريق، والبحث عن جار لديه مركبة، ينقله بها إلى مقصده، و بالأخص إن كان الأمر يخص أمرا طبيا مستعجلا، لأن المستوصف أو ما يطلق عليه العيادة، فهي خاوية على عروشها، وبالكاد تكون هيكلا بدون أبسط الخدمات الصحية البدائية.
يضيف بعض الأولياء و سكان حي سيدي عايد، أن الأمر ليس سهلا، أن تعيش وسط حي تبعد عنه مؤسسات تربوية متوسطة و ثانوية، مسافة لا تقل عن 4 الى 5 كيلومترات، والنقل غير متوفر، أين اعترفوا بأن أبنائهم منذ سنوات، وهم يجبرون على قطع تلك الكيلومترات مشيا، ذهابا وإيابا، والمحظوظ من استقل سيارة «كلونديستان « ودفع دنانير أنهكت كاهل الأولياء للوصول إلى المتوسط و الثانوية بقلب مدينة بوفاريك، بعد أن كان منهم من يقطع مسافة بعيدة أخرى إلى بئر توتة للتمدرس هناك، واللافت في رحلات التمدرس أن أطفالهم يغادرون الحي في الظلام تقريبا ولا يعودون إلا مع حلول المغيب، خصوصا في فصول الخريف والشتاء ومطلع الربيع.
 أما صغارهم بالطور الابتدائي، فأحوالهم ليست بالمفرحة أيضا، لأن المدرسة القديمة تم الاستيلاء عليها وتحولت إلى مساكن، أما الجديدة، فهي أصبحت مكتظة، لأنها المدرسة القريبة من عدد من الاحواش و التجمعات السكنية، ويأتي إليها أطفال متمدرسون بأعداد تفوق طاقتها، متحملين أيضا متاعب الوصول إليها و أخطار الطريق و هجومات الحيوانات المتشردة، في غياب نقل التضامن، و الذي كما قال أحدهم، أصبح مشهدا تلفزيونيا، يرونها عبر نشرات الأخبار فقط.
 لا يتوقف ممثلو الحي عن التعبير عن مدى استيائهم، من التهميش، بالرغم من محاولات بعض الأولياء التطوع وتنظيف المحيط العام ودهن الجدران، و مدرسة الحي الابتدائية، و يعترفون بأن الحي أنجب أسماء أبطال في رياضة  «الكاراتي» ، محليا و وطنيا و قاريا، و نالوا الذهب، إلا أن التهميش جعل بعض أولئك الأبطال يقعون في صدمات نفسية، لعدم استذكارهم ولو بشهادة عرفان، خصوصا و أنهم رفعوا ألوان الراية الوطنية الجزائر، مثل ما حصل العام الماضي 2018 بتونس، مع التأكيد على أن ذلك كان من مالهم و مساعدة الأولياء، و هؤلاء الأبطال ومكتشفوهم و مربوهم ، يحلمون باستكمال اشغال قاعة الرياضة بالجوار، و بفضاء محفز و مشجع ، كما يتمنون و يرغبون في ان تتجدد شبكة مياه الشرب، و ينتهي معها كابوس التذبذب وبالأخص في أيام الصيف الحارة، أين يصبح الطلب على هذه المادة مضاعفا، وهم في جميع الاحوال، يتمنون أن تتحقق مطالبهم البسيطة و أن تؤخذ بعين الاهتمام هذه المرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024