إرتياح كبير لدى المواطنين والتجار بعد إستئناف النشاطات التجارية، التي تم غلقها في إطار مواجهة تفشي وباء كورونا، تقاسمها أصحاب المحلات بشارع ديدوش مراد، حسيبة بن بوعلي والعربي بن مهدي وسط العاصمة، مؤكدين تقيدهم بإجراءات التباعد الإجتماعي والنظافة، وفقا للتعليمة الصادرة في تاريخ 13 جوان الجاري.
قابل قرار إستئناف النشاطات الإقتصادية والتجارية والخدماتية شرط التقيد بإجراءات إحترازية، إذ تُلزمهم بضرورة التقيد الصارم بقواعد، للحد من إنتشاره، كما شكل القرار متنفسا لأصحاب المهنة، بعد أن تكبدوا خسارة كبيرة، معتبرين إياها بالخطوة التي من شأنها أن تضع حدا للآثار الاقتصادية والإجتماعية المترتبة عن إجراءات إحتواء فيروس كورونا.
أبرز عدد من التجار في حديث لـ «الشعب»، عن معاناتهم الكبيرة بعد قرار غلق محلاتهم حيث إضطروا لإخراجها وبيعها بالخسارة، غير أن عودتهم لنشاطهم مجددا يبقى خطوة مهمة في انتظار عودة الحياة الى طبيعتها مجددا.
في هذا الاطار، أكد التاجر أحمد أنه ورغم كل الخسائر إلا أنه إستبشر خيرا بعد مزاولته لنشاطه، حيث وجدناه في قمة السعادة وهو يقوم بتنظيف وتعقيم محله وفق الشروط الصحية لإستقبال الزبائن، أما محمد صاحب محل لبيع ألبسة الأطفال حديثي الولادة وجدناه مبتهجا بعد تمكنه من بيع بعض القطع، حيث أكد لنا قائلا: «ينتابني إحساس وكأني ولدت من جديد».
نفس الشعور عبّر عنه التاجر كمال صاحب محل بيع الأحذية بشارع ديدوش مراد، الذي تقاسم هوالأخر فرحته مع زملائه، وعن طريقة البيع التي سيتبعها من أجل التقيد بكافة الإجراءات المعلن عنها من قبل السلطات، قال إن تجريب وقياس الأحذية لا بد من أن يتم باستعمال أكياس تكون ذات الاستعمال الواحد مع الحرص على تعقيم اليدين بالمطهّر كلما تم لمس حذاء معين مع شريطة أن لا يتجاوز عدد الزبائن داخل المحل إثنان، على إعتبار أن مساحته لا تكفي لأكثر من ذلك من أجل احترام مسافة التباعد الاجتماعي مابين الزبون والأخر.
من جهتهم، ثمن أصحاب محلات حلاقة النساء استئنافهم لنشاطهم بعد طول انتظار كبدهم خسائر كبيرة خاصة للمعنيين بالكراء، حيث كانوا يدفعون الإيجار دون تحصيل مداخيل، مؤكدين احترامهم لمعايير النظافة والتعقيم وإلزامية ارتداء القفازات والكمامات وفتح الشبابيك مع محاولة التعامل بالمواعيد من أجل تفادي الازدحام داخل المحل.
ثمّن المواطنون، من جهتهم، قرار تقليص ساعات الحجر من أجل تفادي الازدحام الذي كان مسجلا، حيث كانوا يدخلون ويخرجون في وقت واحد لضيق الوقت، كما اعتبروا قرار إستئناف النشاطات التجارية والخدمات العمومية بمثابة المتنفس لهم.
وإن تم تسجيل خلال جولتنا حركة محتشمة للزبائن عبر المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس، إلا أن التجار يصفونها بالظرفية، والمواطن سيعتاد مع مرور الوقت خاصة وأن حركة النقل لا تزال محتشمة، حيث لم يتم استئناف حافلات النقل الخاصة بعد.
يبقى التقيد بالإجراءات الوقائية الرهان الوحيد للحد من إنتشار الوباء، حيث تسود بعض المخاوف من عدم إحترامها والتكاسل بالعمل بها مع مرور الوقت وهنا أبدت المواطنة جميلة عن تسجيلها لعدم اكتراث الباعة خاصة ما تعلق بإرتداء الكمامات واحترام مسافة التباعد الاجتماعي.