« الشعب» تستطلع واقع بلدية إيلولا أمالو بتيزي وزو

المسؤولون المحليون يطالبـون بتدعيم ميزانية التنمية

تيزي وزو :ضاوية تولايت

المشاريـع الجواريـة في حاجة إلى متابعـة صارمـة

تعد بلدية ايلولا اومالو التابعة إداريا لدائرة بوزقان الواقعة على بعد 55 كلم عن مقر ولاية تيزي وزو من أهم بلديات المنطقة ،حيث تحتوي على وعاء عقاري كبير، من شأنه أن يحتضن العديد من المشاريع التنموية الهامة، والتي ستخرج المنطقة من بقعة النسيان خاصة أنها تواجه عدة نقائص عكرت صفو حياة المواطنين ،إلا أن غياب الإرادة في استغلال هذه الأراضي، بما يعود بالفائدة و النفع العام جعلها تصنف من البلديات الاشد فقرا على مستوى الولاية . 
أكد سكان المنطقة الذين إلتقتهم «الشعب» أن الميزانية المخصصة من طرف السلطات الولائية للمنطقة من أجل الدفع بعجلة التنمية لا تستجيب للتطلعات والبرامج المسطرة بدليل الركود التنموي الذي تشهده جل البلديات عبر إقليم الولاية،حيث دعا السكان السلطات الولائية إلى توزيع الميزانيات حسب كثافة السكان لكل منطقة لرفع الضغط عنها ومرافقتهم في حل انشغالاتهم العالقة ،التي لن تكون إلا في ظل التسيير الأمثل للبلدية .
و استنادا لرئيس البلدية السيد « بلكالم مجيد » فإن ميزانية البلدية غير كافية  لتجسيد المشاريع التنموية الواعدة ،حيث قال في هذا الشأن لقد طالبنا السلطات الولائية بإعداد بطاقات فنية بميزانية لا تتعدى 2 مليار سنتيم، وذلك بمراعاة عدد السكان الذي يزيد عددهم عن 14 ألف نسمة ،متسائلا هل ميزانية كهذه كفيلة بخلق التنمية المستدامة ؟ “.
وأمام هذه الوضعية أشار محدثنا إلى تقسيم هذه الميزانية حسب الأولويات مركزا على القرى النائية ،حيث قال أن الميزانية التي تحصلت عليها البلدية خلال السنة الجارية خصصت لاستدراك النقائص التي تعاني منها أربعة قرى ،على أن يتم تخصيص الميزانيات التي ستستفيد منها البلدية مستقبلا لقرى أخرى بالمنطقة  كونها الوسيلة الوحيدة لتفادي الانزلاقات والحركات الاحتجاجية التي يلجأ إليها السكان للتنديد بمشاكلهم الاجتماعية .
 وفي السياق ذاته أضاف أن الميزانية تستجيب فقط للمصاريف المتعلقة بتسيير الشؤون الإدارية أما التجهيزات فتبقى قليلة، فهذه الميزانية بمثابة ذر للرماد في العيون، وتدفع المنتخبين إلى التعامل بنفس الطريقة مع المواطنين ،خاصة وان المشاكل المطروحة في جل القطاعات لا تعد و لا تحصي .
   واستفادت بلدية إيلولا أمالو من مشروع الغاز الطبيعي حيث تم ربط نحو ثلاثة قرى من أصل 17 قرية وتتمثل في كل من قرية ثخليجث، تبودا، سوق لخميس، وقد بلغ  عدد المنازل الممولة بهذه المادة الحيوية ب 600 منزل أي بنسبة لا تتجاوز 10 في المائة ،وهي نسبة قليلة مقارنة بعدد السكان والقرى المتبقية.
حيث أن العديد من العائلات لاتزال تعاني أشد المعاناة نتيجة افتقارهم لهذه المادة الحيوية خاصة في فصل الشتاء التي يزداد الإقبال عليها كون المنطقة تعرف بتضاريسها الصعبة و موقعها الجغرافي الذي يتوسط جبال جرجرة، ما يجعل الشتاء جد بارد بالمنطقة، حيث وعدت كل من السلطات المحلية والمسؤوليين الولائيين بادراجها  ضمن القرى المتبقية للاستفادة من الغاز الطبيعي خلال الشطر الثاني لمشاريع ربط الغاز عبر الولاية و التي ستنطلق خلال السداسي الأول للسنة الجارية، إلا أن ذلك لم يتم تنفيذه بعد حيث لا يزال أهالي المنطقة يتجرعون معاناة انعدام الغاز الطبيعي .
ولاتتوقف معاناة السكان عند هذا الحد بل غياب الكهرباء مشكل آخر عكّر صفو حياة السكان، حيث طالبوا  شركة توزيع الغاز والكهرباء للوسط بإدراج توسيع شبكة الكهرباء بالمنطقة لتمكين ما يتراوح بين 300 إلى 400 عائلة  من الإستفادة لتمكين هذه العائلات الشموع ،فهي لا يمكنها أن تقوم بربط منازلها بالكهرباء نظرا لبعدها عن المحولات الكهربائية التي تتوفر عليها البلدية إلى جانب تضاريسها الجبلية الصعبة .
وقد ناشد السكان السلطات اتخاذ إجراءات لتحويل الأعمدة الكهربائية ذات الضعط المرتفع و التي تتواجد بالأراضي الفلاحية  وجعلت عملية استغلالها شبه مستحيلة ، وذلك بتمرير الكوابل الكهربائية ذات الضغط المرتفع  من جوف الأرض لتفادي الأضرار التي لحقت بهذه الأراضي ولتمكين الفلاحين من استغلال خيراتها خاصة وأن المنطقة تملك أراض فلاحية شاسعة تستدعي العناية للنهوض بالتنمية المحلية .
ندرة المياه تعكر يوميات السكان
 وأكد رئيس لجنة القرية أن السكان يجبرون يوميا على رحلات بحث عن المياه الصالحة للشرب، حيث أكد محدثنا أن مشكلة انعدام المياه الشروب من أهم العقبات التي تواجه سكان المنطقة خاصة مع اقتراب حلول فصل الصيف، حيث تزداد الحاجة إلى هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفا أن مضخة اقروش  تعد المصدر الأساسي لتمويل السكان، والذي لم يعد  قادرا على تغطية الطلبات نظرا لتزايد العرض عن الطلب، وانخفاض منسوب مياهه خاصة في فضل الصيف .
ولوضع حدّ لهذه الخلافات و إيجاد حل لمشكلة ندرة المياه استنجدت السلطات المحلية ببلدية ايللتن ولكن بعد الانفجار المائي الذي لحق بالمنطقة والذي تسبب في انجراف التربة تلوثت مياه المنبع ،وتم إنجاز مضخة أخرى بواد لخميس إلا أنها مضخة صغيرة غير قادرة على تلبية متطلبات السكان خاصة في فصل الصيف ،نظرا لعدد المهاجرين الذين يعودون إلى ديارهم لتمضية عطلهم إلى جانب الأعراس و المناسبات التي تكثر خلال هذا الفصل .
وعليه طلب السكان من مديرية الري أن تفيَ بوعودها المتمثلة في إعادة شبكات توزيع المياه التي تشكو تصدعات وتشققات حادة ما يسبب ضياع نسبة كبيرة من المياه في الخلاء ، إلى جانب الإسراع  في استغلال المياه الجوفية المتواجدة بمنطقة آيت علي محند وتيزي فرث، مثمنين جهود المديرية في هذه العملية حيث انتقلت إلى المنطقتين المذكورتين وعينت شركات مختصة لاستغلال المياه الجوفية ،مشيرين أن بلدية إيلولا أمالو غنية بالثروة المائية إلا أنها غير مستغلة .
كما طالب السكان من جهة أخرى بضرورة تجديد قنوات الصرف الصحي،وذلك بتخصيص ميزانية مالية لهذا الغرض باعتبار أن الميزانية التي تستفيد منها البلدية غير قادرة، على تغطية مشروع بهذا الحجم ،مؤكدين أن مشروع إعادة إصلاح شبكة الصرف الصحي من أولويات البلدية بحيث أدرجت في برنامجها دراسات في هذا الشأن،لوضع حد للمياه القذرة التي تغمر شوارع وأزقة عدة قرى ،وتفادي الأمراض و الأوبئة المترتبة عنها .
   وعبّر رئيس البلدية عن قلقله إزاء الانجراف الذي لحق الطريق الولائي رقم 12 والذي يشكو تصدعات على مسافة 24 كلم منذ العاصفة الثلجية لسنة 2012، حيث تولت مديرية الأشغال العمومية حينها مهمة إصلاحه و إعادة تزفيته، وأسندت المشروع لشركتين مختصتين في الأشغال العمومية، وقد تولت إحدى الشركتين إصلاح الشق الرابط بين مركز البلدية و الطريق الولائي رقم 12 ومنحتها 3600 طن من الزفت، أما الشركة الثانية فدعمتها بـ 4900 طن من الزفت والتي تولت إعادة إصلاح بعض الأجزاء انطلاقا من مركز البلدية باتجاه شلاطة، ولكن سرعان ما تدهور الطريق وعاد إلى وضعيته، وذلك لعدم المتابعة الميدانية للمشروع ، محملا مقاطعة عزازقة  المسؤولية كونها المطلعة على الشروط المحددة في مثل هذه الاتفاقيات، مع وجود جزء على وشك السقوط من الجهة السفلية للطريق بعد انزلاق التربة الذي لحق المنطقة خلال العاصفة الثلجية لسنة 2012، والتي تستدعي الهدم الاستعجالي لتفادي ما لا يحمد عقباه ، و بالرغم من الشكاوي المتكررة إلا أن نداء النجدة لم يلقى آذانا صاغية، مبديا مخاوفه مما يخلفه انهيار هذ ا الجزء  في أية لحظة.
وكما تتواجد معظم الطرقات المؤدية إلى قرى البلدية في وضعية كارثية على سبيل المثال طريق ابوراس باتجاه مدرسة شلاطة ،الطريق البلدي باتجاه قريتي تبودا وقيد الساحل ،طريق آيت اعلي محند باتجاه حيجب ما سبب عزلة هذه المنطقة نهائيا عن العالم الخارجي ،إلى جانب الطريق الرابط بين قريتي اقرعوان ثغزوث ببلدية ايللتين .
داعيا مديرية الأشغال العمومية لتولي عملية تزفيت هذه الطرقات لفك العزلة عنها  نظرا لأهمية شبكة الطرقات في دفع وتيرة التنمية المحلية .
  نقائص بالجملة بالقطاع الصحي
 قصد مرافقة المرضى و توفير العناية الصحية اللازمة،تنازلت بلدية إيلولا عن المركز البلدي القديم سنة 2007 لصالح مديرية الصحة من أجل ترميمه و إعادة تهيئته وتحويله لعيادة متعددة الخدمات،إلا أن هذه العيادة لا تزال ورشة بناء إلى يومنا هذا، وقد حمّل رئيس بلدية إيلولا أمالو مديرية الصحة مسؤولية تماطل و تأخر الأشغال داعيا إلى انتهاج سياسة جديدة لإنعاش الصحة الجوارية ، وذلك بإسناد مشاريع ذات الخدمة العمومية لشركات إنجاز مختصة في المجال ، من أجل رفع الغبن عن المرضى في انتظار إنجاز مستشفى بمنطقة بوزقان الذي يعد حلما ينتظره أهالي المنطقة و الذي أقرّه الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة لولاية تيزي وزو بعد إلحاح 4 رؤساء لبلديات تنتمي لدا ئرة بوزقان.
 وكما عرج المتحدث على الحالة المزرية لقاعات العلاج التي تتوفر عليها البلدية على غرار قاعة العلاج لقرية بوبهير والتي قال عنها أنها تصلح لأن تكون كل شيئ ما عدا قاعة علاج نظرا لتدهور أوضاعها ،و الوضع مماثل حسب نفس المسؤول بالنسبة لقاعات العلاج لكل من قرية آيت علي مجيد ،وآيت عزيز ما جعل أهالي هذه القرى ينتقلون الى قاعات العلاج السبعة المجاورة لتلقي العلاج اللازم  لأنها الوحيدة التي تمكنت من المواظبة و المداومة اليومية ،إلى جانب توفرها على التجهيزات والإمكانيات الطبية اللازمة لتقديم خدمات صحية للمرضى .
  ووجّه رئيس بلدية إيلولا أمالو نداءا استعجاليا لمديرية التربية لولاية تيزي وزو لاستعجال أشغال الثانوية الجديدة التي تنجز على أرضية الثانوية القديمة والتي يزاول فيها تلاميذ المنطقة دراستهم ، بالرغم من المخاطر المترتبة عنها كونها ثانوية من البناء الجاهز والمعروفة بإطلاق مادة الأميونت و التي تتسبب في أمراض مميتة ،مؤكدا أن أشغال الجناح البيداعوجي لابد أن تنتهي مع الدخول الاجتماعي المقبل لتمكين التلاميذ من تلقي دروسهم بشكل طبيعي  في انتظار تهديم الأجنحة الأخرى وإنجاز مكانها أقسام ومخابرتليق بتلاميذ المنطقة .
 وكما كشف المتحدث عن مشاريع أخرى تعززت بها البلدية بغية إعطاء إطلالة جديدة للمؤسسات التربوية للمنطقة حيث تم تخصيص مبلغ 200 مليار سنتيم لإنجاز إكمالية جديدة بمنطقة اقوسيم ، بعدما قررت السلطات نقل التلاميذ لمزاولة دراستهم باكمالية محند ايدير المتواجدة بتابودة مركز، بغية تهديم الإكمالية القديمة المصنوعة من البناء الجاهز واستغلال أرضيتها في إنجاز إكمالية جديدة تتوفر على جميع المواصفات الضرورية .
بلدية إيلولا أمالو حسب المتحدث تتوفر على 11 ابتدائية باستثناء مدرسة لمصلي والتي تم غلقها بسبب نقص عدد التلاميذ بعد عملية النزوح الريفي التي شهدتها العديد من القرى المجاورة ، وتم خلال السنة المنصرمة تدعيم جميع هذه المدارس بأجهزة تدفئة لضمان جو دافئ داخل الأقسام وتمكين التلاميذ من تلقي دروسهم في أحسن الظروف ،خاصة و أن المنطقة معروفة بطقسها البارد وعواصفها الثلجية ،و لتحسين الوجبات الغذائية خصصت سلطات البلدية ميزانية 275 مليون سنتيم خلال السنتين الأخيرتين و ذلك بعدما لاحظت رداءة في نوعية الوجبات المقدمة لهم سواء من حيث الكم أو النوع ، في ذات الوقت  وعد رئيس مصلحة التجهيزات لمديرية التربية بالتكفل بجميع النقائص المطروحة كتدعيمها بغرف التبريد لتفادي حالات التسمم الغذائي .
أما فيما يتعلق بالنقل المدرسي فرئيس البلدية قال أنه تمكّن من توفير النقل لحوالي 1000 تلميذ و قد خصصت لهذا الشأن ميزانية مليار سنتيم سنويا،و التي خصصتهاالبلدية لدفع حقوق الناقلين الخواص الذين أبرمت معهم اتفاقية لتولي مهمة نقل التلاميذ، داعيا السلطات المعنية لتدعيم البلديات بحافلات إضافية لتمكينها من التكفل بنقل جميع التلاميذ دون اللجوء إلى القطاع الخاص.
  نشاط جمعوي كثيف يفتقر للمرافق
  تعد بلدية إيلولا أمالو من بين البلديات التي  تعرف ديناميكية ونشاطا كثيفا في المجال الثقافي والرياضي على مدار السنة، حيت تشرف الجمعيات الثقافية والرياضية على إعداد عدة تظاهرات ثقافية على غرار عيد التين المنظم بقرية لمصلي ،الجبة القبائلية بقرية احمزيون ، مهرجان الموسيقى الحديثة المنظم بقريتي لمصلي و مزعنة ،كما تشرف جمعية اقران بقرية آيت لحسن على تنظيم أيام المسرح الجهوي تشارك فيها جميع الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي عبر ولايات الوطن ، وذلك بغية فك العزلة عن هذه المناطق النائية و الحفاظ على الموروث الثقافي المستمد من أصالة وأعماق جرجرة العريقة .
البلدية تتوفر على نحو 16 وحدة لدور الشباب التي استغلت من طرف هذه الجمعيات و لكنها تفتقر للتجهيزات و الإمكانيات اللازمة التي من شأنها أن تحفز هذه الجمعيات على العطاء و النشاط في مختلف تخصصاتها الثقافية نظرا للخدمات التي تقدمها لشباب المنطقة في تفجير مواهبهم و تأطيرهم و تطويرهم ، عسا أن تتحول هذه المواهب يوما ما إلى مهن تنفعهم في المستقبل .
حيث دعت هذه الجمعيات السلطات إلى تدعيم البلدية بمركب للشباب يتوفر على جميع الإمكانيات خاصة جناح للإيواء و مكتبة و شبكة اتصالات و قاعات للتدريس وذلك لمواجهة جل المشاكل التي تواجهها أثناء إعداد مختلف التظاهرات .
 وكما تتوفر البلدية على عدة فرق رياضية تشارك في العديد من التظاهرات عبر الوطن خاصة رياضة الكينكفو ،وغيرها من الرياضات وتحصّلوا على عدة ألقاب على المستوى الوطني و الإفريقي ، حيث تتوفر المنطقة على 15 أرضية لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية إلى جانب ملعب بلدي  خصصت له ميزانية 200 مليار سنتيم من أجل توسيعه وتدعيمه بمدرجات، و الأشغال لا تزال قيد الإنجاز ، هذا الملعب سوف يعيد أمجاد فريق كرة القدم للمنطقة الذي أهدى عدة تتويجات للمنطقة في سنوات التسعينات ،ولكنها اندثرت بسبب قلة الدعم و المساندة و نقص الإمكانيات اللازمة، حيث دعا السطات إلى استغلال العقار  و الاستثمار في المجال الرياضي لتأطير الطاقات الشبانية ..

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024