30 حرفيا بغرداية بمعرض الصناعات التقليدية

مطالبة بتثمين دور العائلات الناشطة في الحرف

غرداية: ع.ع

شارك أزيد من 30 حرفيا بغرداية في معرض للصناعات التقليدية والحرف المنظم إحياء لليوم الوطني للسياحة المصادف ليوم 25 جوان من كل سنة، بقاعة دار الشباب الأمير عبد القادر وسط مدينة غرداية.
ينشط هؤلاء الحرفيون في مجالات متعدّدة، على غرار النسيج والخياطة التقليدية، صناعة الزرابي، الأحذية والنعال الجلدية، والأواني التقليدية باستعمال الحلفاء والفخار والجلد، وكذا صناعة الحلويات والمشروبات التقليدية على غرار «تكروايت» المشهور في المنطقة، ومنتجات التمر، والعسل الحر، وكذا الزعفران.. وغيرها من المنتجات التي تنتج محليا من خلال الحرف اليدوية التي تزخر بها غرداية، بالإضافة إلى وكالتين سياحيتين تنشطان بالمنطقة.
وبحسب المكلف بالإعلام في هذا المعرض، فإن إحياء هذا اليوم الوطني الذي يحمل شعار «السياحة الداخلية تحدي اليوم ورهان الغد»، يأتي ليسلّط الضوء على أهمية الصناعات التقليدية والحرف، لتنشيط السياحة بمختلف أشكالها في ظلّ التأثيرات الواضحة على القطاع التي طالت الإنتاج والأسواق.
وأضاف مرموري بأن هذه المناسبة عرفت أيضا عرض لمختلف إنتاجات المرأة فيما يخصّ الحرف المنزلية، إذ تعدّ مثل هذه المعارض المتنفس الوحيد لإبراز مجهودات المرأة الماكثة في البيت، وفرصة حقيقية لإبراز أهمية العمل العائلي في المساهمة في التنمية المحلية.
وحسب أحد مؤطري هذا المعرض، فإن الهدف الأساسي هو الترويج للتراث المحلي، والمحافظة عليه، والأهم من ذلك حسبه «لفت الأنظار إلى المجهودات الكبيرة التي يبذلها الحرفيون في ولاية غرداية، في ظلّ المعاناة التي يعيشها القطاع».
وفي هذا الإطار طالب العديد من الحرفيين بضرورة إلتفاتة جادة من طرف المسؤولين المحليين لتثمين دور العائلات الناشطة في مختلف الحرف والنشاطات المنزلية، بتوفير امتيازات وتسهيلات أكثر في مجال التسويق بفتح فضاءات ومراكز ترويج وتنشيط السياحة والعمل الحرفي اليدوي في المنطقة.
كما اشتكى رستم ومحمد هشام وعمي معمر وغيرهم من البيروقراطية الخانقة، لبعض المصالح الإدارية خصوصا وأنهم يشتغلون في منتجات التمر والعسل ومشروب تاكروايت المحلي الذي ينتج من خلال مزج أعشاب تفيد جسم الإنسان وتمده بالقوة لمقاومة حرارة المنطقة. هذه المعاناة البيروقراطية ـ حسبهم ـ جعلت بعضهم يفكر في هجرة ذوي الحرف إلى مناخات عمل مناسبة وملائمة لإبداعاتهم.
وفي هذا الصدد يضيف حرفي من بريان بأنه من غير المعقول عدم توفير الإقامة للحرفيين من البلديات النائية كمتليلي والضاية والقرارة وبريان، في مثل هكذا معارض ومناسبات، أين يدوم المعرض أسبوعا كاملا.
وأبرز عمي صالح (المختص في التحف الفنية من المواد المحلية) بأن دعم الحرفيين لا يتمثل في تقديم أموال، بل بتوفير مناخ يشجّع ويدعّم الإبداعات وذلك بتوفير فضاءات وأماكن دائمة وقارة لعرض المنتجات، والترويج لها بأسعار تنافسية كآلية للخروج من الركود الخانق التي آلت إليها أوضاعهم. وأضاف ذات المتحدث بضرورة عقد اتفاقيات مع أصحاب الفنادق لتخصيص مساحة لعرض السلع والمنتجات ذات القيمة المضافة للسياحة المحلية.  
ومن جهته، أكد المكلف بالإعلام السيد مرموري، أن الحرفيين مستعدين لتقديم مجهودات أكبر من أجل تجسيد الانتقال من الإنتاج كهواية وصولا به إلى استثمار «حقيقي» في الصناعات التقليدية والحرف والعمل المنزلي.
وحسب متحدثين لـ»لشعب»، فإن الاهتمام بتطوير إنتاج الصناعات والحرف التقليدية بالمناطق السهبية والصحراوية، يجب أن يكون تحديدا في توفير المادة الأولية بالإضافة إلى البحث عن سبل التسويق والترويج، مما يخلق تنافسية في الأسعار وجودة في المنتجات.
وأكد المشاركون في ختام المعرض إلى ضرورة إنشاء مناطق نشاطات لكل الحرفين في نقاط إستراتيجية داخل الخريطة السياحية للولاية، كما طالبوا بضرورة التنسيق مع المصالح الإدارية الأخرى و»المرافقة الإدارية» المحلية، كمصالح الضرائب والضمان الاجتماعي ومديرية التجارة، وتحسين التعامل مع هؤلاء الحرفيين وخاصة الشباب منهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024